خبر اشتباكات بين أنصار ومعارضي مرسي بالقاهرة

الساعة 12:50 م|26 يوليو 2013

وكالات

وقعت مناوشات بعد ظهر اليوم الجمعة بين مجموعة من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأخرى من معارضيه أثناء مسيرتين متعارضتين في حي شبرا، شمال شرق القاهرة، بحسب ما أفاد مصدر امني وشهود.

وأوضحت المصادر أن متظاهرين داعمين للقوات المسلحة هتفوا الجيش والشعب إيد واحده وحرق بعضهم صور مرسي ما أثار غضب مؤيديه، كما قام الأهالي برمي زجاجات من أسطح المنازل على مسيرة مؤيدي مرسي قبل أن يتدخل عدد آخر من الأهالي للفصل بين المجموعتين.

وكثفت السلطات الإجراءات الأمنية في القاهرة وباقي المحافظات بعد أن أوقعت أعمال العنف في البلاد أكثر من 200 قتيل في خلال شهر.

وبدأت تظاهرات الإخوان المسلمين وأنصارهم اليوم بمسيرات بعد صلاة الجمعة من نحو 30 مسجدا باتجاه منطقة مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر، شمال شرق القاهرة، وايضا ميدان نهضة مصر بالجيزة، جنوب القاهرة، معلنين عن بدء فعاليات مليونية الفرقان .

وشكل المتظاهرون لجانا شعبية على مداخل رابعة العدوية وقاموا بتفتيش رواد الميدان والتأكد من هويتهم الشخصية قبل الدخول. وحمل المتظاهرون صور مرسي مرددين هتافات تطالب برحيل المجلس العسكري.

كما ونظم عدد من مؤيدي مرسي مسيرة طافت عددا من شوارع مدينة نصر، رافعين أعلام مصر ومرددين العديد من الهتافات التي تطالب بعودة مرسي للحكم.

في المقابل، احتشد معارضو مرسي في ميدان التحرير في قلب القاهرة وامام قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق) للمشاركة في مليونية لا للارهاب، التي دعا اليها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

وقد شكل عشرات المتظاهرين لجانًا شعبية علي مداخل ميدان التحرير لتأمين الفعاليات. كما حمل المتظاهرون لافتات وصورا للسيسي مكتوبا عليها الشعب المصري يفوض ويأمر الجيش بمكافحة الإرهاب.

وفي الاثناء يشهد ميدان التحرير تعزيزات أمنية من قبل قوات الجيش والشرطة، مدعمة بمدرعات انتشرت عند مدخل باب اللوق وفي مناطق أخرى بالميدان.

وكان قائد القوات المسلحة المصرية وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي دعا الاربعاء الشعب المصري الى الاحتشاد في ميادين وشوارع البلاد الجمعة لمنحه "تفويضا لمواجهة العنف والارهاب".

واستجابة لنداء السيسي، دعت جبهة 30 يونيو، وهي ائتلاف للاحزاب والحركات التي شاركت في تظاهرات 30 يونيو ومن بينها حركة تمرد، "جموع الشعب المصري للخروج الى ميادين مصر وشوارعها الجمعة حتى نؤكد للعالم تمسكنا باستكمال الثورة وبخيار الحرية ورفضنا لمحاولة إرهابنا وارتهان حريتنا بسلامتنا وحتى نؤكد لكل العالم أن مصر لا تشهد حربا أهلية".

كما دعت تمرد الخميس الى طرد السفيرة الاميركية آن باترسون من مصر.

من جانبه دعا شيخ الازهر أحمد الطيب مساء الخميس المصريين الى تلبية دعوة السيسي للاحتشاد الجمعة في ميادين مصر "بصورة سلمية وحضارية". من جهتها ضاعفت وسائل الاعلام الحكومية والخاصة دعواتها الى الشعب لتلبية نداء السيسي. وعنونت صحيفة الاخبار الحكومية "السيسي ينتظر كلمة الشعب".

وقد عمد الجيش منذ الخميس الى اصدار بيانات وتصريحات مهدئة تارة ومهددة تارة اخرى. فقد حذر مجلس الدفاع الوطني، الهيئة العليا المسؤولة عن "تأمين البلاد" وفقا للاعلان الدستوري الصادر عقب اطاحة مرسي في الثالث من تموز/يوليو الجاري، من ان "الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها أو حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع أو اشاعة الإرهاب لفظاً أو فعلاً أو محاولة ابتزاز المواطنين أو ارتهان المجتمع أو تبديد السلم والأمن الداخليين".

كما اكد الجيش في بيان باسم القيادة العامة للقوات المسلحة نشر على موقع المتحدث الرسمي باسمها على فيسبوك ان دعوة السيسي الى التظاهر "لم تحمل تهديدا لأطراف سياسية بعينها بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب"، مضيفا ان دعوته "جاءت لإستكمال جهود مؤسسة الرئاسة للمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية".

الا ان المرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع صعد الخميس لهجته ضد السيسي، معتبرا ان "ما فعله في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا" داعيا في الوقت نفسه انصاره الى التظاهر "سلميا".

من جانبها اعتبرت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن ان "دعوة الفريق اول السيسي تثير مخاوف من ان تكون قوات الامن بصدد الاستعداد لاستخدام القوة لانهاء اعتصامات وتظاهرات انصار مرسي" ودعت "قوات الامن لبذل المزيد من الجهد لحماية المتظاهرين من الاعتداءات وتفادي اللجوء المفرط للقوة ضد التجمعات السلمية".

وفي تطور مفاجىء ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية صباح الجمعة ان قاضي التحقيق امر بحبس محمد مرسي 15 يوما احتياطيا بتهمة "التخابر مع حماس" و"اقتحام السجون".

وقالت الوكالة ان "المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة  استئناف القاهرة اصدر قرارا بحبس الرئيس السابق محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي يجريها معه".

وبين هذه الاتهامات ذكرت الوكالة "السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام باعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها واشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن" مطلع 2011.

واوقف الجيش مرسي في مكان لم يكشف منذ ازاحته عن السلطة في الثالث من تموز/يوليو.

وعلى الاثر دانت حركة حماس قرار حبس الرئيس المصري المعزول معتبره ان السلطات المصرية الحالية باتت "تتنصل" من القضايا القومية والقضية الفلسطينية.

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في غزة ان "حماس تدين هذا الموقف لانه ينبني على اعتبار ان حماس حركة معادية وهذا تطور خطير يؤكد ان السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية بل وتتقاطع مع اطراف اخرى للاساءة اليها وفي مقدمتها قضية فلسطين".

 

كما اعتبرت جماعة الاخوان ان قرار حبس مرسي في وقائع تعود الى عهد نظام الرئيس حسني مبارك يمثل "عودة قوية" للحكم السابق.

وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد ان الاتهامات الموجهة لمرسي "تبدو وكانها انتقاما من قبل النظام السابق وتدل على انه يعود بقوة" الى  الساحة السياسية.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الخميس الجيش المصري الى الافراج عن الرئيس المعزول وبقية قيادات جماعة الاخوان كما افاد المتحدث باسمه.

وقال ادواردو ديل بوي المتحدث باسم بان كي مون ان الامين العام "يأمل أن يتم الافراج (عن مرسي وحلفائه) او ان يتم البحث في ملفاتهم بشفافية وبدون تأخير".

وأضاف إن الأمين العام "يتابع بانتباه وبقلق متزايد الأحداث في مصر ويدعو مجددا كل الأطراف للالتزام بأكبر قدر من ضبط النفس، وهو يدعم حق جميع المصريين في التظاهر السلمي".