خبر اضاعة فرصة في الطريق القنبلة -يديعوت

الساعة 08:24 ص|16 يوليو 2013

بقلم: يوعز هندل

        (المضمون: لم تعد تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي كافية لوقف المشروع الذري الايراني وتحتاج اسرائيل الى القيام بعمل لوقف المشروع - المصدر).

        لم تعد قضية الهجوم العسكري على ايران على الطاولة، فقد حسم الواقع الامر. وقد أُتيح لدولة اسرائيل ما لا يحصى من الفرص للهجوم على المنشآت الذرية لكنها اختارت تأجيل الحسم. وكلما مر الوقت تضاءلت الامكانات. وتم اجتياز نقطة اللاعودة كل سنة وما زالت ايران مستمرة على سباق التسلح الذري.

        يقوم الهجوم العسكري على ثلاثة عناصر: القدرة العملياتية والدعم الدولي وقرار سياسي. وما زال العنصر الاول قائما برغم ان عدم القرار جبى ثمنا ما. وقلل الوقت الذي مضى من نجاعة الهجوم العسكري وزاد في المخاطرة. ومن جهة اخرى ما زالت اسرائيل في اللعبة ووسائل هجوم ناجع ما زالت قائمة. وما زال الاضرار بالمشروع الذري ممكنا.

        ومن جهة العنصر الثاني وهو الدعم الدولي، وجدت اسرائيل نفسها في موقع اشكالي. فقد أضرت الانتخابات الاخيرة في ايران ضررا بالغا بجهد انشاء موافقة دولية واسعة. كان احمدي نجاد إذ كان رئيسا كنزا للسياسة الدعائية الاسرائيلية. ففي كل مرة فتح فيها فمه أطلق النار على قدمه. وقد أثبت التأليف بين السلاح الذري وانكار المحرقة والدعوة الى القضاء على اسرائيل الموقف الاسرائيلي بلا جهد خاص.

        عارض العالم في الحقيقة هجوما عسكريا اسرائيلية لكن ذلك كان للخوف من نتائج التصعيد: وهي مصالح محلية ألفت بين اسعار الوقود وتأثيرات سلبية في العالم الاسلامي. وبحث اوباما إذ كان رئيسا في ولايته الاولى عن كل سبيل ممكن للامتناع عن مواجهة وجها لوجه لكن بلا نجاح لأن احمدي نجاد عمل بخلاف المنطق. وأضرت تصريحاته بالهدوء الصناعي المطلوب للايرانيين للاستمرار في المشروع الذري دون انتباه إليه. وقرّبت المواجهات الدبلوماسية التي أحدثها الغرب عن اسرائيل وأبعدته عن الشرق.

        إن الانتخابات الاخيرة في ايران، برغم تصريحات واشنطن، تعطي الغرب سلما مريحا للنزول عن الشجرة. فكلام الرئيس الجديد المعتدل روحاني يطيب لآذان معارضي الهجوم. ويتغلب هوى القلب على الشكوك والحقائق. وتستطيع ايران في ظل الاعتدال ان تكسب وقتا ثمينا. وستخسر اسرائيل من جهتها شرعية القيام بعمل ما.

        واذا لم يكن كل ذلك كافيا فان العنصر الثالث وهو القرار السياسي قد أصبح أكثر تعقدا. ترأس نتنياهو مدة اربع سنوات حكومة مريحة لاتخاذ قرار، فقد كان وزير الدفاع اهود باراك يؤيد هجوما عسكريا، وكذلك وزراء آخرون ايضا. وواجه نتنياهو منتقدين من داخل جهاز الامن وانتقاد من الخارج. وكان يستطيع ان يقف في وجه الريح. وكان قريبا من ذلك لكنه وقف آخر الامر وهو الآن وحده. إن الحكومة الحالية مؤلفة من وزراء جدد مع قوة سياسية كبيرة، ومن متخذي قرارات سيصعب عليهم ان يصمدوا لضغط معلن. وزاد ثمن خطأ هجوم عسكري فما كان لن يكون. والساسة الجدد لا يحبون بالضرورة مخاطرات جديدة.

        بقي نتنياهو مع منتوجات ولايته الاولى حُسناً وسوءاً. ويُقال في حقه إن الضغط الدولي الذي أحدثه أفضى الى استيقاظ العالم. فالعقوبات الشديدة على ايران هي نتاج تهديداته بقدر كبير، وقد خشي الغرب من نية اسرائيل ان تهاجم أكثر من نية ايران ان تنتج سلاحا ذريا. والمشكلة هي ان الردع يعتمد على الافعال وعلى تجربة الماضي.

        لاسرائيل مصلحة في ان تعيد ايران الى الخطاب الدولي وفي أن تُبين ان كل شيء على الطاولة. وقد فعل نتنياهو ذلك في الماضي بالكلام وكان ذلك كافيا فترة طويلة. وسيضطر الآن الى ان يجد سبلا جديدة وقد أصبحت الطاولة مليئة جدا بالتصريحات.