خبر هذا زمان البحث عن قوة عظيمة جديدة- يديعوت

الساعة 10:00 ص|25 يوليو 2013

بقلم: غي بخور

        (المضمون: يجب على اسرائيل ان تبحث عن صداقات وأحلاف جديدة مع دول من القوى العظمى سوى الولايات المتحدة - المصدر).

        في الوقت الذي تحترق فيه سوريا والعراق ومصر ولبنان حولنا، في وضع لم يسبق له مثيل في تاريخ الشرق الاوسط، وجد اوباما وقتا ليطلب "سلاما" بين اسرائيل والعرب في ارض اسرائيل – وهو آخر المشاكل وأكثرها هامشية في المنطقة اذا كانت مشكلة أصلا. إن وسواس جون كيري الذي يقلق الفلسطينيين جدا ايضا يشهد على عدم فهم عميق للواقع الاقليمي، حتى إنه ليبلغ الى درجة تقدير غير معقول. وليس هذا جديدا عند كيري: ألم يكن يُجل بشار الاسد، وأوصى الرئيس بأن يجعله مركز الدبلوماسية الامريكية في المنطقة، الى أن جاء الواقع ونقض أبراجه المتعالية في الهواء. ويُعرض كيري الآن أبو مازن للخطر، وأصبحت حماس تهدده حتى بعودة العنف.

        لا تدرك الادارة الامريكية أن اسرائيل محاطة بذئاب جديدة، واذا تقلصت الى حدود غير قابلة للدفاع عنها فسينقض عليها السلفيون والارهابيون والاسلاميون وآخرون كثيرون لأنه ستوجد ارض بلا وجود الجيش الاسرائيلي. وتكفي قذيفة صاروخية واحدة كل شهر على مسارات مطار بن غوريون كي لا تهبط أية طائرة هنا. فسنحتاج الى الابحار الى قبرص ولأن نقلع من هناك الى العالم.

        يأتي كيري الى هنا في تسويد لنفسه، ويفرض نفسه علينا متى شاء وكيف شاء، ويُخيف الاسرائيليين والفلسطينيين فقط لأن الطرفين متعلقان بالولايات المتحدة. فقدت الولايات المتحدة قوتها تماما في الشرق الاوسط، ولهذا بقيت اسرائيل التي يخاف رئيس وزرائها، وبقيت السلطة الفلسطينية البائسة التي يخضع حاكمها ايضا لابتزاز.

        إن العلاقات بالشعب الامريكي مهمة لنا جدا، لكن هذه الادارة تُعرض اسرائيل للخطر، ولن يساعد السخاء الانتقائي الذي استعمله اوباما في زيارته هنا – وهو نفس اوباما الذي أعلن في حملته الانتخابية بأن القدس الموحدة عاصمة اسرائيل، وكان اعلانا آخر فارغا من المضمون.

        وُلد الاعتماد على الولايات المتحدة فقط في سنوات صعبة على اسرائيل كانت فيها اوروبا كعادتها بعيدة، ولم توجد قوة اخرى من القوى العظمى – لأن روسيا والصين كانتا عدوين لاسرائيل. لكن هذه الضرورة انتهت وصار لهاتين علاقات حميمة ودية باسرائيل. ومن الضرورة الاستراتيجية ومن حقنا بيقين مثل كل دولة اخرى في العالم أن نعقد أحلافا مع قوى من القوى العظمى اخرى ليست أقل فهما من الامريكيين للمصلحة الاسرائيلية بل قد تكون أكثر. على سبيل المثال، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ان روسيا تعارض دولة فلسطينية بلا اتفاق. فهل طور أحد ما عندنا هذا قدما مع الروس؟ مما يثير الحسد أن نرى مبلغ اهتمام روسيا والصين بحلفائهما وحينما ننظر الى الولايات المتحدة ندرك انها تتدهور فقط.

        عند اسرائيل الكثير مما تعرضه على الروس والصينيين: من أسعار الغاز في السوق الاوروبية التي سيتم تنسيقها مع الروس، الى تقنيات تريدها الدولتان جدا ثم الى سكة حديد ايلات – أسدود الحيوية للتصدير الصيني. لنا ما نأخذه من هما ولهما ما تأخذانه منا دونما مس بالصداقة الاستراتيجية مع الصديقة الامريكية. ويعني هذا ايضا انه يجب على اسرائيل ان تطلب إنهاء الدعم المالي الامريكي لنا بالتدريج في خلال عشر سنوات. لأننا نشتري بأكثر المال أصلا سلاحا امريكيا ويعود المال الى هناك.

        لم يتحرر قادة اسرائيل الى اليوم من التفكير بقوة عظيمة واحدة تكون سندا وحيدا وحان الوقت لتغيير ذلك الآن. ويجب على ادارة اوباما ايضا ان تدرك ان اسرائيل لن تكون موضوعة في جيبها بصورة آلية – وأنه أسهم هو نفسه في ذلك بأدائه المخيف في الشرق الاوسط.