لا تعلمان باعتقالها

خبر الطفلتان ملاك ويارا بانتظار أمهما لتعود من سفرها الطويل

الساعة 02:01 م|24 يوليو 2013

رام الله - خاص

لا تزال الطفلة ملاك "7 سنوات" وشقيقتها يارا "5 سنوات" بانتظار عودة والدتهما التي "سافرت إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأقارب، وكلما زادت مدة الغياب زاد سؤالهما عن سبب "تأخرها" حتى الآن وهي التي لم تعتد أن تتركهما ورائها أبدا.

وعلى أبواب رمضان لم يجد الأب أيه حجة ليبرر لطفلتيه هذا الغياب، سوى وعد بأنها ستكون على العيد بينهما، وأنهما ستقضيان رمضان مع جدتهما عوضا عن الوالدة، التي اضطرت للتأخير في الأردن.

الوالدة الأسيرة هبه بدير 27 عاما، غزاوية الأصل وتسكن مدينة بيت لحم، طوال هذه الفترة لا تملك سوى قليل من كلمات تحملها للمحامي كلما زارها بأن "ديروا بالكم على البنات" وهي الوصية التي غابت عن عيني زوجها خالد يوم اعتقالها في جنح الليل قبل أربعة أشهر وهي توصي بها.

والقصة كما يرويها الزوج والوالد خالد عبيدات لـ "فلسطين اليوم"، بدأت في نيسان الفائت حينما أقتحم جنود الاحتلال منزله في بيت لحم واعتقل زوجته فجراً بينما كانت طفلتاه تغصان بنوم عميق، ورأفة بهما وهما اللتان لا تعرفان عن الجنود والاعتقال والاحتلال ما يمكن أن يقرب لهما القصة، لم يجد الوالد أمامه سوى أن يقول لهما أنها سافرت إلى الأردن.

ورغم وجود الوالد، وحضور الجدة والعمات، إلا أن شعور الطفلتان لم يصدق هذه الحجة للغياب أمهما عنهما، كما يقول:" طوال خمس أيام والصغيرة يارا تبكي أمها بلا توقف "بدي ماما" ولم تفلح محاولاتنا إسكاتها".

ملاك البنت الأكبر كان مطلبها أصعب، فقد كانت تلح على والدها أن تتحدث لوالدتها على التلفون لتسألها عن سفرها، وكيف السبيل إلى ذلك ولم يكن أحد يعلم ما مصيرها أصلاً أو في أيه مركز تحقيق أو اعتقال هي، و لم تكن أيه تبربر مقنع لها.

الأم خلال ذلك الوقت كانت تستوجب في مركز توقيف المسكوبية على زيارتها لأهلها في قطاع غزة بعد حرمانها من ذلك 9 سنوات هي عمر زواجها من خالد الشاب الضفاوي، حيث استطاعت أن تستصدر تصريحا لزيارة أهلها في القطاع بعد طول انقطاع، ولما عادت كان الاعتقال لها بالمرصاد.

ويقول الوالد أن ما قام به من إخفاء حقيقة اعتقال زوجته عن الطفلتان كان سببه أن فكرة اعتقالها ستخيفهما وتزيد من حزنهما، وهو ما يحاول التخفيف منه وخاصة أنهما تأثرتا كثيرا من فكرة الغياب، حيث تعرضت الصغيرة للمرض، ودخلت الكبيرة في اكتئاب شديد.

وتابع:" لو عرفتا أن الجيش اقتحم المنزل وأعتقل والدتهما سيزيد خوفهما، فكرت أن هذه الطريقة ستخفف ألمها، كما أن حكمها ليس بطويل".

ورغم أن السؤال لم ينقطع يوما عن الوالدة التي اختفت فجأة، إلا أن الأمر بدي أكثر صعوبة في رمضان، حيث تحضرت الطفلتان لعودة أمهما بداية الشهر وكانت الخيبة بعدم عودتها:" مع بداية رمضان زاد الأمر سوءا كانتا على أمل أنها ستعود في هذا الشهر، فلا رمضان "بدون ماما" يرددن دائما وأنا لا أجد ما أرد عليهما به".

ويتابع:" أحاول تعويض غيابها بزيارات خالاتهن وعماتهن وجدتهن وهو ما خفف من غياب الوالدة عليهن، إلا أنها حلول مؤقتة ما إن نعود إلى البيت حتى تبدأ الأسئلة "ماما متى بدها تروح بالضبط".

ومن المتوقع الإفراج عن الأسيرة هبه في السابع من الشهر المقبل، إي قبل العيد بأيام، ورغم ذلك لم يخبر الوالد طفلتيه بإن بهذا الوعد مبررا:" ليس على الاحتلال إيه رهان، لن أصدق انها أفرج عنها إلا بعد أن أراها تدخل البيت".