خبر رفح: تحسن طفيف في عمل الأنفاق والسلع الضرورية تصل بكميات مقلصة

الساعة 05:24 ص|29 يوليو 2013

غزة

شهد العمل في عدد من أنفاق التهريب تحسنا محدودا وطفيفا، مؤخرا، وتم تهريب سلع متنوعة إلى قطاع غزة، في مقدمتها الاسمنت ومواد البناء والوقود السائل، لكن الأزمات مازالت تعصف بحياة المواطنين.

ويعتقد كثير من مالكي الأنفاق والعاملين فيها أن هذا التحسن قد يكون مؤقتا، وأن تعود الأمور لتسوء مجددا، خاصة بعد إطلاق الجيش المصري عملياته في شبه جزيرة سيناء .

ويحظى الوقود السائل بنوعيه بأهمية بالغة، بحيث يجتهد مالكو الأنفاق لتأمين أكبر كمية ممكنة منه، لدفعها إلى محطات التعبئة والتخفيف من عطش السوق لهذه السلعة.

وتشاهد يوميا أرتال من السيارات والدراجات النارية تصطف أمام بعض المحطات التي تمكن القائمون عليها من جلب كميات من الوقود، ويضطر بعض المواطنين إلى قضاء ساعات طويلة أمام تلك المحطات، وقد يمتد انتظارهم حتى وقت السحور.

ويلاحظ توفر السولار أكثر بكثير من وقود البنزين، ويمكن الحصول عليه في المحطات بصورة طبيعية، بينما مازال البنزين شحيحا، بسبب إقدام المواطنين خاصة من يمتلكون مركبات خاصة على شراء البنزين بكميات مضاعفة بهدف تخزينه تحسبا من انقطاعه، كما يقول عدد من مالكي المحطات.

ويشير الشاب يوسف أبو جراد من سكان بلدة الشوكة إلى أن ثمة ما يشبه الهجمة على وقود البنزين، فما أن يعلم المواطنون بوصوله إلى إحدى المحطات حتى يتدفق المئات منهم بدراجاتهم ومركباتهم وجالونات فارغة لتعبئة أكبر كمية ممكنة منه.

وبين أن بعض مالكي الدراجات النارية يفرغون مخزون الوقود من خزانات دراجاتهم ويتوجهون إلى المحطات لتعبئتها مجددا، كما أن بعض الرجال يرسلون أبناءهم وزوجاتهم إلى المحطات لتعبئة جالونات فارغة، بهدف الاتجار بها على الأغلب.

ولفت أبو جراد إلى أن المواطنين بسلوكهم السيئ سببوا الأزمة وهم يصرون على مواصلتها، داعيا الجميع إلى أخذ حاجته من الوقود فقط.

ونتج عن شراء الوقود وتخزينه خلق سوق سوداء لبيعه بأعلى من سعره الفعلي، خاصة للمضطرين الذين لا يحتملون الانتظار ساعات في طوابير طويلة.

ورغم توفر مواد البناء مجددا خاصة الاسمنت بشكل أفضل في الأسواق مقارنة بالفترة الماضية مازال قطاع البناء شبه متوقف، بينما انحسر الإقبال على شراء هذه المواد إلى الحد الأدنى.

وانخفض ثمن الطن الواحد من الاسمنت إلى 600 شيكل، بعد أن تخطى حاجز الـ 1100 شيكل في ذروة الأزمة، فيما يسود اعتقاد بأن معظم الكميات المتوفرة في السوق حاليا هي كميات كانت مخزنة لدى التجار، واضطروا لعرضها لسببين، الأول أن الاسمنت سلعة غير قابلة للتخزين لفترات طويلة، والثاني عودة النشاط إلى بعض الأنفاق وإدخال كميات من الاسمنت، إضافة إلى التراجع الملحوظ في الإقبال على شرائه.

ويؤكد عدد من مالكي الأنفاق أن تراجع انتشار الجيش المصري وسوء الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء خلق أجواء ملائمة لنقل وتهريب هذه السلع الثقيلة، وأوضحوا أن الأنفاق التي تنجح في تهريبها عادة ما تكون فتحاتها بعيدة عن تواجد قوات الجيش.

وتشهد الأنفاق منذ أكثر من شهر ونصف الشهر حملة أمنية مصرية غير مسبوقة، تشارك فيها وحدات من الجيش وحرس الحدود مدعومة بدبابات وجرافات ثقيلة، وقد أسفرت الحملة عن هدم وتدمير العشرات من الأنفاق.