خبر الأحمد: لن نَبقَ « أسرى لحماس » بشأن المصالحة ولدينا بدائل كثيرة

الساعة 05:59 ص|30 يوليو 2013

وكالات

أكد مسؤول بارز في حركة "فتح" امس، أن حركته لن تبقى "أسيرة الانتظار إلى الأبد" لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية.

وقال مسؤول ملف الحوار الوطني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء "شينخوا": "لدينا بدائل كثيرة ولن نبقى أسرى حماس" فيما يتعلق بإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف العام 2007. غير أن الأحمد رفض تأكيد إن كان من بين البدائل لدى حركته إجراء انتخابات عامة بشكل منفصل في الضفة الغربية قائلا: "لا نستطيع أن نحدد أي خطوة بديلة قبل أن تظهر الخطوة التي تسبقها".

وشدد الأحمد، على أن موعد الرابع عشر من الشهر المقبل هو "آخر استحقاق" ضمن تفاهمات الجدول الزمني الذي جرى التوصل إليه مع حماس في الرابع عشر من مايو الماضي من أجل تشكيل حكومة توافق وتحديد موعد إجراء الانتخابات العامة.

واتهم الأحمد حركة حماس بتعمد عرقلة كل تقدم يجري تحقيقه تجاه تحقيق المصالحة، رغم ما أشار إليه من إنجازات اللجان الفرعية الخاصة بالمصالحة مثل لجنة الحريات العامة وإنجاز قانون انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني . وأكد على رؤية حركته بضرورة أن تسير ملفات المصالحة بالتوازي، منبها إلى أن قضايا إنهاء الانقسام حتى بعد تشكيل حكومة التوافق وتحديد موعد الانتخابات بحاجة إلى جهد هائل للنجاح فيها.

واعتبر الأحمد إعلان حماس تمسكها بالمضي في اتفاق المصالحة في إطار الرزمة الواحدة بأنه "للاستهلاك الإعلامي وخداع الرأي العام الفلسطيني". وقال: إن تفاهمات المصالحة تسير بخطوط متوازية وكل القضايا تم حلها وهي الحكومة والانتخابات، أولا يجب تشكيل الحكومة الواحدة لأنها تعني لفظ الانقسام ، معتبرا أن إنهاء الانقسام سياسيا وقانونيا عنوانه الحكومة، وأن الشراكة عنوانها الانتخابات.

وقال الأحمد: إن ما وصفه "انتفاضة الشعب المصري التي شكلت زلزالا في المنطقة" تنعكس على كل شيء وحتما على الوضع الفلسطيني. وأضاف "ربما الآن تعرقلت اللقاءات (مع حماس) برعاية مصرية بسبب الخلاف بين حماس ومصر والاتهامات المصرية لحماس بالتدخل في الشأن المصري وخاصة ما يدور في سيناء وعلى الحدود". وتابع الأحمد ، "سنؤكد للوسيط المصري التزامنا بتفاهمات المصالحة وتاريخ 14 من الشهر المقبل الذي لايحتاج إلا لبدء المشاورات رغم ظروف حماس الصعبة ، ولكن سنتصل مع بعضنا لجعل هذا التاريخ يحترم وليس كباقي التواريخ السابقة".

في الوقت ذاته، جدد الأحمد نفي اتهامات حركة حماس لفتح بعرقلة ملف المصالحة بسبب فيتو أميركي ولإتاحة المجال للمفاوضات مع إسرائيل، معتبرا أن "هذا كلام فارغ ولا يصلح لأننا كنا نلتقي للمصالحة في عز المفاوضات مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) أيهود اولمرت".

وفي حال استمرار تعثر جهود تشكيل حكومة توافق وطني، لم يستبعد الأحمد تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية رامي الحمدالله أو شخصية أخرى لتشكيل حكومة جديدة.

إلى ذلك، نفى الأحمد اتهامات حماس لحركة فتح، بالمشاركة في حملة التحريض ضدها من قبل وسائل إعلام مصرية. وأكد أن حركته لا تتدخل في الشأن المصري الداخلي وتؤيد خياراته "حتى تتحرر مصر من كل القيود التي تريد أن تعيدها إلى التبعية بصفتها قيادية في المنطقة ونأمل أن يستمر دورها القيادي". ووصف الأحمد تطورات "الربيع العربي" بأنها بمثابة "صيف قاحل"، متهما حلف الناتو الدولي بالعمل على زعزعة استقرار دول الربيع العربي مثل مصر وسورية وتونس. ورأى أن ما جرى أخيرا في مصر "بمثابة زلزال أعاد للربيع العربي أنفاسه من جديد".

في سياق آخر، دافع الأحمد عن قرار استئناف مفاوضات السلام . واعتبر أن العودة للمفاوضات هو قرار الأغلبية داخل القيادة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاجتماع التفاوضي الأول في واشنطن سيبحث استكمال الاتفاق بشأن إطلاق عملية السلام.

في الوقت ذاته، أكد الأحمد أن أوساط القيادة الفلسطينية وحركة فتح سيبقي لديها قلق بشأن آفاق ما يمكن أن تحققه المفاوضات عند إطلاقها بسبب ما وصفه "بتعنت" الحكومة الإسرائيلية الحالية وعدم وجود ضغوط أميركية كافية لإنجاح المفاوضات لكنه أعرب عن ارتياحه إزاء تحديد سقف زمني لا يتجاوز 9 أشهر للمفاوضات. وأكد الأحمد، أن القيادة الفلسطينية تتمسك بشكل كلي قبل إطلاق المفاوضات جديا مع إسرائيل بضرورة التزامها بالحدود المحتلة عام 1967 باعتبار ذلك أساس وجوهر حل الدولتين. وقال: إن المفاوضات لن تضر بشعبية فتح "فهي ليست جديدة علينا ونحن فاوضنا منذ السبعينات، ولا يوجد حركة تحرر في التاريخ لم تدخل في مفاوضات لأنها من أشكال النضال والمهم خلالها هو الحفاظ على الثوابت الفلسطينية ".

في سياق آخر، قال الأحمد: إنه لا توجد جهود رسمية داخل فتح لعقد المؤتمر السابع للحركة بعد المؤتمر السادس الذي كان عقد في بيت لحم في أب 2009.

وبشأن ترشيح شخصية بديلة للرئيس عباس الذي سبق أن أعلن عزمه عدم الترشح لانتخابات جديدة قال الأحمد "عندما يحين موعد الانتخابات سيكون لكل حادث حديث". وتابع الأحمد، "بخصوص الرئيس عباس نعتبر أن قراره ليس شخصيا ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع، لأننا نتحدث عن انتخابات وهي لم تحصل.