بالصور ترك منزله ليعمل في غزة.. فاستقر في « كهف » آيل للسقوط

الساعة 07:57 ص|31 يوليو 2013

غزة - (خاص)

"ملابس أطفاله معلقة على مدخل الباب، تُعيق الدخول للكهف الذي يسكن به رجل وزوجته وأطفاله تحت سقف من (الزينكو) .. حجارةٌ مصفوفةٌ آيلةٌ للسقوط تحميه من الحشرات الزاحفة.. ومدخل ضيق لا يتسع لشخصين .. وغرفٌ مشققةٌ تسمحُ بدخول مياه الأمطار لتغمر الكهف الذي ينتظر من ينقذه قبل السقوط فوق ساكنيه.

وعند دخولك الكهف يستقبلك الأطفال الثلاثة .. وحينما تضع يدك في أيديهم تشعر بأن هناك شيءً غريباً لهؤلاء الأشخاص .. أيديهم ملسة أكثر من الحرير .. وعندما ينطق أحدهم كأن صوته يلامس أوراق الشجر من شدة المعاناة التي يعانوها طيلة أيام السنة وتزداد فصولها ومعاناتهم في فصلي الشتاء والصيف.

أما المطبخ فقصته مختلفة عن أجزء البيت فأسواره الأربعة مهددة بالسقوط ولا يمكن أن نطلق عليه اسم المطبخ لافتقاده المتطلبات الرئيسية ...

ولد برفح وانتقل لغزة..

المواطن الذي يسكن هذا الكهف هو مازن

 

كامل أحمد أبو عبيد من مواليد مدينة رفح انتقل منذ 17 عاماً إلى مدينة غزة للعمل في محطة للبترول وقد استقر في مدينة غزة بالإيجار متنقلاً دبين الشقق السكنية التي لا يستطيع دفع مستحقاتها، حتى استقر بالنهاية في هذا الكهف الذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة الآدمية بمبلغ 400 شيكل شهرياً.

"أبو عبيد" قال لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، :"انتقلت من مدينة رفح لضيق المعيشة عند أهلي فبيتنا العائلي لا يتسع لإخوتي وأطفالهم فقررت الانتقال إلى مدينة غزة حيث عملي في محطة للبترول، وبسبب أوضاع المعابر والإغلاقات المتكررة فقدت عملي وأصبحت أبحث عن عمل هنا وهناك حتى وجدته في محل لبيع "الشاورما" على شاطئ بحر غزة وبعد فترة قضيتها تم إغلاق المحل وأصبحت عاجزاً عن العمل".

الحجارة تتساقط ..

وبصوت لا يفهمه إلا من عاش المعاناة أو شاهدها بعينه .. قال :"اليوم أصبحنا نعيش كالأموات فالحيوانات تأكل من خيرات الله عز وجل أما نحن البشر فنبحث هنا وهناك فلا نستطيع أن نوفر قوت أطفالنا الصغار، وعندما نبحث ونجتهد ونعمل لمدة لا تزيد عن أسبوع نفتقد العمل ونعود إلى نقطة البداية".

وضع يده على جبينه وعيناه محمرتان ، قال :"هذا هو حالنا أنظر إلى سور المنزل فهو آيل للسقوط كل يوم أرفع الحجارة التي سقطت في المنزل وأخشى في يوم من الأيام أن تسقط على أطفالي وأفقد أحدهم فوالله لن أجد أحد يواسيني أو يقف إلى جانبي"

وفجأة شد أبو عبيد ذراع مراسلنا وقال :"أنظر إلى المطبخ وكيف نأكل لا مشرب ولا مأكل".


قصة انسانية

 الكنب خدعة..

أما صورة (الكنب) فهي خدعة لا يعرفها إلى من جلس عليها .. فلا تستطيع أن تجلس بشكل طبيعي فكل نصف دقيقة تغير جلستك .. ورغم ذلك فهي ليس ملك المواطن أبو عبيد.

أبو عبيد أوضح أن صاحب المنزل له مستحقات كثيرة عليه ولا يدري ما يفعل .. في الماضي تنقل أو عبيد في أكثر من 20 شقة أو منزل وبعد شهر أو شهرين يطرد لعدم دفع المستحقات المالية المترتبة عليه ويخشى أن يطرد من هذا الكهف لعدم دفع المستحقات.

أما عن شهر رمضان المبارك فقد أكد أبو عبيد أنه منذ بداية الشهر الفضيل يفطر على صحن الفول والحمص ويتسحر على كوب الماء وما يزيد من الإفطار.

وعن أمنيته وأحلامه قال :" أتمنى من أهل الخير أن يوفروا لي فرصة عمل أستطيع من خلالها سد مستحقاتي المالية وتوفير قوت أطفالي الصغار، علماً بأن طفله الأكبر يبلغ 13 عام.

ويذكر أن الوضع الإنساني في قطاع غزة قد تأثر سلبا بسبب استمرار الحصار الصهيوني على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال منذ ما يقارب الـ7 سنوات وبسبب الأوضاع المتغيرة في مصر التي دفعت الحكومة لتدمير الأنفاق الحدودية التي تُدخل السلع الأساسية لسكان القطاع.


قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية


قصة انسانية

قصة انسانية


قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

قصة انسانية

تصوير: داوود أبو الكاس