تقرير غزة: فقراء يتقنون فن تأمين « السحور والفطور » !

الساعة 09:52 ص|20 يوليو 2013

غزة (تقرير خاص)

ما أن ينتهي (أبو محمد) من توفير طعام "السحور" لعائلته وأطفاله، حتى يبدأ يوم بحث مجهد ومضنٍ لتوفير طعام "الإفطار"، ليجد في كل مرة ضالته على موائد الإفطار الجماعية التي تعكف على تنظيمها فعاليات مختلفة.

مشهد (أبو محمد) العاطل عن العمل لمدة تزيد عن عشرة أعوام "الباحث" طوال اليوم عن "فطور هنا وسحور هناك"، ليس فريد من نوعه، حيث يُقبل العديد من الفقراء والمحتاجين على تلك الموائد أملاً في "تأمين" فطور صيامهم، وانتشرت تلك الظاهرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتعكف العديد من الفعاليات والمؤسسات والأحزاب في شهر على تنظيم موائد إفطار جماعية، والتي تتحول بفعل الحاجة والعوز لسفرة خاصة بـ"الفقراء والمحتاجين"، وبالإضافة إلى أن البعض يتناول طعام الإفطار على الموائد القائمة إلا أن البعض "يزاحم" –خاصة الصغار منهم والذين أُرسلوا بناء على طلب عائلاتهم- حتى ينالون "وجبات أخرى" لتكون وجبة إفطار لعائلاتهم أو جبة سحور لهم.

 

الحاجة والعوز

الحاج أبو علاء (53 عاماً) -والذي فضل عدم ذكر أسم عائلته نظراً للحرج المترتب عليه- لا يكاد يتوقف عن سؤال رفيقه احمد  بـ"الولائم والعزائم"، أين اليوم "فطورنا"؟!

يقول أبو علاء:"أجد أنا وغيري في موائد الإفطار الجماعية، فسحة لتناول الإفطار، وتأمين إفطار لعائلاتنا، وتلك الحالة ما كانت لولا الأوضاع الاقتصادية الخانقة والصعبة والتي أُجبرت العديد من العائلات على امتهان الذهاب لتلك الموائد".

ويضيف أبو علاء والذي التقينا به على مائدة إفطار جامعي:"الإفطار هنا للجميع وهذا الإفطار وُجد من أجل العوائل الفقيرة والمحتاجة أمثالنا، ونطالب الحكومات بالنظر لنا ولعائلتنا التي لا تجد ما تفطر عليه، وضرورة تأمين فرصة عمل تؤمن لهم حياة كريمة".

ويجد أبو علاء وهو أب لتسعة أبناء حرج شديد في إقباله على موائد الإفطار الجماعية نظراً "لعدم دعوته لتناول تلك الموائد"، إضافة إلى أنه بات علامة مميزة بين المواطنين أنه "ممن يقبل على الموائد".

 

وجبة البيت

أما الطفل أحمد (13 عاماً) الذي حاول مراراً  الوصول إلى موزع الوجبات في إحدى الموائد الرمضانية الجماعية عله ينال "وجبة" تكون طعام إفطار أخوته.

احمد يقول:"أبي مريض بالكبد الوبائي وهو عاطل عن العمل وعائلتي كبيرة، ويرسلنا أبي إلى الموائد الرمضانية حتى نأمن الفطور للعائلة".

ويتناوب أحمد وشقيقه رامز على تأمين وجبات الإفطار لعوائلهم، لكن أحياناً تخيب أمنياتهم في جلب وجبة "إفطار"، ويومها يكون بمثابة "العزاء" بالبيت.

وكما هو الحال على الموائد الرمضانية فإن العديد من المحتاجين والفقراء يقبل على السعي "للتسجيل" للكابونات والسلات الرمضانية الغذائية.

وبلغ عدد العاطلين عن العمل حسب تعريف منظمة العمل الدولية حوالي 233 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية، منهم حوالي 125 ألف في الضفة الغربية وحوالي 108 ألف في قطاع غزة،  ولا يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث بلغ المعدل 30.3% في قطاع غزة مقابل 16.6% في الضفة الغربية.