خبر لا حاجة الى استفتاء شعبي هآرتس

الساعة 08:48 ص|23 يوليو 2013

لا حاجة الى استفتاء شعبي هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحث قانونا يستوجب اجراء استفتاء شعبي على كل اتفاق سياسي يتحقق مع الفلسطينيين. وذلك اضافة الى مبادرة وزير الاقتصاد نفتالي بينيت لجعل القانون الحالي في هذا الشأن قانونا أساس. ومنذ اليوم يتطلب القانون استفتاء شعبيا اذا كان يتعلق الامر بتنازل عن أرض ينطبق القانون الاسرائيلي عليها. والاراضي الخاضعة لهذا المعيار هي شرقي القدس، هضبة الجولان واجزاء من اسرائيل ستنقل الى الفلسطينيين في اطار اتفاق السلام.

        فكرة الاستفتاء الشعبي كفيلة بان تبدو نظريا كفكرة جميلة وديمقراطية، ولكن الواقع مختلف: واضح أن الدافع خلف المبادرة الحالية، التي يحثها بوحشية الوزير بينيت، في ظل التهديد بالانسحاب من الائتلاف هي "تطويق" الحكوة والكنيست وتصعيب تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين. فمعنى جعل قانون الاستفتاء الشعبي قانونا اساس هو أن الكنيست لا يمكنها أن تلغي الا باغلبية نسبية من 61 نائبا على الاقل.

        ولكن بينما الضغوط التي يمارسها بينيت، ممثل المستوطنين في الحكومة، لجعل القانون القائم قانونا اساس هي ضغوط غير مفاجئة، فان مبادرة نتنياهو لتوسيع القانون في اجراء سريع بحيث ينطبق على كل اتفاق مع الفلسطينيين، هي مبادرة ذات مغزى أكبر. فحث هذه المبادرة من قبل رئيس الوزراء يضع في الشك صدق نواياه بالنسبة للمسيرة السلمية.

        حقيقة أن الحديث يدور عن مبادرة هي مميزة لاتفاقات السلام تدل على أن الهدف الذي يقبع خلفها هو فرض المصاعب على قبول الاتفاق المستقبلي. فقرارات هامة اخرى لا تطرح على الاستفتاء الشعبي الذي لا يعتبر جزءاً من المنظومة الدستورية في اسرائيل. فالقرار بالاستيطان في المناطق، اقامة المستوطنات والبقاء فيها – كل هذه لم تطرح على الشعب كي يقرها أو يرفضها. كما أن قرارات مصيرية اخرى، كشن الحرب او انهاء الحرب، لم تسند ابدا باستفتاءات شعبية رغم أن آثارها على عموم المواطنين قد تكون قاسية.

        ان طريقة الحكم المتبعة في اسرائيل هي ديمقراطية تمثيلية. وفي هذه الطريقة ينتخب المندوبون الذين من مهمتهم الاهم هي اتخاذ قرارات صعبة استنادا الى التفويض الذي حصلوا عليه من الشعب. واستثناء قرارات حرجة مثل التوقيع على اتفاق سلام يدل على هرب من المسؤولية من جانب رئيس الوزراء. نتنياهو يجب أن يدخل الى المفاوضات وان يديرها انطلاقا من الفهم الكامل بانه هو والحكومة التي يترأسها مخولان لاتخذ قرارات هامة باسم الشعب الذي قبل بضعة اشهر فقط اختارهما كي يقوداه.