خبر البردويل :الطائرات المصرية تُفتش في « إسرائيل »قبل ان تدخل أجواء غزة

الساعة 06:55 ص|24 يوليو 2013

وكالات

حذر الدكتور صلاح البردويل الناطق الرسمي باسم حركة حماس واحد قادتها البارزين في قطاع غزة الثلاثاء من إمكانية وجود سيناريو يجري تنفيذه من خلف الكواليس يقضي بتوريط مصر في بسط سيادتها على قطاع غزة، كما كان عليه الوضع قبل احتلال القطاع عام 1967، وإقامة دولة فلسطين على ما تبقى من اراضي الضفة الغربية تمهيدا لربطها بالاردن تحت اي مسمى.

وفي ظل تحليق الطائرات المصرية بشكل شبه يومي في اجواء قطاع غزة، اشار البردويل في حديث مع ‘القدس العربي’ الثلاثاء الى ان تحليق الطائرات المصرية في اجواء غزة بالتزامن مع اعلان انطلاق المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل من قبل وزير الخارجية الامريكي جون كيري من على ارض الاردن تشير الى ان هناك سيناريوهات يجري تمريرها باساليب مختلفة لاعادة الاوضاع بشأن غزة والضفة الغربية الى ما كانت عليه قبل عام 1967، اي بان يتم توريط مصر في غزة وتوريط الاردن في ما تبقى من اراضي بالضفة الغربية تحت مسمى الدولة الفلسطينية، محذرا بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بما يحاك له من مخططات من قبل الاحتلال الاسرائيلي واطراف دولية واقليمية.

وتابع البردويل قائلا لـ’القدس العربي’ ‘لا شك ان تحركات الطيران المصري في قطاع غزة هي تحركات لا يرتاح اليها الفلسطينيون، باعتبارها لا تختلف في جوهرها عن ما يقوم به الطيران الاسرائيلي من انتهاك لحرمات البيت الفلسطيني بهذا الشكل، ومتزامن مع انتهاك حرماته من قبل الطيران الاسرائيلي، وهذا أمر يثير الريبة، لا سيما بانه لا يتم التنسيق مع الفلسطينيين وانما هو قرار من طرف واحد، ويبدو بانه انتهاز لما يحدث في مصر. يبدو ان شيئا ما يدبر’.

وواصل البردويل قائلا ‘ولكن فيما يتعلق بفكرة ان يتم ضم قطاع غزة الى مصر مرة اخرى اعتقد بانها فكرة لا يمكن ان تخطر على بال اي فلسطيني اليوم، لا سيما وان الفلسطينيين لم يرغبوا في هذه القضية منذ عقود ، فبعد كل هذا التطور الذي حدث لا يمكن ان يعيدوا عجلة التاريخ للوراء بهذا الشكل الذي يراه او يفكر به البعض’.

وفيما يتعلق بملف المفاوضات وامكانية استئنافها وفق اعلان وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن ذلك مساء الجمعة الماضي من عمان قبل مغادرتها، قال البردويل ‘ما يجري من مفاوضات يقوم بها ابو مازن – محمود عباس – هي بلا شرعية وطنية، لانك لو راجعت اغلب فصائل منظمة التحرير هي ضد هذا النهج التفاوضي العقيم الممل الذي لم يستشر احد في النهاية، وايضا حركة حماس والجهاد الاسلامي هما ضد هذا النهج، وحتى حركة فتح غير مجمعة على الدخول في ذلك، وهناك ارتباك في الموقف، البعض يقول ان هذا يتم بناء على موافقة اسرائيلية للعود لحدود عام 1967 والافراج عن جميع الاسرى ما قبل اوسلو، والكثير من الكلام يقال، والبعض يريد ان يدخل المفاوضات بأي شكل سواء كان هناك مرجعيات ام لا، وهناك ارتباك داخل حركة فتح وارتباك داخل السلطة وهناك رفض شامل من قبل فصائل الشعب الفلسطيني كافة ، والشعب الفلسطيني بشكل عام، لانه واضح ان المفاوضات هذه ذاهبة لتصفية القضية الفلسطينية، وقد يكون من بين السيناريوهات ضم قطاع غزة الى مصر وضم الضفة الغربية للاردن من خلال الكونفدرالية، وقد يكون ذلك، ولكن حتى هذه اللحظة الامور مرتبكة وغامضة وضبابية، ولا يبدو في الافق شيء سوى شيء واحد، وهو ان هناك اجماعا فلسطينيا وطنيا على رفض هذا السلوك، وبالتأكيد اذا رفض الفلسطينيون شيئا فلا يمكن باي حال من الاحوال ان يمر حتى لو تدخلت كل قوى الارض فيه’.

وحذر البردويل من خطورة ان يكون الجيش المصري يتم استدراجه من قبل اسرائيل لتحلق طائراته في اجواء غزة، مشير الى ان الطيران المصري يدخل من الجهة الحدودية التي تسيطر عليها اسرائيل، الامر الذي يعني بانها تدخل اولا لداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 المقامة عليها دولة اسرائيل، ومن ثم تعبر اجواء غزة، الشيء الذي يوضح بان تلك الطائرات المصرية تهبط داخل اسرائيل وتخضع للتفتيش قبل ان يسمح لها بالتحليق في اجواء غزة.

