خبر كلٌ يفعل ما يشاء -يديعوت

الساعة 09:20 ص|01 أغسطس 2013

كلٌ يفعل ما يشاء -يديعوت

بقلم: أمنون شاموش

        (المضمون: عدوان المستوطنين وراء الخط الاخضر على الفلسطينيين يتم بتعامٍ ودعم من قادة اسرائيل - المصدر).

        حينما يكتب مراقب الدولة "كلٌ يفعل ما يشاء" يقصد ما يجري وراء الخط الاخضر. فهو يُبين لنا أن الحكومات لا تحافظ عن علم على القانون في كل ما يتعلق بالمستوطنات.

        نعلم جميعا ان الخط الاخضر ليس عائقا عن تسرب الفساد والاستخفاف بقوانين الدولة فهما يصلان الى كل ركن في البلاد. ويعرف الجمهور ذلك من الحياة اليومية، والتأثير فيه هو بمنزلة كارثة وطنية. فكل من يعرف كيف يلتف على القانون يفعل ذلك لا في ارتجاف بل في متعة. ويقول المواطن البسيط في نفسه: إنهم يخفون ضرائب فساخفي ضرائب أنا ايضا. ويقول المواطن الذي هو أكثر حنكة في نفسه: إنهم فاسدون وناجحون وأنا لست ساذجا ايضا.

        تحايل آباؤنا على السلطات في بلدان الجلاء ونحن لا نقل عنهم حنكة واحتيالا. في جيل منشئي الدولة بُنيت الصهيونية على اعمال جريئة غير مشروعة. فما فعلناه بالسلطة البريطانية البغيضة يفعله اليوم المستوطنون بسلطة الحمقى الذين يحكمون في القدس. ويغمز الحمقى بعضهم بعضا في لذة ويمدح بعضهم بعضا بالقدرة على إغماض العيون حينما يكون الحديث عن شباب التلال وهم أبناء سالبي التلال الذين أرسلتهم الحكومة، والذين ينقضون قوانينها وقوانين المجتمع الانساني وقوانين التوراة ايضا.

        لا يمكن ان نتوقع من الجمهور ان يحافظ على القانون حينما تُخل الحكومة بالقانون وراء الخط الاخضر على رؤوس الأشهاد. إن الخُلق الأساسي وهو واجب احترام القانون يتزعزع عند كل من يرى ويسمع ويفهم كيف يُؤمَر وزراء حكومته بالتعامي وأن يؤيدوا في الظلام ناقضي القانون على اختلافهم والذين يختبيء أكثرهم سوءً وراء مصطلح "شارة الثمن". إن الانتقال  من كتابات قبيحة على مسجد وكنيسة الى بيوت قادة "سلام الآن" مفهوم من تلقاء نفسه، وشرطة اسرائيل لا تبلغ الى المجرمين الشباب ولا تجدهم. يبدو أن لهم قبباً حديدية على رؤوسهم.

        ينبغي أن نذكر أن أكثر من نصف المستوطنين لم يأتوا الى هناك لاسباب ايديولوجية بل لأجل الراحة الاقتصادية والرغبة في الخروج من ضيق سكن وعيش. ولا أتحدث عنهم بل عن الجزء ذي الايديولوجية المتطرفة والمتحمسة والمنتقمة التي فقدت الاخلاق اليهودية الأساسية ولن نتحدث عن الاخلاق الانسانية. إن هذه المجموعة تعمل في ظاهر الامر في ظل التوراة والشريعة اليهودية وهي تضر في واقع الامر بالقيم التي تُقدسها وتُبعد كل انسان مستقيم عن اليهودية القومية الشديدة الوطء التي تفضل قوانين التوراة على قوانين الدولة.

        يقول نفتالي بينيت: إنهم اخوتنا. فكلهم اخوته أما أنا فلا. إنهم اخوته كما كان العيص أخا يعقوب. وما زال يعقوب يتعقب العيص كما كان اسحق وابراهيم يفعلان باسماعيل. بيد أنهم لا يطردونه الى الصحراء هذه المرة بل يحاولون السيطرة على خيامه والمس بحقوقه ومقدساته في صحراء ارض الميعاد. إنها ارض الميعاد التي أصبحت منذ زمن ارض الأمن وارضا تأكل سكانها وتكره جيرانها.

        إن الانتقال طبيعي من الاستخفاف بالقانون الذي يؤيده غمز الحاكم الى العنف. والعنف لا يحمي الشيوخ والعجائز والمعوقين والمقعدين والمرضى. في بلد لا يتزعزع الحكام فيها ولا يردون على مقولة "كلٌ يفعل ما يشاء" فقط يمكن ان نسمع بابن قتل والديه بسكين وبأب قتل بناته وبفتيان قتلوا جارا طلب اليهم ان يغضوا الضجيج وأن يدعوه ينام هو وأبناؤه. ولم أسمع بأن هذا الكلام وفي مقدمته كلام مراقب الدولة قض مضجع القادة الحمقى بل إنه لم يستخرج من أفواههم تنديدا أو ندما أو وعدا بتقويم المعوج.