خبر تانغو في الرياض- يديعوت

الساعة 10:08 ص|15 يوليو 2013

تانغو في الرياض- يديعوت

بقلم: سمدار بيري

 (المضمون: وصف للظلم والاضطهاد الذي تتعرض له النساء في السعودية. ومحاولة السلطات اعطاء النساء شيئا من الحرية دون العدوان على التراث - المصدر).

        بدأت نساء السعودية يجمعن حقوقا كالوضع في رقص التانغو بخطوة ونصف الى الأمام وتوقف وخطوة واحدة الى الوراء ونظرة تتابع الفقهاء. تصدع الحظر فجأة وأخذت النساء المبادرة في أيديهن وهن يجلسن من وراء المقاود. وأصبحوا فجأة يصدرون لهن بطاقات هويات، ويبدأون مناقصة لمذيعات في التلفاز وتوجدة وحدة طيران ورياضيات ومديرة مستشفى، بل إنه يُسمح بركوب دراجة هوائية. وفجأة ودفعة واحدة عين الملك ثلاثين امرأة لبرلمان البلاط الملكي.

        لكن لا تتحمسوا فالتراث المتشدد ما زال يُلزم صاحبات الحظ الحسن ان يأتين الى العمل عن طريق مدخل منفصل وان يجلسن وراء ستار كي لا يكون اختلاط مع أبناء الجنس الآخر. وتُسمِع البرلمانيات الجديدات آراءهن برسائل نصية فقط ويُسميهن الفقهاء "زانيات". ومع كل ذلك رأينا لأول مرة نساءا في الديوان المُذهب للملك عبد الله. وصور التلفاز وصاروا يعلمون الآن من هن اللواتي يفضلهن القصر.

        ويجند رجال أنفسهم لحث النساء على الخروج الى سوق العمل. ويرفع الرجال دعاوى في المحاكم من اجل نساء مضروبات. وهم ينشئون "مدينة الصناعة" للنساء ويجندون 5 آلاف امرأة أصررن على اكتساب ثقافة للعمل في مناصب ادارة رفيعة. وهناك فندق للنساء في مفترق الاعمال في جدة ونوادل في "جناح العائلات"، وبائعات في المجمعات التجارية، بل توجد فرقة مطربات ساخرات يسخرن من الظلم.

        وصارت طبيبات ومحاميات ونساء اعمال وهاي تيك ومديرات عامات لشركات يستطعن الخروج الى خارج البلاد دون الموافقة المذلة من المُحرم، التي تُجيز لهن ان يسافرن من غيره. لكن يوجد عائق صغير يثير العصبية وهو ان المُحرم – الأب أو الأخ الأكبر أو الزوج – يتلقى رسالة صغيرة من منصة جوازات السفر في المطار تُبلغه أمر حُرمته التي يتوقع ان تُقلع بالطائرة. وهو يستطيع في آخر لحظة وبمكالمة هاتفية واحدة أن يبقيها في البيت.

        ويوجد ايضا أول فيلم سينما في تاريخ السعودية وهو يحصل على جوائز في مهرجانات دولية واسمه "واجدة" وهو قصة مؤثرة في القلب لبنت في الحادية عشرة من عمرها تحلم بدراجة هوائية. ويكشف الفيلم الذي صُنع بموافقة السلطات لكنه لن يُعرض في السعودية التي لا توجد فيها دور سينما – عن الوجه الذي لم نعرفه في الساحة الخلفية للقصور الرخامية ومنزلة النساء المشحونة.

        في نهاية الاسبوع صدرت عندنا ترجمة "بنات الرياض" – وهي صيغة سعودية تشبه "الجنس والمدينة الكبيرة" – وهي عمل أدبي آسر لامرأة وُلد بطريقة الجهد المتراجع. وهو من جهة عمل مُتلقف بسبع نسخ؛ ومن جهة اخرى لا يجوز بيعه في حوانيت الكتب في المملكة، ويتحدث الجميع عن قنبلة متكتكة.

        كتبته رجاء الصانع، وهي طبيبة أسنان في السابعة والعشرين من عمرها، كي تفتح نافذة لجناح النساء الغاضبات. وهي تشتكي من انه حينما يدخل التراث من الباب يقفز الحب من النافذة ويتحطم. وترسل صديقات المؤلفة الأربع اليها رسالة الكترونية حميمة على عمد في يوم جمعة، يملأ المتظاهرون الميادين فيه. وقد سافرت الاولى وهي قمر بعيدا بعد زواجها وعادت مع طفل مطلقة خانها زوجها. أما الثانية وهي سديم الجريئة فهجرها حبيبها. وتحطمت خطط الثالثة ميشيل وتستطيع لميس وحدها ان تسمح لنفسها بالابتسام.

        تُتلقف "بنات الرياض" كالخبز الساخن في العالم العربي. وكتب وزير رفيع المستوى في حكومة السعودية توصية بها فخمة، والنقد شديد التهليل لكن الأديبة اضطرت الى الهرب وراء البحر والى الاختفاء.

        يقولون ان الملك عبد الله ممزق، فهو يريد ان يُبطل قنبلة النساء دون ان يحطم التراث. ولا يوجد أي شيء يستحث على ذلك، فادارة اوباما لم تعد تضغط، وقد رفعت منظمات حقوق الانسان أيديها استسلاما. وفي هذه الاثناء أصبحت النساء خائبات الأمل والقصر يرقص تانغو بحذر. في يوم ما اذا جاء الربيع العربي فلا ينبغي ان يتفاجأوا اذا ملأت "بنات الرياض" الميادين.