تقرير قرية بيزنطية زراعية في نابلس تظهر الجانب الأخر للحضارة البيزنطية

الساعة 12:55 م|29 يوليو 2013

نابلس - (خاص)

"صوامع ومباني دائرية ونصف دائرية وجرار فخارية، وغرف وأساسات وجدران مباني، وأدوات زراعية مختلفة كانت تستخدم لدق وطحن الحبوب" هو الاكتشاف الذي دل على وجود قرية بيزنطية في المكان يعود عمرها لألاف السنوات.

ففي نابلس، ثاني أقدم مدينة في العالم، أعلن عن اكتشاف تاريخي فريد من نوعه، قرية زراعية كاملة في منطقة تل صوفر التاريخي تعود إلى العصر البيزنطي، الأمر الذي يعتبر من أهم الاكتشافات التاريخية في هذه المنطقة، وتحديدا كونه بجهود فلسطينية بحته.

وتعود القصة إلى العام 1998 حيث بدأ قسم الأثار في جامعة النجاح الوطنية في المدينة بمشروع تدريب الطلاب على التنقيب في المناطق التاريخية المنتشرة ومن بينها منطقة تل صوفر، وهي منطقة تقع في الجهة الغربية من البلدة القديمة، بالقرب من مخيم عين بيت الماء.

وهذا العام، أستطاع مجموعة من الطلبة بإشراف خبراء الأثار في القسم من التوصل إلى هذا الاكتشاف خلال فترة عمل متواصلة استمرت خمسة أسابيع كاملة كما يقول الدكتور لؤي أبو السعود المشرف المباشر والمحاضر في القسم.

وأشار الدكتور أبو السعود أن ما تم اكتشافه عبارة عن مجموعة من الصوامع Silos وهي عبارة عن مباني دائرية ونصف دائرية كانت تستخدم لتخزين الحبوب، وقد تم اكتشاف ثلاث منها، وجرار فخارية متوسطة الحجم كانت تستخدم لأغراض مختلفة، وغرف وأساسات وجدران مباني، بالإضافة إلى أدوات زراعية مختلفة كانت تستخدم لدق وطحن الحبوب.

وأكد أبو السعود أن الاكتشافات المذكورة آنفاً تعد في غاية الأهمية، حيث تعود بتاريخها إلى العصر البيزنطي، أي تعود بتاريخها إلى الفترة بين 324-638م، وأن استخدام التل وما حوله كان مسكوناً خلال الفترات التاريخية المختلفة ابتداءً من العصر الحجري النحاسي (4500 ق.م) والبرونزي (3100-1200 ق.م) وحتى الفترات الإسلامية المختلفة، حيث شهد نشاطاً زراعياً واضحاً في الفترة الأخيرة.

خبير الآثار عاطف خويرة، وهو أحد فريق العمل، قال إن أهمية هذا الاكتشاف يعود إلى أنه يسلط الضوء على الجانب الثاني من الفترة البيزنطية وهي حياه الناس العادية، فهي تكشف عن "مستوطنة مدنية" قروية بسيطة كان الناس تعمل فيها بالزراعة.

وتابع في حديث خاص:" نحن لا نعلم من الفترة البيزنطية إلا البناء المدني الملكي والمعمار الضخم المتعلق في الكنائس والقصور والبيوت الضخمة، هذا الاكتشاف يوضح لنا الوجه الأخر لهذه الحضارة".

وبحسب خويرة فإن العمل في المنطقة بدأ في العام 1998 حيث قامت طواقم الجامعة بالحفر في منطقة أسفل التل وتم اكتشاف آبار مياه وغرف تخزين محفورة بالصخر وجرار للتخزين تم ترميمها ونقل إلى متحف الجامعة.

وقبل شهرين بدأ العمل في منطقة تانية وهي أعلى التل حيث وجدت آثار القرية، حيث تبين من نوع العمارة على أنها قرية بيزنطية ذات طابع قروي متواضع.