خبر قادة فلسطينيون غير متفائلين بتشكيل حكومة توافق ونجاح المفاوضات

الساعة 12:19 م|27 يوليو 2013

غزة

عبر مسؤولون في الفصائل الإسلامية والوطنية عن تشاؤومهم من إمكانية تشكيل حكومة التوافق، ومن نجاح المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية" مع استمرار إصرار "إسرائيل" على الاستيطان وعدم الإفراج عن الأسرى وعدم التزامها بإعادة الحقوق كاملة للشعب الفلسطيني.

وأكد المتحدثون خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام تخللها إفطار جماعي في مدينة غزة، على ضرورة عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية وخصوصاً ما يجري في مصر نظراً لخصوصيتها بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وحضر اللقاء الذي جاء بعنوان " الوضع الفلسطيني الداخلي والتغيرات الإقليمية والعربية في المنطقة وافق العملية السلمية واستئناف المفاوضات" ممثلين عن القوى الإسلامية والوطنية وكتاب ومحللين.

وعبر الدكتور فايز أبو عيطة الناطق باسم حركة فتح عن تشاؤومه من تحقيق أي انجاز أو شيء ملموس بسبب التصريحات والرد السلبي لحركة حماس على دعوة حركة فتح.

وطالب أبو عيطة بالتعامل بجدية أكبر مع هذا الملف بحيث لا يجوز الاستمرار بترحيل ملفات المصالحة والتي مضى عليها أكثر من ست سنوات.

ودعا أبو عيطة الجميع إلى التعامل بجدية مع ملف المصالحة لأن المصالحة هي هدف شعبي وجماهيري وخيار الوحدة.

وأكد أبو عيطة على موقف منظمة التحرير وحركة فتح الرافض للتدخل في الشؤون العربية الداخلية.

وقال إن الموقف في مصر حساس جدا بالنسبة للشعب والقيادة الفلسطينية ويتوجب على الجميع أن يكون حذراً في التعامل مع هذه القضية.

وأضاف أبو عيطة "يجب أن نكون أكثر عقلانية وأكثر حكمة في التعامل مع الشأن المصري لتجنب شعبنا المزيد من المعاناة".

وأشار أبو عيطة إلى وجود مبالغة من بعض وسائل الإعلام المصرية حول اتهام قطاع غزة فيما يجري في مصر، داعياً وسائل الاعلام المصرية إلى التعامل بعقلانية مع الأمور.

وفيما يتعلق في موضوع المفاوضات أشار أبو عيطة إلى عدم وجود أي تقدم جدي أو فعلي في المفاوضات مع "إسرائيل" مؤكداً أن السلام العادل بالنسبة لحركة فتح يعني إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقه.

وقال أبو عيطة إن "إسرائيل" تريد مفاوضات تجميلية والى الآبد وفي المقابل لا يجب أن نعطيها هذه الصورة.

من جانبه قال الدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس إنه وبعد سنتين ونصف من الربيع العربي وجدنا أن الطرف الوحيد الرابح من هذا الربيع هي إسرائيل.

وأكد يوسف في كلمة له أن الشعب الفلسطيني على مفرق طرق خطير بعد تدمر سوريا وبدء المشاكل في مصر.

وقال إن تركيا وإيران مشغولتين في الشأن السوري ولا يمكنهما تقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني.

وأشار يوسف إلى أن الحديث عن تشكيل حكومة توافق هو أمر جدي ولكن يبقى تمنياً متهماً حركة فتح بتعطيل المصالحة.

ودعا يوسف الرئيس محمود عباس إلى التحاور مع حركة حماس لإقناعها بعدم مهاجمة موقفه من المفاوضات وإذا لم يستطع فعلى الأقل يقنعهم بالتزام الصمت.

وفي كلمة له أكد طلال أبو ظريفة القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن للجبهة رؤية واضحة في ما يخص الشأن العربي وهي عدم التدخل فيما يجري في هذه الدول وخصوصاً ما يجري في مصر، ولكنه شدد على رفض الجبهة للعقوبات المفروضة على القطاع.

ودعا أبو ظريفة إلى اخذ زمام المبادرة والعمل على طرح مبادرة لحل مشكلة معبر رفح.

وشكك أبو ظريفة في تشكيل حكومة توافق وطني خلال منتصف الشهر القادم، كما وشكك بالجهود الأميركية حول انطلاق  عملية السلام.

وقال أبو ظريفة إن استمرار الاستيطان والإجراءات الاسرائيلية القمعية يشكلان عقبة رئيسية أمام العملية السلمية.

وأكد أبو ظريفة أن المصالحة الفلسطينية هي استراتيجية لكل أطياف العمل السياسي الفلسطيني ويجب أن تبذل الجهود من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس برنامج وطني موحد.

بدوره قال المهندس عماد الفالوجي رئيس مركز ادم لحوار الحضارات إن الشعب الفلسطيني دخل في مرحلة إدارة الانقسام ولأول مرة يزور أكثر من وزير في حكومة الدكتور رامي الحمد الله قطاع غزة وهو على رأس وزارته وهو مؤشر على تحقيق تقدم في موضوع الانقسام.

وقال إن اهتمام حكومة رامي الحمد لله بالمحافظات الجنوبية هو شيء ايجابي، مؤكداً أن اللقاءات بين حركتي فتح وحماس قد تنتج شيئاً على طريق إنهاء الانقسام

في موضوع  المفاوضات قال الفالوجي ان الإدارة الأميركي تريد استغلال حالة الضعف العربي للوصول إلى ما كان مرفوضا في السابق وقد تنجح الإدارة الأميركية والإسرائيلي كان يستحيل الحصول أن تحصل عليها في وقت آخر.

فيما اعتبر محمود الزق مسئول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة أن أحداث مصر عمقت الانقسام.

وقال إن الانقسام هو ركيزة السياسة الإسرائيلية وله تداعيات خطيرة على جميع الشرائح، ويفتح الباب واسعاً أمام الحلول الإقليمية .

ودعا الزق إلى هبة شعبية لإنهاء الانقسام، مشدداً على أن الشعب يريد التوحد وليس التمرد.

من جانبه قال إبراهيم الزعانين مسئول جبهة التحرير العربية إن المصالحة لا يمكن أن تتم إلا من خلال برنامج سياسي ووطني كامل.

وأضاف الزعانين انه لا توجد ثقة بين طرفي الانقسام.

وطالب الزعانين بالتعامل بحكمة مع ما يجري في مصر حيث لم يستبعد أن تحدث إشكالات مشابهة لما يجري في مصر في دول عربية أخرى.