خبر لنعد صوت الموسيقى -هآرتس

الساعة 09:54 ص|22 يوليو 2013

بقلم: أسرة التحرير

        سخر فريق مستشاري محطة صوت الموسيقى في 2008 من محاولة اغلاقها في السنوات الاخيرة. ومهما كانت المحطة فانها بالتأكيد مخصصة لجملة من المستمعين تتكون من قماشة واحدة وذوق موحد – نخبوي بلا شك ينحشر كي يستمع الى "موسيقى كلاسيكية" – ويخيل ان لمثل هذا النوع لا يوجد حق في الوجود. اما الواقع فمختلف تماما: صوت الموسيقى هي أكثر محطات صوت اسرائيل تعدديا. فهي تبث ايضا الجاز والموسيقى الشعبية وبرامج الثرثرة، و"كلاسيكيتها" المزعومة تنتشر على مدى الف سنة موسيقى في خمس قارات وهي تبعث بسيارات البث الى الاحداث المتنوعة كي تحفظ وتشجع وتخلد وتنتج ثقافة موسيقية اسرائيلية كاملة.

        هكذا على الاقل كان الحال حتى التسعينيات من القرن الماضي، قبل اغلاق صنابير دعم المحطة، عدم تجديد العقود للمذيعين الذين يستقيلون منها، الغاء انتاجها وتعطيل سيارات بثها. نظرة الى السياقات التي حصلت منذئذ تظهر ميلا ثابتا من جانب مسؤولي السلطة: التخلص من المحطة. محاولات الاغلاق التي تمت منذ نحو ثلاث سنوات لم تنجح فقط بسبب معارضة الجمهور، والان يكمل الزمن المهمة: فقد تبقى اليوم نحو ثلاثة من أصل عشرين فأكثر من المذيعين الذين عملوا في المحطة مع قيامها قبل أكثر من ثلاثين سنة: فهم يخرجون الى التقاعد الواحد تلو الاخر ومثلما في سيمفونية "الوداع" لهايدن، كل واحد يطفىء شمعة في الشمعدان امامه، يأخذ آلته ويغادر دون أن يوجد له بديل.

        صوت الموسيقى يخبو، ومعه تختفي ذخائر الثقافة والروح التي تعرضها. ابداع كامل كف عن أن يكون مسجلا ومخلدا بسبب نقص مقدرات المحطة. والطاقة التي بثت في التسجيلات تتبدد. اكثر من 5 في المائة من مستمعي الاذاعة يفقدون بيتا موسيقيا وروحيا، ولا يبدو ان المدير الجديد الذي عين للمحطة في 2012، آريه ياس، الذي ترافق تعيينه بمعارضة شديدة من المذيعين،  يمكنه أن ينقذها. الوحيد القادر على ذلك هو وزير الاتصالات جلعاد اردان. رغم تجميد الاصلاحات، فان عليه أن يرفع صوت الموسيقى الى رأس سلم الاولويات، فيدفع اليه بقوى متجددة، فيعين مديرا مفعما بارادة التغيير الثقافي والاجتماعي، خبير في المجال كي يعيد اليها مكانتها كلاعبة أساس في المشهد الثقافي الموسيقي. ان واجب اردان هو أن يحقق ما وصف بالنسبة لصوت الموسيقى في قانون سلطة البث: ان يعكس "حياة الدولة، ابداعها وانجازاتها... وحياة وذخائر ثقافة كل قبائل الشعب".