خبر مسرح عبث- هآرتس

الساعة 08:10 ص|24 يوليو 2013

مسرح عبث- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        أقام المسرحيون الاسرائيليون في منتهى السبت مناسبة احتجاج ضد الغاء مهرجان مسرح الدمى للاطفال الفلسطينيين الذي كان سيعقد في مسرح الحكواتي في شرقي القدس في نهاية شهر حزيران. وقد الغي المهرجان بسبب اغلاق المسرح لثمانية ايام بامر من وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفيتش، بدعوى أن الحدث تموله السلطة الفلسطينية خلافا لاتفاقات اوسلو.

        ولا يندرج الغاء الحدث في مكان عال في قائمة المظالم التي يعاني منها السكان الفلسطينيون بسبب الاحتلال. فلا يدور الحديث هنا عن مس بالجسد او ضرر بالملك. لم يكن عمل قام به جنود أو مندوبون آخرون للسلطات الاسرائيلية على الارض في وضعية استوجبت مستويات صغيرة التروي تحت ضغط في وضعية تطورت بشكل غير متوقع. لم تكن هذه احداث موثقة، ونشرت في وسائل الاعلام من جهات تريد المس باسرائيل. لا يدور الحديث هنا ايضا عن خرق الاوامر او الخروج عنها أو عن تعليمات يتوجب ايضاحها.

        فقد ادعت محافل في وزارة الامن الداخلي بان المهرجان تموله السلطة الفلسطينية وهذا امر يتعارض واتفاقات اوسلو دون أن تعرض اثباتات على ذلك وفي ظل تجاهل نفي مدير المسرح الفلسطيني للامر. واستنادا الى هذا الزعم الغي عمليا بمرسوم حدث يعقد منذ 18 سنة على التوالي، ومخصص للاطفال، الذين هم بطبيعة الاموال الفئة السكانية التي يفترض أن تكون محمية على نحو خاص حتى في ظروف النزاع.

        وكما أسلفنا فان هذا مهرجان مسرح دمى، مجال نشاط ثقافي بشكل تقليدي  درج على الحرص فيه على مفاهيم مثل حرية التعبير والتفكير وعلى التعاون الدولي رغم خلافات الرأي. وقد تم الامر دون الاخذ بالحسبان الضرر الذي قد يلحق بسمعة اسرائيل الطيبة مع نشر أمر الالغاء.

        لم يدعي أحد بان عقد الحدث قد يعرض للخطر باي قدر أمن مواطني اسرائيل، ولهذا ثمة حاجة عاجلة الى منعه. كما أنه لا يمكن الادعاء بان الغاء المهرجان الحق ضررا استثنائيا، اذا لم نأخذ في الحسبان خيبة امل الاطفال. ولكن بالذات انعدام التفكير بالمعاني والاثار، وخفة الرأي والكدية البيروقراطية التي في هذا العمل، يؤكدان التشويه الانساني والسياسي في وضع تكون في اسرائيل تتحكم بالسكان الفلسطينيين دون أن يجري ما يكفي من العمل لتعريف وترتيب العلاقات والوصول الى اتفاق ما.

        هذا هو حدث آخر من تلك الاحداث التي يمكن أن نسميه ما اطلقه عليه تليران: "هذا أسوا من جريمة، هذا خطأ".

--------------------------------------------------------