خبر البرغوثي مستمر في إضرابه حتى الشهادة

الساعة 07:07 م|30 يوليو 2013

وكالات_صحيفة القدس

نقلت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" والمحامي أحمد النتشة رئيس لجنة الحريات والأسرى في نقابة المحامين، إعلان القائد الأسير المضرب عن الطعام عبد الله البرغوثي (42 عاما) استمراره في معركة الأمعاء الخاوية حتى الشهادة برغم تدهور حالته الصحية بشكل خطير.

وأكد البرغوثي أن لا تراجع عن خطوته النضالية مع أربعة أسرى أردنيين حتى تحقيق مطالبهم التي وصفها بالعادلة والمشروعة حتى لو كانت النتيجة شهادته.

وأفاد المحاميان أنه يتمتع بمعنويات عالية تعجز عن وصفها كلمات، إضافة لحالة تركيز غير مسبوقة وذاكرة قوية وأمل كبير رغم اقترابه من إنهاء الشهر الثالث ودخوله الشهر الرابع في إضرابه، الذي أثر على صحته بشكل كبير.

صاحب أعلى حكم في تاريخ الاحتلال 67 مؤبدًا، أعلن بكلمات واثقة أنه لا تراجع عن إضرابه رغم الخطر الذي وصلت إليه حالته، ووفق الأطباء والوضع الراهن في حالته؛ فإن البرغوثي أفاد أنه يعاني من ضمور في الكلية اليمنى والكبد، واليد اليسرى تعاني من خذلان مستمر.

 وبحسب الأسير البرغوثي؛ فإن الأطباء قرروا إجراء عملية لفتح الوريد في يده اليسرى، لكن هناك تخوف من حدوث مضاعفات أثناء العملية، لهذا أجلت، وتقرر إجراء صورة "الترا ساوند" للمرة الثالثة خلال الأيام القادمة.

وقال البرغوثي: "منذ (9-7-2013) توقف جسمي عن استقبال "الجلوكوز" مما جعلني مجبرا رغم أنفي أن يكون إضرابي متوقفا على الماء وهذا يجعل الحالة أكثر تدهورا، وجسمي في حالة هزلان وأصبح ذا حساسية عالية، وهناك تخوف من إعطاء مضادات حيوية للجسم، وأعاني من صعوبة في الرؤية، ويوميا أخضع لفحص للضغط والنبض والسكر وحرارة".

ونقل المحاميان النتشة ودقماق، إنه رغم وضع البرغوثي المأساوي وتأثيرات الإضراب على صحته لكنه يعيش أوضاعا صعبة وقاسية في غرفة المستشفى، التي تحولت لزنزانة مصغرة تخضع لحراسة وإجراءات مشددة تضاعف معاناته وتزيد ألمه ولكنها لم تنل من عزيمته.

وذكرا إنه يُحتجز في ظروف غير إنسانية دون مراعاة وضعه، وواقع حياته اليومي مزيج من العذاب والمعاناة؛ فهو ورغم مكوثه في السرير طوال الوقت، مكبل الرجلين مع بعض، والرجل اليسرى واليد اليمنى مربوطتان في السرير.

وبين البرغوثي، أن عملية دخوله لاستعمال الحمام تقتضي إجراءات أمنية مشددة، وقال "لا يوجد أدنى مراعاة لوضعي وإذا أردت استعمال الحمام لقضاء الحاجة يجب أن يتصل الجنود بإدارة السجن من أجل الحصول على إذن للسماح لي بالذهاب إلى الحمام!"، ويضيف "قبل فكي من السرير يتم تفتيش الحمام بالكامل من قبل اثنين من الجنود المتواجدين لحراستي، ثم اذهب إلى الحمام بنفس المكان، وبعدها يجري تفتيش السرير لدى عودتي إليه وتقييدي، ثم يفتشون الحمام مرة أخرى، وهذا الإجراء في كل مرة أريد استعمال المرحاض أو غسل الوجه".

 ولفت البرغوثي إلى أن فريقا مختصا من "مصلحة السجون" يراقبه في كل لحظة في المشفى ويقوم بإجراء عمليات تفتيش على مدار 24 ساعة، من 6 إلى 7 مرات بإشراف وحضور مدير السجن أو نائبه أو رتبة مدير من "مصلحة السجون"، وأضاف "يأتون ويفحصون الشبابيك والكلبشات إذا كانت صحيحة أم لا، ورغم ذلك طلبوا أيضا مضاعفة التفتيش، ومن الممكن تنفيذه كل ساعتين مرة".

وقال الأسير البرغوثي: "تمكنت من إخراج كافة الدراسات وأغراضي قبل دخول الإضراب للخارج، كتبت وأخرجت 13 كتابا من مؤلفاتي و10 دراسات مفصلة، ونشرت جزءا منها"، ويضيف "الكتب أخرجت بصعوبة بالغة ولكن نشرها كان أصعب، لذلك أنا أسست دار البرغوثي للنشر وبحمد الله تمكنت من بيع أرض أملكها لطباعة هذه الكتب".

وتابع: في أقل من سنة أصدرت 3 كتب، وترجمتها، وكل كتاب ثمنه الفعلي الحقيقي هو حفنة تراب من أرضي التي بعتها من قريتي بيت ريما، لذلك أسعى بكل ما أوتيت من قوة لنشر أهم كتابين "بوصلة المقاومة" وكتاب "الميزان" (جهاد الدعوة ودعوة المجاهدين) ، وهدفي أن ترى هذه الكتب النور قبل أن أفارق أنا النور.

وتابع "أنا أردني الجنسية وجذوري فلسطينية، وأول ما تدربت على حمل السلاح كان في مدرسة صويلح الأردنية، وأول من دربني على فك وتركيب السلاح هو الجيش الأردني أيام حرب الخليج، وكان لدينا استعداد للدفاع عن بلدنا الأردن في ذلك الوقت"، واستطرد قائلا "لذلك مطالبنا كأسرى أردنيين هو تطبيق بنود اتفاقية السلام الأردنية "الإسرائيلية" والخاصة بنقل الأسرى الأردنيين إلى السجون الأردنية، وأنا اطالب الحكومة الأردنية بالضغط على الحكومة "الإسرائيلية" لتطبيق هذا البند، ويجب أن يكون السلام قادرا على تحرير الاسرى".

واشتكى البرغوثي من المضايقات المستمرة بحقه ومحاولات سلطات الاحتلال حصاره وعزله للضغط عليه لفك إضرابه، الأمر الذي أكد استحالته وأن لا إمكانية لتحقيق دون تنفيذ مطلبه وكافة المضربين، وأكد أنه منذ أيام منع من مقابلة المحامين والصليب الأحمر.