تقرير « زفـة شباب بالطبلة » لإيقاظ الصائمين للسحور في رمضان

الساعة 07:52 ص|16 يوليو 2013

غزة (خـاص)

"اصحى يا نايم.. وحد الدايم.. رمضان كريم".. لم تعد عبارة المسحراتي المتعارف عليها لإيقاظ المواطنين الصائمين لتناول وجبة السحور للإستعداد ليوم رمضاني جديد، فباتت أصوات الشباب التي تهلل وتغني بطريقة تشبه وكأنها "زفة شباب" مع وجود "الطبلة" في بعض الأحيان، ميزة للسحور في بعض الشوارع بمدينة غزة.

فالمسحراتي الذي يعرفه الفلسطينيون بصوته الجميل الذي يوقظ المواطنين على أناشيد إسلامية وأهازيج خاصة بالشهر الفضيل، أصبحت نادرة الوجود وقليلة الاهتمام على الرغم أنها أحد المظاهر الهامة للشهر الفضيل، مع وجود شباب استهانوا بذلك المظهر الراقي فأصبحوا يخرجون ليهللوا على طريقتهم الخاصة.

و"المسحراتي" هو أحد مظاهر الشهر الفضيل الذي بدأت أعماله منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان بلال ابن رباح يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الرعية للسحور بصوته الندي، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم  يقول «إن بلالاً ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم هو الذي يتولى أذان الفجر".

وتعدد نداءات المسحراتي في رمضان حسب طبيعة الأحوال الاقتصادية والسياسية، فمنهم من نادى بأسماء الشهداء والقادة والشخصيات البارزة في تاريخ شعبنا، وآخرون نادوا بالصلح بين "حماس وفتح" وتحقيق المصالحة، ولكن ما هو أسوأ هو تحويل السحور لحفلة شباب، وتغني ودق طبول دون مراعاة لاحترام هذا المظهر الجميل في الشهر الفضيل.

ففي أحد الأزقة وسط قطاع غزة، خرج مجموعة من الشباب قبل وقت السحور بقليل يحملون "طبلة" لإيقاظ المواطنين للتسحر، ولكن كان خروجهم أشبه بـ"زفة شباب" فأخذوا يغنون ويهللون بطريقة لا تحترم طقوس هذا الشهر الفضيل، بالإضافة لما تسببه ذلك من إزعاج للمواطنين.

فيما ينادي أحد الشبان خلال خروجه في إحدى المناطق من مدينة غزة، على أسماء رجال الحارة وأولادهم كطريقة لإيقاظهم من النوم لتناول وجبة السحور، وهو سلوك أثار العديد من المشكلات بين أفراد الحي.

المواطنة سمر عوض الله قالت في حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنها تتفاجئ بخروج مجموعة من الشباب لنداء المواطنين للسحور بطريقة تشبه الزفة التي لا تليق بهذا الوقت تحديداً ويؤدي إلى إزعاج المواطنين دون اهتمام أو اكتراث لراحة المواطنين.

وتمنت عوض الله، أن يعود المسحراتي بطبيعته الجميلة الذي كان ينادي المواطنين للسحور بأناشيد دينية وأغاني مخصصة للشهر الفضيل وأدعية وأذكار تخصه، مطالبة الجميع بالتحلي بالمسؤولية وعدم الاستهانة بهذه التصرفات التي تزعج المواطنين.

فيما أوضح المواطن محمد زقوت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مفهوم المسحراتي تغير قليلاً خلال السنوات الأخيرة، فقلَ وجوده، على الرغم من أن الكثير من المواطنين يتمنون رجوعه للكثير من الشوارع، وعدم الاعتماد على تصرفات أفراد معينة يقومون بالنداء للسحور على طريقتهم الخاصة التي تزعج البعض في أغلب الأحوال.

ويتمنى المواطنون عودة المسحراتي بطبيعته التي اعتادوا عليها وينتظرونها كل عام، حيث يتسابق الأطفال والفتية على مشاهدة وسماع صوته وترديد كلماته المتعارف عليها.