خبر مقرب من نتنياهو: المفاوضات تحسن موقفنا في ملف إيران النووي

الساعة 04:46 م|20 يوليو 2013

القدس المحتلة

أعلن النائب تساحي هنغبي، أحد قادة حزب الليكود الحاكم، أن تجاوب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع جهود وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لتحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، جاء ليعيد التنسيق المشترك وتقريب المواقف الإسرائيلية الأميركية في موضوع منع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية.

وقال هنغبي، المعروف بقربه الشديد من نتنياهو، إن كيري كان على اتصال دائم مع نتنياهو عبر مساعديه الكبار وكذلك بالمحادثات الهاتفية. وإن إسرائيل جادة في العمل على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ودفعت من أجل ذلك ثمنا مؤلما. وقدمت الكثير من المبادرات لتعزيز الثقة لتشجيع الفلسطينيين على القدوم إلى طاولة المفاوضات، مثل الموافقة على إطلاق سراح «أسرى محكومين لفترات طويلة بسبب قتل يهود كثيرين». وكل ذلك في سبيل القضية الأكبر، وهي مكافحة النووي الإيراني.

وكان هنغبي يعلق بذلك على بيان البيت الأبيض الذي كشف أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، هاتف الليلة قبل الماضية نتنياهو و«حثه على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والتعاون مع جهود وزير الخارجية كيري». وأضاف هنغبي: «كل يوم يمر، تزداد مخاطر تحول إيران إلى دولة نووية. وهذا أكبر خطر يهدد إسرائيل». ولأن نتنياهو يؤمن بذلك، «يسعى لتقليص الخلافات مع واشنطن في كل القضايا الأخرى، بغية وضع الموضوع الإيراني بحجمه الحقيقي في المكان المناسب».

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو وافق على سلسلة مطالب أميركية لتدعيم اقتصاد السلطة الفلسطينية وتعزيز مكانتها في الشارع الفلسطيني، بغية إحاطة المفاوضات، في حال استئنافها، بأجواء إيجابية. ومن هذه المطالب، تسليم السلطة مناطق جديدة في الضفة الغربية وإزالة حواجز عسكرية وتطوير مناطق سياحية في الشاطئ الشمالي للبحر الميت، بحيث يتم إنشاء 20 ألف وظيفة لعمال فلسطينيين، وإقامة مناطق صناعية مشتركة مع إسرائيل برعاية أميركية وأوروبية، وزيادة تصاريح الدخول لإسرائيل لعمال ولرجال أعمال فلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضافت هذه المصادر أن نتنياهو لم يرفض فكرة إقامة مطار للطائرات الخفيفة في تخوم السلطة الفلسطينية ووعد بدراستها بشك إيجابي. ولم يرفض فكرة السماح للفلسطينيين بالتنقيب عن الغاز والنفط في البحر الأبيض المتوسط، قبالة شواطئ غزة.

لكن خبراء في السياسة الإسرائيلية يؤكدون أن نتنياهو يواجه مصاعب كبيرة في صفوف حزبه (الليكود) وائتلافه الحكومي (خصوصا من حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، الذي أعلن أنه لن يبقى ثانية واحدة في الحكومة في حال استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967). بيد أن هنغبي صرح، خلال حديث للإذاعة الإسرائيلية العبرية، أمس، أن «كل الشركاء في الائتلاف وافقوا على أن تستأنف المفاوضات»، وحتى زعيم البيت اليهودي، وزير التجارة والصناعة، نفتالي بنيت، قال إن حزبه لن يشوش على المفاوضات.

من جهة ثانية، أكدت زعيمة حزب العمل المعارض في إسرائيل، شيلي يحيموفتش، على أن حزبها جاهز لدخول الائتلاف الحكومي مكان أي حزب ينسحب منه على خلافية مفاوضات السلام. وقالت: «في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الحالي، توجد أكثرية ساحقة لتأييد مسيرة السلام والمطلوب أن يتمتع رئيس الحكومة بإرادة حقيقية صادقة لا أكثر».

وكانت جهود كيري قد أثارت موجة رفض من قوى اليمين المتطرف، فأعلن نائب وزير الخارجية، زئيف الكين، إن «الموافقة على استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967 هو انتحار قومي». وقال وزير الإسكان، أوري أرئيل، إن «أي تنازل عن مبدأ أرض إسرائيل لإسرائيل ولا شراكة لنا عليها، هو رهان خاسر ورضوخ لأبشع أعداء إسرائيل». وبالمقابل أثارت موجة تأييد من قوى اليسار وأنصار السلام. ودعا رئيس جهاز المخابرات العامة «الشاباك» الأسبق، عامي ايلون، نتنياهو إلى أخذ زمام المبادرة وتجميد البناء الاستيطاني لإنجاح عملية السلام. ووجه النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في خطاب له في الهيئة العامة للكنيست، رسالة إلى نتنياهو ورفاقه الحاكمين: «سيأتي اليوم الذي تتوسلون فيه طالبين حل الصراع، ولن تنفعكم سياسة التكبر وتحدي شعب بأكمله وتحدي العالم بأسره». وقال وزير العلوم، يعقوب بيري إن مصلحة إسرائيل العليا تقتضي التعاون مع الولايات المتحدة على استئناف المفاوضات وإنجاحها.