خبر غباء حكومي -معاريف

الساعة 10:02 ص|28 يوليو 2013

غباء حكومي -معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: تحرير السجناء خطوة غبية لانه لا يحقق المصالحة بل يعمق التحريض والعداء وخطوة اكثر حكمة هي تجميد البناء خلف خط الفصل او الحصول على تحرير بولارد مقابل ذلك - المصدر).

        صديق له صلة شخصية قريبة بالموضوع روى لي بان أحد المحررين قتل أما حامل وابنها الصغير ايضا. ولم يعتقل الا عندما كان في طريقه الى عملية اخرى. هؤلاء الانذال قتلوا وفي نفس الوقت حظوا بمنتجع بظروف كانوا في غوانتمانو وابو غريب يمكن الحلم بها فقط، وكذا يكتسبون هناك التعليم العالي (المساق الشعبي لديهم يعنى بقتل الشعب، في اطار الجامعة المفتوحة)، وفي نهاية المطاف يخرجون مع ابتسامة على الوجه.

        في الخارج تنتظرهم مسيرات نصر. فهم "مقاتلو حرية" ودوما سيخرج احد ما يكرر الكذبة بان اليهود ايضا الذين كافحوا ضد الانتداب كانوا ارهابيين. نصف الحقيقة أسوأ من الكذب، لانه في الصراع ضد البريطانيين كان ارهابا، ولكنه كان شاذا. معظم الحاضرة كانت ضده. فالحاضرة لم تؤيده ولم تموله. اما لدى الفلسطينيين، فالقتلة هم ابطال. ليس فقط الشرف بانتظارهم، بل وايضا مال غير قليل تراكم من دفعات شهرية وثابتة، على حساب دافعي الضرائب في اوروبا، مما ينقلون الاموال الى السلطة، التي تحوله لكل قاتل كريه يمكث في السجن.

        السلام، كما ينبغي القول، يفترض ايضا العض على الشفتين. عندما يتم تغيير المقدمة، من حرب الى مصالحة، يخرج القتلة الى الحرية. غير أن هؤلاء الاشرار، معظمهم على الاقل، لم يقاتلوا في سبيل التحرير ولا في سبيل وقف الاحتلال. فقد قاتلوا ضد مجرد وجود اسرائيل. خروجهم لا يرمز الى تغيير المقدمة. بل يرمز الى مرحلة انتصارهم، بحيث ان القلب يتفطر. يخرجون الى الحرية، يضحكون علينا وفي نفس الوقت لا نحصل على مصالحة.

        حكومة ذكية كانت ستتخذ طريقا آخر. تريدون تحريرا؟ تفضلوا. مع حلول السلام سيتحررون. ليس دفعة واحدة بل بالتدريج. عندما يتبين أن المحررين يتجهون نحو المصالحة، وليس نحو التحريض، وليس لمواصلة الارهاب، سيتحرر المزيد فالمزيد. وان كان مع خبطة في القلب، ولكن على الاقل مع مبرر وأمل.

        هذه ليست قصتنا. "تحرير السجناء" أصبح شعارا آخر لاحدى البادرات الطيبة احادية الجانب. اسرائيل الغبية تفعل كل ما لا ينبغي من أجل السلام، مثل تحرير قتلة قبل السلام، بل ولا تفعل ما ينبغي، مثل وقف البناء خلف خط الفصل.

        هذا الطقس، المتمثل بتحرير القتلة، اصبح أمرا اعتياديا. موجة تلو اخرى. في التسعينيات كانوا يسمون هذا "خطوات لبناء الثقة". ولكنها لا تبني أي ثقة. هي تبني موجة التحريض التالية التي من شأنها ان تجلب في اعقابها موجة الارهاب التالية. السلام لا يخرج من هذا. الجائزة للارهاب فقط. ولا المصالحة. لا شيء.

غير أننا في غبائنا أدخلنا أنفسنا في فخ. لان هذه اللعبة ليست كيف نجد الطريق الى الحل الوسط، كيف ننزل عن شجرة حق العودة، شجرة بلاد اسرائيل الكاملة، شجرة ملك أبنائنا واجدادنا المقدس. اللعبة الوحيدة في المدينة هي كيف ننقل المسؤولية عن الفشل الى الطرف الاخر. ولما كانت هذه هي القصة، ولا يوجد شيء غيرها، فانه ينبغي بذل كل جهد لان نتخذ صورة الطرف الذي يبدي النية الطيبة. هكذا بحيث أن وزراء الحكومة يقفون اليوم امام خيارين، أحدهما أسوأ من الاخر. التحرير هو عار ومشكلة، ولكن التصويت ضد التحرير هو مشكلة اكبر.

في سلوك أكثر حكمة بقليل كان ينبغي اتخاذ خطوات من أجل السلام وليس من أجل تشجيع الارهاب. ولكن الحكومة الغبية التي تصر على استمرار البناء على كل تلة عالية، كخطوة هادمة للسلام، تضطر الى التصويت الى جانب تحرير قتلة، خطوة اخرى ليس لها اي صلة بتقدم السلام.

يوجد خيار آخر: التصويت من اجل التحرير، واضافة قرار احادي الجانب بتجميد البناء خلف خط الفصل. وعندها اشتراط الرزمة المغرية بتحرير بولارد. إذ لا يوجد اي احتمال للحصول على مقابل من الفلسطينيين – لا مصالحة ولا ثقة. وبالتالي فاذا كان الامريكيون يجبروننا على هذه الخطوة، فليقدموا هم المقابل، واذا رفضوا، فان المسؤولية عن النتائج ستكون عليهم، وليس على اسرائيل.