خبر الزهار: حماس لا تعيش أزمة ولم نفقد حلفاءنا والمشروع الإسلامي لم يخسر

الساعة 11:41 ص|02 أغسطس 2013

آسيا

أكد الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن حركته لا تعيش أزمة بعد التغيرات الجديدة التي طرأت في المنطقة، موضحاً أن "الأزمة ليست على حماس، الأزمة في المنطقة كلها".

وقال الزهار في مقابلة خاصة مع "وكالة أنباء آسيا" ، أن "حماس نشأت في أسوأ وأصعب الظروف وتعيش في أرض محتلة، وكانت المنطقة من حولها خاضعة للمشروع الأمريكي، ورغم كل ذلك لم يكن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين "رافعين رأسهم" في مصر".
وأضاف: "مرت الانتفاضة الثانية وحماس متواجدة وعندما طردت الاحتلال من غزة في العام ٢٠٠٥ كانت بمفردها لم يكن حولها أحد، كذلك الحروب التي خاضتها ضد إسرائيل في ٢٠٠٦ حتى ٢٠٠٨ كانت بمفردها ولم يكن أحد بجانبها".
وفيما يتعلق بخسارة حماس لحلفائها في المنطقة وتحديداً سوريا وإيران، أكد الزهار أن حركته لم تخسر حلفاءها، قائلاً: "سوريا أصلا دخلت في معركة وأصبحت الآن منشغلة في داخلها، أما إيران لم نقطع علاقتنا معها إطلاقاً، ولكنها أصبحت فاترة في الآونة الأخيرة لعدة أسباب".
من تلك الأسباب بحسب الزهار، أن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تغيرات حقيقية "هناك انتخابات تم التحضير إليها، وحتى الآن لم يستلم الرئيس مهامه، وبالتالي في هذه الفترة لا يحصل فيها تطوير علاقات أو توتير علاقات".
وكان قادة حماس في الخارج غادروا دمشق بعد بضعة أشهر من بدء الأزمة الداخلية في سوريا في مارس ٢٠١١ وذلك بعد أكثر من عشرة أعوام من الإقامة فيها، علما أنها كانت تقيم علاقات وثيقة مع دمشق وحزب الله اللبناني.
وتراجعت العلاقات بين حماس وإيران منذ نهاية العام ٢٠١١ بعد تخلي الحركة الإسلامية عن علاقاتها الوثيقة مع سوريا؛ مما أثر ذلك على الدعم المالي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية لحماس، وهو ما أكده عدد من مسؤولي الحركة.
وفيما يتعلق بخسارة المشروع الإسلامي في المنطقة بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين، أكد الزهار أن المشروع الإسلامي لم يخسر، على العكس الآن المشروع الإسلامي يثبت أنه هو المشروع الوحيد الذي يؤمن بحق الإنسان وحقه في اختيار من يحكمه أكثر من أدوات الديمقراطية وغيرها، على حد قوله.
كما أكد الزهار أن القضية لم تحسم بعد فيما بعلق بخسارة الإسلاميين، قائلاً: "كل الاحتمالات مفتوحة، ولذلك أقول أن المشروع البديل التابع لإسرائيل وأمريكا والانصياع والاعتماد على الغرب في كل شيء، هذا هو المشروع الذي يخسر بخسارة الإسلاميين، سواء كان في مصر أو تونس أو السودان أو ليبيا أو اريتريا أو تشاد أو اندونيسيا أو ماليزيا، في أي مكان".
وأوضح أن معظم الأخبار التي تتحدث عن خسارة الإسلاميين لمشروعهم "هي تأتي من باب الأماني، أماني أعداء المشروع الإسلامي وأعداء حركة حماس، وهي ليست أخبار تشخيصية وواقعية للظرف الذي نعيشه"، على حد قوله.
وفيما يتعلق بملف المصالحة، والموعد الذي اتفق عليه بين حركتي (فتح وحماس) في ١٤ مايو الماضي لتشكيل حكومة توافق وطني، قال الزهار: أنه "لم يتفق علي شيء، هناك اتفاقيات موقعة ليس لها علاقة بتاريخ ١٤/ ٨ وهذه الاتفاقيات لم يلتزم أبو مازن بأي منها".
وأضاف "أبو مازن حتى الآن يريد إجراء انتخابات مزورة، وهو يريد إجراء انتخابات عبر البريد الالكتروني، وكل الناس تعرف أن انتخابات البريد الإلكتروني عليها مآخذ كثيرة".
وتابع "هو يريد أن يذهب إلى المفاوضات الجديدة ومدتها تسعة أشهر، وبأنه هو ممثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج دون أن يستشير أحد من الداخل والخارج، وبالتالي نحن لن نكون طرطور لهذه المرحلة ولن نعطيها أي شرعية لها".
وقال الزهار: أن "أبو مازن لا يمثل كل الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج، وإذا أردان الذهاب إلى المفاوضات ويتحمل مسؤولية هذا الملف هو وحركة فتح وغيرهم هو حر، لكن نحن لن نعطي ذلك أي شرعية".
وجدد الزهار استعداد حركته لتنفيذ وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة مع حركة فتح، قائلاً: "إذا أبو مازن على استعداد أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة نحن جاهزون".
وتساءل الزهار في ذات الوقت، هل أمريكا توافق على المصالحة ؟ طبعا لا، هل إسرائيل توافق على المصالحة ؟ طبعا لا، هل أبو مازن يقدر على مغادرة الموقف الأمريكي والإسرائيلي ؟ طبعا لا.
وأشار القيادي البارز في حماس، إلى أن الرئيس الفلسطيني هو من يعطل المصالحة، لكنه يريد أن يلقي بالمسؤولية على حماس حتى تتهم أمام الناس، على حد قوله.
وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا في ١٤ مايو الماضي، على مهلة لمدة ثلاثة شهور لتشكيل حكومة التوافق وتحديد موعدا للانتخابات العامة بموجب اتفاق المصالحة الفلسطينية بينهما.
يشار إلى أن الحركتين توصلت لاتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو ٢٠١١ برعاية مصرية، والثانية في فبراير ٢٠١٢ برعاية قطرية، وذلك لتشكيل حكومة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة.