خبر عجز غير اليمين -هآرتس

الساعة 08:46 ص|23 يوليو 2013

عجز غير اليمين -هآرتس

بقلم: سافي رخلفسكي

        (المضمون: إن انقاذ غير اليمين في اسرائيل لنتنياهو ولحكومته عمل مخطيء يخالف كل منطق ديمقراطي - المصدر).

        تعالوا نحلم. لنقل ان شولاميت الوني انتخبت لرئاسة الوزراء وفقدات الكثرة. أفكانت شاس تنقذها لأنها ربما تنشيء دولة شريعة يهودية؟ أربما كانت تتوسل اليها منظمات يمينية ودينية لتحقق حلمها؟ لا في الحقيقة.

        يبدو أن غير اليمين في اسرائيل أحدث سابقة في التاريخ البشري: فقد خلق الفكرة العجيبة التي عملها ان تنقذ خصومه وتبقيهم في الحكم مع الامساك بطرف ذيولهم (وهذه فكرة تناقض كل تصور ديمقراطي).

        نجح غير اليمين في احداث انقلاب مرتين فقط في سنوات حكم اليمين والمتدينين الـ 36 منذ 1977. وفي المرتين تم نفس المسار. فقد اضطر رئيس وزراء ايديولوجي من اليمين تحت ضغط عالمي الى تحرك تكتيكي نحو "محادثات سلام". وآنذاك نشأ انقسام بينه وبين اليمين الذي هو أقل حنكة استُغل لابعاده عن الحكم.

        هذا ما حدث لاسحق شمير. فبعد سنين من حيل "لا" دمرت كل فرصة، جُر الى مؤتمر مدريد وخسر الكثرة حينما تركت "هتحياه". هل خطر ببال اسحق رابين ان ينقذ شمير لأنه سيصنع سلاما؟ من المفهوم أن لا. فقد استغل رابين الوضع ليرثه وليسعى لا الى "مسيرة" بل الى اتفاق. لأنه من اجل قيادة نهج يجب ان تؤمن به. وفي هذا بالضبط احتج عليه بنيامين نتنياهو بتظاهرات "بالدم والنار سنطرد رابين". ولهذا تبعتها الطلقات الثلاث.

        وهذا ما كان مع نتنياهو. فقد تمسك بحكمه حينما نجحت حيل "لا". وحينما جُر تحت ضغط الى "واي"، فقد الكثرة من اليمين. فهل خطر ببال اهود باراك ان ينقذه من اجل "ما يبدو أنه سلام"؟ من المفهوم أن لا. فقد استُغلت الازمة في اليمين للقضاء عليه في الانتخابات. أما عدم قدرة باراك على أن يفعل شيئا فهو أمر آخر.

        وليس هذا عرضيا. بخلاف خطأ رسخت جذوره، إن اتجاها شبه ممركز لغير اليمين الى عملية عسكرية تضر به. لأنه اذا احتيج الى حرب فان الناخبين يفضلون ان يقودها اليمين الذي يؤمن بها. وهكذا سقط شمعون بيرس في عملية "عناقيد الغضب" وتسيبي لفني في عملية "الرصاص المصبوب". وللسبب نفسه فان اتجاه اليمين التكتيكي الى "محادثات سلام" يضر به. وهكذا أمكن انقلابا رابين وباراك.

        يكمن وراء السلوك العجيب لغير اليمين في اسرائيل في العقد الاخير عجز كبير. فالذي يحاول ان يقدم نفسه بديلا وهو عالم بأنه ليس بديلا، يخدم الخصم. فهل يؤمن شخص ما ان رئيسة المعارضة شيلي يحيموفيتش ستهزم حكم اليمين في صناديق الاقتراع؟ فهل يؤمن أحد من منافسيها الثلاثة بأنه قادر على ذلك؟ من المؤكد أن لا. ولهذا يكتفون بهدم الديمقراطية وبأن يكونوا جوقة تشجيع وانقاذ لخصمهم. لكن الأصابع يمكن ان تتحول الى قبضة ايضا. ومجموعة اشكنازي – دغان – ديسكن – يادلين – مريدور – باراك – اولمرت – كحلون – لبيد – لفني ممكنة.

        ليس لاسرائيل طريق ثالث فاما ان تستمر في الانجذاب الى الثقب الاسود للحاخامين ليئور – الياهو ونظام قيصر في عدم المساواة والعنصرية والفروق والاحتلال – نتنياهو؛ وإما ان تعود الى وعود المساواة التي في وثيقة الاستقلال وتهزم العنصرية وتعود الى حدود 1967. فهل يعتقد أحد من منقذي نتنياهو ان نتنياهو يشتهي هذا الطريق؟ وأنه هو الذي سيُقسم القدس وينقل جبل الهيكل الى الفلسطينيين؟ وأنه سيُمكّن من وضع يمكن ان ينشأ فيه تواصل جغرافي من ايران الى حائط المبكى؟ وأن يهرب عنده 140 ألف مستوطن – عُشر عدد فرنسيي الجزائر – في قوارب برية الى داخل اسرائيل؟ هناك ما هو اسوأ من ذلك.

        إن المحادثات بالنسبة لنتنياهو هي الطريق الوحيد لاحراز شرعية تحفظ حلم الهجوم على ايران حيا ليس إلا. وهذه هي نتيجة "ننقذ لا نُسقط". وهذا دائما مصير من يختارون "الخلاص بواسطة بيبي وأشباهه". إنهم لا يصلون الى الخلاص أما بيبي وأشباهه فيصلون. وهو بيبي الحرب في هذه المرة.