خبر الفيلم الذي نعيشه- هآرتس

الساعة 10:11 ص|15 يوليو 2013

الفيلم الذي نعيشه- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

في فيلم التقطه الاسبوع الماضي متطوع من منظمة "بتسيلم" وثقت قوة متداخلة من جنود جفعاتي وحرس الحدود، تعتقل طفلا في الخامسة من عمره، مشبوه برشق حجر نحو سيارة. وفي الفيلم يظهر جنود يحققون مع الطفل، وديع مسودة، في شارع مركزي، بعد ان اخذوه الى شارع جانبي، وطوال ذاك الوقت والطفل يبكي بمرارة ويصرخ خائفا. عندما يأمر الجنود الطفل بالصعود الى سيارة الجيب العسكرية، يبدأ الطفل بالقفز والعربدة، الى أن يرفعه الى السيارة رجل كبير السن فلسطيني.

        في فيلم آخر يظهر الطفل وابوه يجلسان في معسكر للجيش، يدا الاب مقيدة وعيناه معصوبتان. وطوال كل المجريات لا يبدي اي من الجنود رحمة للطفل المذعور. وكان ما أقلق احدهم هو على الاطلاق احد محققي "بتسيلم" الذي وثق الحدث. وكرد على ذلك امتشق كاميرا وصوره.

        رد فعل الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي على الحدث تركز على شجب منظمة بتسيلم التي "تختار بشكل مغرض نشر أفلام من هذا النوع قبل استيضاح الامر مع الجيش الاسرائيلي"، هكذا حسب الناطق. مصدر عسكري آخر أضاف بان "حتى حجرا يرشق قاصر يمكن أن يلحق ضررا بالارواح". ولم يجد أي مصدر رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي، فما بالك في الحكومة الاسرائيلية، من الصواب شجب أو انتقاد سلوك الجنود الذي يتعارض مع القانون الذي بموجبه سن المسؤولية الجنائية في الجهاز القضائي العسكري في المناطق هو 12.

        كما أن الهجوم على منظمة "بتسيلم" التي تقوم بعمل مقدس في توثيق المظالم التي تقع خلف اسوار عدم مبالاة الجمهور في اسرائيل، ليس صدفة. فهو جزء من حملة نزع شرعية ثابتة ومنهاجية ضد منظمات حقوق الانسان، هدفها تشويش الجانب البشع والعنيف للاحتلال واخفائه.

        ويجسد رد فعل نفتالي بينيت على الحالة تجسيدا جيدا الشكل الذي يعمل فيه جهاز التنكر. فقد قال وزير الاقتصاد: "نحن نعيش في الشرق الاوسط. يحيطنا مئات ملايين المسلمين ممن لا يريدوننا هنا. فهل تعتقد اننا سنرقص معهم الباليه على التلال؟... لم أر الفيلم، وأنا واثق انه ليس عاطفا. إذن توجد احيانا مشاكل".

        اذا كان وزير كبير في اسرائيل لا يكلف نفسه عناء مشاهدة الواقع الصعب الذي يقع على مسافة خطوة، ولكن مع ذلك يرد باستخفاف كهذا، فكيف بنا نلوم الجنود الذين ليسوا سوى مبعوثي تلك الحكومة. حكومة تواصل تنمية الاحتلال وترفض وضع حد للعملية الهدامة التي تجعل مواطنيها ملبدي الاحاسيس.