خبر يريد نفتالي بينيت استفتاءا شعبيا -يديعوت

الساعة 08:48 ص|23 يوليو 2013

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

        (المضمون: يريد زعيم البيت اليهودي بينيت استفتاء الشعب في كل تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين وهذا لا يجوز في اسرائيل لأنها ديمقراطية تمثيلية، ومع ذلك يمكن استفتاء الشعب في قضايا كثيرة تُضيق على جمهور البيت اليهودي وأشباهه من المتدينين - المصدر).

        اذا أرادت الحكومة أن تنسحب من اراضي ارض اسرائيل الكاملة ستضطر الى استفتاء الشعب في ذلك. فما سبب أهمية هذا كثيرا عنده في الحقيقة؟ أفترض أن ليست الديمقراطية هي التي تقلقه كثيرا حتى ولا اليهودية (التي تؤيد في صورتها الحالية أن تتخذ مجموعة ضئيلة من الخبراء لم تنتخبهم الجماعة بل تم تعيينهم أو عينوا أنفسهم كل القرارات الحاسمة) هي القضية. يريد بينيت استفتاء الشعب كي يزيد عقبة اخرى في الطريق الى الاتفاق وهذا كل شيء. وحتى لو حدثت المعجزة وتوصلت الادارتان الاسرائيلية والفلسطينية الى اتفاق، وحتى لو حدثت معجزة اخرى وأجازت الكنيست الاتفاق، فانه لا تنتهي كل أشواك زعيم البيت اليهودي لأنه سيكون استفتاء للشعب. وسيكون من الممكن تهديد الشعب بحرب أهلية وبخراب الوطن؛ وأن يوجد ألف سبب وسبب لعدم الاعتماد – على العرب وعدم الاعتماد على من انتخبهم الجمهور وعدم الاعتماد على الحكومة بل على أبينا الذي في السماء فقط وعلى مُفسري قوله المخولين؛ واذا شاء الله فقط سيُمزق الاتفاق البغيض في لهب الجدل العام وسنعود الى الوضع الرائع الذي نغرق فيه اليوم – بلا حل ومع بؤر استيطانية؛ وبلا مؤيدين في العالم لكن مع الكثير من الايمان برب العالم.

        إن السبب الوحيد لاستعداد البيت اليهودي لتأييد تفاوض هو الأمل الذي يضج في نفوس الجالسين في البيت اليهودي ألا ينتج عن ذلك شيء وألا يُثمر الكلام أفعال وأن تبقى بمثابة غمزة داخلية كبيرة هدفها كله أن نُنزل غير اليهود عن رؤوسنا: أتفاوض – لم لا؟ بشرط ألا ينتج عن ذلك شيء. واذا أمكن أن نضيف الى استفتاء الشعب موافقة مجلس كبار التوراة فهو أفضل. ونقول بالمناسبة إنه اذا أمكن التخلي عن سائر المراحل والانتقال مباشرة الى كبار التوراة فيمكن ان يكون هذا كاملا. لكن ماذا نفعل وهذا العالم بعيد عن الكمال؟.

        لكن ما هو السيء في الحقيقة في فكرة استفتاء الشعب؟ صحيح في الحقيقة أن نوايا المبادرين اليه ليست في الحقيقة استيضاح رأي الشعب بل زيادة عقبة اخرى في وجه الاتفاق، لكن النوايا في جهة والافعال في جهة اخرى. ولا يوجد شيء سيء سوى حقيقة أن دولة اسرائيل هي ديمقراطية تمثيلية. فالقرارات الحاسمة يبتها اعضاء الكنيست المنتخبة ولا يؤتى بها الى "الشعب". ويستطيع المنتَخبون أن يقرروا في كل شيء – لأنهم انتُخبوا لذلك بالضبط. وهم يحددون الأهداف الوطنية في كل المجالات ولا يطلب أحد اجراء استفتاء للشعب في هذا الأمر.

        لكن لماذا لا في الحقيقة؟ هل تعلمون لماذا؟ إليكم عددا من المجالات يحسن استفتاء الشعب فيها: هل نستمر في الترتيب السياسي الذي يمنح قطاعات ما الحق في الخدمة أو عدم الخدمة بحسب قراراتها وقرارات كبار التوراة فيها ولا يُمنح لآخرين؟ وهل من المناسب الاستمرار في الترتيب السياسي الذي يمنح قطاعات ما حقا في التمييز السيء لنساء القطاع في كل مجال؟ وهل من المناسب إبقاء الاحوال الشخصية في دولة اسرائيل في يد مؤسسة حاخامية فاسدة بليدة الاحساس توزع جوائز على المقربين وتتجاهل حاجات المجتمع غير المؤمن الذي هو أسير يديها؟ وهل من المناسب ان يُمنح أصحاب الاموال احسانات مفرطة وأن يُحول الى دافع الضرائب حساب تصريحات شعورهم في حين يحترق طبيخهم؟.

        وعندي اقتراح ممتاز آخر لاستفتاء الشعب وستحبونه أنتم في البيت اليهودي بصورة خاصة وهو: هل من المناسب ان تُحول أموال كثيرة الى مستوطنات وراء الخط الاخضر؟ وهل من المناسب الاستمرار في تمكينها من الاستهانة بالقانون والبناء في كل مكان وفي كل زمان تراه؟ إن استفتاء الشعب يفتح أمامنا عالما كاملا رائعا من الامكانات والشعب ينتظر.