خبر ميزانية الدفاع: اكاذيب وحقائق- معاريف

الساعة 08:22 ص|16 يوليو 2013

ميزانية الدفاع: اكاذيب وحقائق- معاريف

بقلم: عمير ربابورت

        (المضمون: من بين كل ما يروجه الجيش الاسرائيلي عن التقليصات في حجومه فان الحقيقة الابرز هي تقليص التدريبات في السنتين القادمتين، أما باقي التغييرات فهي تغييرات داخلية تتوافق مع التطورات التكنولوجية - المصدر).

        أجرى الجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة عرضا يشرح المضامين: فقد قام ضباط كبار باستعراض عميق لوسائل الاعلام، وحتى قبل ان يفهم رجال وزارة المالية ماذا يحصل، تثبت الفهم بان الجيش الاسرائيلي يقف امام تقليص كاسح وأمام ثورة كبرى في اعقاب التقليص في ميزانية الدفاع.

        وحتى المحللين الاقتصاديين، الذين يصبون بشكل عام وابل من الانتقاد على الجيش، هتفوا له.

        متشجعا بردود الفعل، عزز أمس رئيس الاركان بيني غانتس الرسالة في محاضرة علنية القاها في ندوة مشتركة لاتحاد أرباب الصناعة ووزارة الدفاع. ولكن الخطاب الاعلامي في الايام الاخيرة مليء بعدم الدقة وبانصاف الحقائق، في افضل الاحوال. فما هو الصحيح وما هو غير الصحيح؟

1.     "أعد الجيش الاسرائيلي خطة جديدة في اعقاب التقليص في ميزانية الدفاع": ليس دقيقا. فقد بلور الجيش الاسرائيلي خطة تسمى "تيعوزا" (جرأة)، للاعوام 2014 – 2018، ولكنها تشبه جدا خطة "عوز" (عزم) الذي كان يفترض بها أن تدخل حيز التنفيذ في العام 2013، ولكنها تأجلت بسبب الانتخابات. الخطة الجديدة تنبع من فكرة وزير الدفاع ورئيس الاركان التي تقول ان عصر الحروب  الكبرى للمدرعات.

وتتضمن الخطة اغلاقا لاسراب طائرات، منظومات بحرية، وحدات مدفعية، منظومات مضادة للطائرات ووحدات مدرعة كبرى. ويدور الحديث عن وحدات تستخدم وسائل قتالية قديمة. وفي أعقاب التقليص تم تقديم موعد اغلاق قسم من الوحدات ولكن هذه كانت ستغلق في كل حال.

2.     "الجيش الاسرائيلي كيف نفسه مع ميزانية الدفاع التي قررتها الحكومة": غير صحيح. الجيش الاسرائيلي كيف نفسه فقط مع الميزانية التي تقررت للعام 2013 (52.5 مليار شيكل) وللعام 2014 (51.5 مليار شيكل)، ولكن بالنسبة للميزانيات في السنوات التالية فانه سيدير حربا عالمية في الحكومة.

لا تزال توجد فجوة متراكمة لاكثر من 15 مليار شيكل بين صيغة ميزانية الدفاع متعددة السنوات التي قررتها الحكومة الجديدة للسنوات الخمسة القريبة القادمة وبين خطة "تعوزا" التي يعرفها الجيش الاسرائيلي بانها المستوى الادنى اللازم للامن القومي.

3.     "الخطر الامني لاسرائيل قل في أعقاب ما يحصل في مصر وفي سوريا": هراء. من يعتقد أن الوضع الامني اليوم افضل مما كان قبل عقد، يوهم نفسه.

لقد تحولت الحدود الى مناطق جبهوية خطيرة. اسرائيل مهددة بعشرات الاف الصواريخ، الكثير منها دقيقة. وفوق كل شيء: المشروع النووي الايراني يشكل تهديدا غير مسبوق على اسرائيل. ولتعطيل كل هذا ستكون اسرائيل مطالبة، على ما يبدو، بحرب.

4.     "الجيش الاسرائيلي يلغي مشاريع تعاظم القوى": غير صحيح. الجيش الاسرائيلي يقف أمام سبع سنوات عجاف من ناحية الميزانية، ولكنها تأتي بعد سبع سنوات من الميزانيات السمان التي اعطيت كرد على صدمة حرب لبنان الثانية. في هذه السنين حرك الجيش الاسرائيلي عددا كبيرا من المشاريع لوسائل قتالية جديدة، نضجت. في نهاية العام 2012 انطلقت على الدرب ايضا مشاريع باهظة الثمن ومستهلكة للميزانيات.

حسب اتفاق خاص بين وزارة الدفاع والصناعات الامنية (وباقرار من وزارة المالية) سيتأجل الدفع على هذه المشاريع الى القسم الثاني من العقد (عشر سنوات).

5.     "الجيش الاسرائيلي سيكون جيشا أصغر": ليس دقيقا. بدلا من أسراب الطائرات التي اغلقت تأتي منظومات من الطائرات غير المأهولة التي تفتتح كل الوقت. مضادات الطائرات القديمة تتغير بجديدة. الجيش الاسرائيلي تزود في السنوات الاخيرة بمنظومات هائلة من النار الدقيقة التي ستحل محل نار البارجات التي تبحر في قلب البحر.

في غضون 4 – 5 سنوات سيتزود سلاح الجو بسربين جديدين من الطائرات القتالية المستقبلية اف 35 بتمويل من دافعي الضرائب الامريكيين. الى جانب تقليص المنظومات البرية الثقيلة ستقام الوية مع سيارات "خفيفة" وأكثر حراكا. منظومات الاستخبارات لن تتضرر على الاطلاق. منظومات السايبر الهجومية ستواصل الاتساع.

6.     "سيقال 5 الاف من رجال الخدمة الدائمة": ليس دقيقا. خطط التقليص في القوى البشرية تقوم وتقعد في الجيش الاسرائيلي كأمر اعتيادي. اذا نجح الجيش الاسرائيلي في تقليص 3 الاف وظيفة في منظومة الجيش الدائم، في اعقاب تقليص الوحدات البرية الثقيلة، فستكون هذه معجرة.

 

7.     "تدريبات الجيش ستتضرر": صحيح جدا. السبيل الفوري لتقليص الميزانية في سنوات 2013 – 2014 هو من خلال وقف التدريبات ووقف تجنيد الاحتياط للنشاطات العملياتية. ويأتي وقف التدريبات (ليس تماما، ولكن بقدر كبير) بعد سبع سنوات من التدريبات المكثفة. والتأثير لن يشعر به أحد فورا، ولكنه سيكون قاس. تذكير: رئيس الاركان غانتس كان قائد الذراع البري وموشيه يعلون كان رئيس الاركان عندما توقف الجيش الاسرائيلي عن التدريب على نحو شبه تام في سنوات 2003 – 2005 (بنيامين نتنياهو كان في حينه وزير المالية الذي قلص بانفلات عقال ميزانية الدفاع). النتائج الرهيبة لوقف التدريبات في تلك السنوات ظهرت بارزة في القدرة المهنية البائسة التي ابدتها القوات البرية في حرب لبنان الثانية. خطأ يرتكب مرة اخرى.