خبر الوعود لبينيت- معاريف

الساعة 08:49 ص|17 يوليو 2013

الوعود لبينيت- معاريف

بقلم: نداف ايال

        (المضمون: كل شيء نشر في وسائل الاعلام. كل شيء كان علنيا. ولكن اصحاب القرار عندنا فضلوا دس الرأس عميقا في الوحل المغرق في النكران - المصدر).

        ها هي التقارير التي وصلت في السنة الاخيرة الى مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل: في اسرائيل اقيمت حكومة مع حزب يميني قوي، يوجد في تحالف اخوة مع حزب هوائي يدعى "يوجد مستقبل"، ورئيسه يبدو ويتصرف كرجل ليكودي قديم. السياقات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين عالقة، والصحيفة المتماثلة مع رئيس الوزراء تكلف نفسها عناء اقتباس آراء كُتّاب الرأي المحافظين في الولايات المتحدة عن "عدم جدوى" السلام الاسرائيلي – الفلسطيني. ومن لحظة صعود الحكومة الجديدة، ينشغل مسؤولوها بتصريحات غايتها شطب الخط الاخضر والضم العملي وربما القانوني للمناطق. من زئيف الكين عبر وزير الدفاع يعلون وانتهاء بالطبع بنفتالي "شظية في المؤخرة" بينيت، كلهم يتعاطون باستخفاف مع النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي.

        وها هو مقطع من مقابلة منحها بينيت لصوت الجيش: "اقول، حين أقرأ خطابات سخيفة تتحدث عن أن "العالم سيعزلنا فورا ويوجد أبرتهايد" – أي ابرتهايد؟ ماذا؟ العالم يعزلنا؟ لدينا ميزة فلاحية ما للتفكير بان العال يدور حولنا". بكلمات اخرى، تقول التقارير، ان اليمين الاسرائيلي ومبعوثيه توصلوا الى الاستنتاج بانه يمكن الخروج من الخزانة. لا مشكلة في السيطرة على الفلسطينيين واستمرار الاحتلال الى الابد (والديمغرافيون للمستوطنين يعملون على الصيغة التي تثبت بانه في الواقع لا يوجد سوى 1.5 مليون فلسطيني وكلهم يعيشون في غزة).    

        وكما هو معروف، فان الاتحاد الاوروبي لم ينضم بعد الى مجلس يشع؛ عمليا، موقفه كان دوما بان كل الاراضي التي احتلت في 1967 هي أرض محتلة اقامة المستوطنات فيها غير قانوني. كما ان هذا هو موقف كل الادارات الامريكية دون أي استثناء، منذ 1967. ولكن الاتحاد، ولا سيما بيروقراطييه، لاحظوا أن في اسرائيل يحاول السيطرة تيار تفكير يريد أن يدمر فكرة الدولتين للشعبين؛ يعتبر تصريحات الاتحاد الاوروبي، سياسته، كغطاء رقيق. كرفع عتب.

        إذن فقد حذر الاتحاد. في احاديث مغلقة ومفتوحة، في اللقاءات مع رئيس الوزراء ومحافل اخرى، بما في ذلك في الزيارة الاخيرة لوزيرة الخارجية اشتون. حذر بان فشل المسير سيؤدي الى العزلة. بان اوروبا، وما العمل، لا تميل للعطف على داني دانون. بان مكانة اسرائيل، بشكل تدريجي وتاريخي، ضعفت. بانه توجد رغبة في الاعتراف باسرائيل الشرعية، ونفور متعاظم من الاحتلال في المناطق. وأنه يجدر العمل بسرعة لمنع الانهيار.

        كل شيء نشر في وسائل الاعلام. كل شيء كان علنيا. ولكن اصحاب القرار عندنا فضلوا دس الرأس عميقا في الوحل المغرق في النكران. فالمنشورات مبالغ فيها، يسروية. ترهات، هكذا سخروا في الليكود. سخيف، قال كيسنجر المتنور اياه الخاص بالمفداليين، نفتالي بينيت. وبالمناسبة، كلما قال بينيت أكثر فأكثر ان هذا سخيف، عزز فقط المعسكر في الاتحاد الاوروبي الذي اراد ان يري اسرائيل بان بروكسل جدية. هو، داني دانون، زئيف الكين، ليبرمان – يستحقون الثناء على التعليمات الجديدة الصادرة من الاتحاد الاوروبي. اليسار المتطرف الاوروبي ينبغي له ان يبعث لهم بباقة ورد فاخرة.

        الفلاحية توجد في اليمين المسيحاني الاسرائيلي. فهو لا يفهم بان لدافيد كمرون وفرانسوا اولند يوجد ايضا جمهور ناخبيون. ما العمل؟ فهم لا يريدون على ما يبدو أن يفرزوا اموالا لمنح بحثية ترتبط بالمستوطنات التي اقيمت رغم أنفهم وارادتهم. اليمين المسيحاني لا يفهم بان دفن امكانية الدولتين من شأنه أن يؤدي الى نزع الشرعية عن دولة اسرائيل كلها، وليس فقط عن مستوطنة يتسهار. وهو بالاساس لا يفهم بانه اذا ما فشلت المسيرة، فهذه هي فقط بداية المنحدر السلس نحو العزلة.