خبر تونس: مصير الجمهورية مجهول بعد اغتيال البراهمي

الساعة 11:41 ص|26 يوليو 2013

وكالات

أغلقت المتاجر والبنوك في تونس أبوابها، وألغيت كل الرحلات الجوية من تونس، واليها بينما تستعد تونس لموجة عنف جديدة بعد يوم من مقتل معارض علماني فجر موجة احتجاجات في عدة مدن بالبلاد ضد الحكام الإسلاميين.

واغتال مسلحون مجهولون السياسي التونسي المعارض محمد البراهمي بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة، مما أشعل احتجاجات عنيفة ضد الحكومة التي يقودها الإسلاميون في العاصمة ومناطق أخرى.

وخيمت مشاعر الحزن والصدمة على تونس بعد يوم من اغتيال البراهمي، وهو ثاني حادث اغتيال سياسي خلال العام الحالي بعد مقتل شكري بلعيد في شباط/فيراير الماضي.

وتنتظر تونس اليوم الجمعة يوماً اخر صعباً في ظل دعوات المعارضة العلمانية للاحتشاد في الشوارع لاسقاط الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية.

وقال بيان من الخطوط الجوية التونسية "بعد الاعلان عن الاضراب العام تعلم الخطوط التونسية كل المسافرين أن كل الرحلات من وإلى تونس يوم الجمعة ستلغى".

وقالت عائلة البراهمي ان "جثمان الفقيد سيشيع غدا السبت وسيدفن قرب قبر شكري بلعيد الذي قتل قبل ستة أشهر".

ودعا معارضون امس الى "حل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني"، وهو ما رفضه علي العريض رئيس الوزراء، الذي قال ان "الدعوات الى حل الحكومة والمجلس التأسيسي هي ضرب للمسار الديمقراطي الذي اوشك على الوصول لنقطة النهاية".

وأمس تفجرت موجة احتجاجات عنيفة في تونس وعدة مدن اخرى مثل الكاف والقصرين وسيدي بوزيد وصفاقس. واحرقت مقرات لحركة النهضة واطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقرات حكومية.

ونكست الاعلام في تونس وأعلنت تونس اليوم الجمعة يوم حداد وطني وصدرت كل الصحف باللون الاسود وبثت الاذاعات اغاني وطنية.

ومن المقرر ان يكشف وزير الداخلية التونسي اليوم في مؤتمر صحفي عن تفاصيل اغتيال البراهمي.

ودعا اسلاميون الى التظاهر ايضا بعد صلاة الجمعة مما قد يفجر مواجهات بين الاسلاميين وخصومهم.

وتوقع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي في وقت سابق الخميس وقوع "حمام دم" بسبب الاغتيال.

واتسمت المرحلة الانتقالة في تونس بعد الاطاحة بابن علي بالسلمية إلى حد بعيد وتشارك حركة النهضة الاسلامية المعتدلة مع احزاب علمانية صغيرة في السلطة،لكن الحكومة تكافح لإنعاش اقتصاد متعثر وتعرضت لانتقادات من العلمانيين الذين يتهمونها بالتقاعس عن كبح أنشطة السلفيين.

وفيما يتعلق باغتيال بلعيد اتهمت الحكومة جماعة غير معروفة من المتشددين السلفيين وتقول إن ستة منهم لا يزالون هاربين.

لكن إطاحة الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو، عقب احتجاجات شعبية واسعة ضده الهبت حماس المعارضة في تونس.

وقال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة إن "اغتيال البراهمي يستهدف تعطيل المسار الانتقالي الديمقراطي في تونس ووأد النموذج الناجح الوحيد بالمنطقة خاصة بعد العنف في مصر وسورية وليبيا".

وقال لـ"رويترز" إن "تونس لن تتبع السيناريو المصري" وإن حكومته سـ"تستمر".

وحدث الاغتيال في يوم عيد الجمهورية في تونس، التي تستعد للتصويت على الدستور الجديد في الأسابيع القليلة القادمة قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في وقت لاحق هذا العام.

ووجهت الاضطرابات ضربة جديدة لجهود إحياء قطاع السياحة. وتم تعليق العروض الثقافية ومن بينها مهرجان قرطاج بعد اغتيال البراهمي.

ودعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى الهدوء والحوار لكن تونس تمضي على ما يبدو إلى مزيد من عدم الاستقرار.