وتابع البردويل قائلا ‘نخشى ان يكون الجيش المصري تعرض لاستدراج اسرائيلي، وفق خطة اسرائيلية، ووفق سيناريو اسرائيلي معين، وتحت حجج واهية مثل ملاحقة عناصر هاربة من مصر، وقد يكون العدو الصهيوني سمح للطائرات المصرية بالدخول، علما بانها تدخل الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، فهي لا تدخل مباشرة من مصر لغزة ، بل تمر عبر الكيان حتى يؤذن لها ان تدخل الى قطاع من المنطقة الشرقية، وهذا ما يحدث’.

واضاف البردويل ‘الطائرات المصرية لا تدخل لاجواء غزة الا من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الصهيوني شرق قطاع غزة، وهذا يدل على ان الامر يتم اسرائيليا وربما الطائرات ـ المصرية – تهبط في الاراضي المحتلة عام 1948 ثم تقلع من هناك بعد اخذ الاذن وتفتيشها من قبل القوات الصهيونية’، متابعا ‘والامر هو أمر اسرائيلي وليس أمرا مصريا، ونخشى ان يكون الطيران المصري يستدرج تحت حجج واهية، ولكن قد يكون له ابعاد سياسية ربما لا يدركها الجيش المصري كونه يعمل امنيا ولا يعمل سياسيا، والجهات التي تقف خلفه لا اعرف اذا ما تدرك او لا تدرك، ونحن حتى هذه اللحظة لم نكتشف اي ثغرة سياسية من مصر تقول بانها ترغب بالسطرة على قطاع غزة، ولا اعتقد بان هناك عاقل في مصر يقبل ان يضم قطاع غزة الى مصر في هذا الظرف وبهذه السهولة’.

وبشأن المطلوب ان يدركه الجيش المصري سياسيا، قال البردويل ‘المطلوب ان يدركه الجيش المصري هو ان قطاع غزة منطقة محرمة على دخول اية طائرات سواء صهيونية او مصرية، واذا كان العدو الصهيوني ظالما ومجرما ومعتديا وله غطاء امريكي في جرائمه، فلا ينبغي بالجيش المصري ان يقلده في هذا العدوان على حرمات قطاع غزة وان يلتزم الجيش المصري بالدفاع عن حدوده من العدو الصهيوني ومما يدبره له العدو الصهيوني من مكائد قد تحيق به’.

وحذر البردويل الجيش المصري من استدراجه من قبل اسرائيل للتورط في غزة من باب حاجته لبسيط سيطرته على سيناء، مشددا على ان الاحتلال الاسرائيلي ‘يضع كل الشروط والسيناريوهات التي يرتئيها هذا العدو الصهيوني من اجل استدراج الجيش المصري الى شيء ليس من اهدافه وليس من عقيدته’.

وبشأن عودة السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس للمفاوضات وامكانية ان يلتزم الشعب الفلسطيني بما ينتج عنها من اتفاقيات، قال البردويل ‘المعطيات لا توحي بان هناك نتيجة ايجابية للفلسطينيين من تلك المفاوضات. المعطيات تقول بان المفاوضات تبدأ مما فرض بالامر الواقع، اي الذي فرضه الاحتلال بالمستوطنات التي تم تسمينها بعد اتفاق اوسلو، والان اصبحت امرا واقعا ويتم التفاوض’.

وشدد البردويل على ان تلك المفاوضات التي يجري الحديث بشأنها تحت رعاية امريكية هدفها تصفية القضية الفلسطينية على حد قوله، منوها الى ان تلك المفاوضات ستحاول ايجاد مسمى للمناطق الفلسطينية المتبقية في الضفة الغربية والتي تضم التجمعات السكانية الفلسطينية وتسميتها دولة ‘تابع امنيا واقتصاديا للعدو الصهيوني، وما يقوم به الفلسطينيون هو عبارة عن حماية الامن الصهيوني، والمحصلة كما يتحدث عنها بعض السياسيين الاسرائيليين هي دولة وهم ستعطى للفلسطينيين على مساحة 9 بالمئة من ارض فلسطين التاريخية بينما يتم احكام القبضة الصهيونية على 91 بالمئة من ارض فلسطين التاريخية. وحتى الـ 9 بالمئة لتي يحصل عليها الفلسطينيون في نهاية المطاف هي عبارة عن فتات هنا وهناك لا سيادة ولا كرامة ولا جيش ولا أمن ولا حق للاجئين بالعودة’.

وبشأن انعكاس استئناف المفاوضات على ملف المصالحة اكد البردويل بان عباس اختار المفاوضات بقرار امريكي على المصالحة، مضيفا ‘عباس اغلق ملف المصالحة وتركها واختار المفاوضات بقرار امريكي واسرائيلي وقرار ذاتي’، مشددا على ان ‘عباس طلق المصالحة وذهب الى ابعد الحدود للتنازل عنها من اجل المفاوضات التي يصر ان يذهب اليها رغم انها انتحار سياسي وتصفية للقضية الفلسطينية’، مطالبا جميع الفصائل الوطنية والاسلامية بالتصدي للمخططات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية في هذه المرحلة.