خبر أين الخط الأحمر- يديعوت

الساعة 10:03 ص|28 يوليو 2013

أين الخط الأحمر- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: حينما تفرج اسرائيل عن قاتلين لاسرائيليين أو يهود ولا سيما من عرب اسرائيل بسبب ضغط من الامريكيين للقيام بتفضل فانها تتخلى عن سيادتها وهذه سابقة خطيرة لا مثيل لها في أية دولة في العالم - المصدر).

        يأتي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى الحكومة اليوم بقرار يحطم كل "الخطوط الحمراء" التي كانت قد بقيت فيما يتعلق بالافراج عن سجناء أمنيين من السجون الاسرائيلية. ستكون هذه أول مرة تفرج فيها اسرائيل عن سجناء عرب من مواطني اسرائيل – قتلوا اسرائيليين أو يهودا – تفضلا على السلطة الفلسطينية. أُفرج في صفقة شليط في الحقيقة عن ستة سجناء أمنيين من سكان اسرائيل لكن ذلك كان جزءا من صفقة للافراج عن أسير ولم يكن تفضلا. إن عرب اسرائيل على العموم لا يُعترف بأنهم سجناء أمنيون فلسطينيون ولهذا ليس لهم حق في زيارات الصليب الاحمر ما عدا سكان شرقي القدس الذين لهم حق في ذلك في اتفاق خاص. وحينما تُفرج اسرائيل عن قاتلين اسرائيليين قتلوا اسرائيليين ويهودا بسبب ضغط لفعل تفضل على كيان سياسي اجنبي فانها تتخلى عن سيادتها ولا توجد سابقة كهذه في أية دولة في العالم.

        تريد اسرائيل ان تأتي الى التفاوض في واشنطن بيدين نقيتين باعتبارها تفي بالتزامها الافراج عن سجناء ما قبل اوسلو. وتريد اسرائيل ايضا أن تعزز أبو مازن وهذا مهم. لكن ما صلة ذلك بالافراج عن سجناء مؤبدين اسرائيليين قتلوا اسرائيليين؟ صحيح أنه يوجد احتمال مرتفع ألا يكون الحديث عن مجرمين يعاودون النشاط الارهابي في اسرائيل، لكن لقضية ردع عرب اسرائيل أهمية حاسمة لأن الحديث عن مواطنين يعيشون بيننا مع بطاقات هوية اسرائيلية وسيارات اسرائيلية.

        سيكون من الصعب بلا ردع وعقاب شديد صد المخرب الاسرائيلي القادم. وهذه سابقة ايضا في شأن عشرات السجناء الامنيين من عرب اسرائيل الذين تم اعتقالهم في اثناء الانتفاضة الثانية وكانوا مشاركين في نقل منتحرين ومساعدة منتحرين واعمال قتل. فمن يضمن لنا ألا يُفرج عن هؤلاء في "التفضل" التالي الذي سيطلبه الامريكيون والفلسطينيون منا؟ إن نتنياهو باستقرار رأيه على الافراج عن سجناء امنيين من عرب اسرائيل يُدخل أمن دولة اسرائيل الداخلي في منزلق دحض.

        ليس عرب اسرائيل هم السابقة الوحيدة في التفضل الحالي على الفلسطينيين. لم تُفرج اسرائيل بسياستها قط في اطار تفضل عن قاتلي مواطنين اسرائيليين أو يهود. وقد أفرجت عن قاتلين فلسطينيين بأعداد ضخمة مع التوقيع على اتفاق اوسلو، لكن لا أحد منهم قتل اسرائيليا أو يهوديا. بل قتلوا كلهم فلسطينيين (لهذا بقي في السجن اولئك السجناء الذين قتلوا اسرائيليين ممن يُعرفون بأنهم سجناء ما قبل اوسلو).

        أفرجت اسرائيل في صفقة جبريل عن مئات من قاتلي سكان المناطق مقابل أسرى وجثث. وأفرجت بعد ذلك عن مخربين مقابل جثث فقط. وأُفرج في صفقة شليط عن مئات من قاتلين لسكان من المناطق مقابل أسير واحد. وبعد مؤتمر أنابوليس في 2007 قامت اسرائيل بتفضل، فقد أمر رئيس الوزراء آنذاك اهود اولمرت بالافراج عن 400 سجين من فتح والجبهة الشعبية لم يكن لأحد منهم دم على الأيدي.

        اشترط الفلسطينيون ثلاثة شروط لدخول التفاوض وهي: حدود 1967 وتجميد البناء والافراج عن سجناء. وأقنع الامريكيون الفلسطينيين بقبول شرط ونصف فقط وهما: تجميد صامت من خارج الكتل الاستيطانية كي تستطيع اسرائيل إنكاره والافراج عن سجناء ما قبل اوسلو. وهذان الشرطان يسهل على الائتلاف الحكومي ان يهضمهما، وستكون اجازتهما أسهل على نتنياهو. بحسب الاتفاق مع الامريكيين، ستفرج اسرائيل عن السجناء بأربع جولات، واحدة في كل شهرين. يجب الآن ان نأمل ان تكون السوابق الخطيرة التي نشأت هنا مساوية للرهان الذي راهنه رئيس الوزراء كي لا يراه الامريكيون رافضا للسلام.