خبر في مواجهة خطاب التحريض والكراهية.. مصطفى إبراهيم

الساعة 08:57 ص|15 يوليو 2013
في مواجهة خطاب التحريض والكراهية والتطاول على فلسطين والفلسطينيين من قبل بعض وسائل الاعلام والإعلاميين والشخصيات السياسية والاعتبارية المصرية، ما زالت المبادرات في مواجهة هذه الاساءة المستمرة فردية، ولم تخرج إلى حيز الفعل الجماعي، فكل ما يصدر من كتابات لكتاب او ناشطين فلسطينيين فردية، وتنشر على وسائل الاعلام الفلسطينية المكتوبة او عبر صفحات الفيسبوك وتويتر، ولم يتم الرد عليها في مصر والأماكن التي يخرج منها التحريض، اي وسائل الاعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمشاهدة خاصة الفضائيات.
وكأنه مكتوب علينا دائما الرد الناعم الخجول فيما يوجه ضدنا وما نقوم به لمواجهة هذه الشائعات و الاساءات والحملة التحريضية المستمرة من دون خجل، او أي اعتبار قومي وعربي وإسلامي.
وبالمناسبة فالحملة المنظمة ليست كلامية فقط، بل هي مسح للتاريخ المصري ودوره وتأثيره على الفلسطينيين و بمثابة جرائم مقصودة قد تصل إلى ارتكاب القتل من خلال الاستمرار بها في عملية غسيل مخ للمصريين، فهذا الخطاب التحريضي لم يتوقف منذ الثورة المصرية ويصاحب أي حدث يصيب المصريين، وضمن خطة مدروسة تستهدف الفلسطيني، ولم تخرج مبادرة مصرية حقيقية تواجه هذا الجهل المتعمد من القائمين عليها.
و يجب ان تتوقف بتدخل من الدولة المصرية والقوى الوطنية المصرية، وتوضيح أواصر الدم والتاريخ والجغرافية، بما لا يدركه المحرضين المتعمدين الجهل في العلاقات العربية العربية والفلسطينية، فالقوى المصرية عليها واجب وطني و عروبي وأخلاقي في حماية الفلسطينيين و مواجهة ووقف هذا العبث والقتل اليومي المحتمل لهم.
فهذا تشويه وتطاول متعمد للتاريخ والثقافة المشتركة بين المصريين والفلسطينيين، و مخالفة لكافة القيم والتقاليد والأخلاق العربية والإسلامية بين الشعبين المصري والفلسطيني، وما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الانسان وحريات الاخرين وحفظ كرامة الفلسطينيين وحمايتهم من أي سوء وعدم التمييز ضدهم و اهانة كرامتهم، فالتحريض أصبح جريمة مس كل الفلسطينيين.
وفي ظل هذا التحرك البطيء والمتأخر من القوى المصرية الحية والذين اشعلوا ثورة المصريين وتسلق الانتهازيين والمتسولين عليها، يبقى هذا التحرك قاصرا اذا لم يصاحبه حملة توعية حقيقية لوقف هذا النزف والجهل والتشويه للعلاقات المصرية الفلسطينية، ودور مصر المركزي في القضية الفلسطينية ليس من باب الجميل، إنما من خلال دور مصر العظيم وواجبها في مساعدة و الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في التحرر من الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة.
ومع عتبنا على الاشقاء المصريين ودورهم في التصدي للإساءة للفلسطينيين وقضيتهم ونضالهم ضد الاحتلال، كما هو محزن و غريب ايضا الموقف الفلسطيني الرسمي و الجمعي بفصائله الصامتة عن التصدي لهذا العبث بعيدا عن الشماتة ببعض منا، وعدم تغليب المصلحة الوطنية العليا على حساب المصالح السياسية و الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة ذلك.
بالأمس صدر بيان عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشددت المنظمة على حق الشعب المصري في خياراته، لكنها لم تلمح لما يجري من حملة التحريض الظالمة وقهر الفلسطينيين بهذا الشكل المشكوك في اهداف القائمين عليه، فالمنظمة من المفترض انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي الاطار الجامع الذي يمثل الكل الفلسطيني.
وهذا الصمت المستعرب من قبل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، وعدم اتخاذ خطوات سريعة وعاجلة و موقف واضح وعلني عبر الفضائيات والبيانات بالتوجه إلى المصريين، ودعوتهم للتوقف عن هذا القتل اليومي المعنوي ليس للفلسطينيين، بل لما تمثله القضية الفلسطينية من قيمة وقضية العرب المركزية، ليس في وجدانهم فقط، إنما في وجدان المصريين قبل العرب.
و هنا ليس المطلوب الاستجداء والتسول والمهادنة، بقدر ما هو موقف وطني مسؤول بعيدا عن الحسابات الحزبية والشخصية، ففلسطين والفلسطينيون ليسوا فوق الجميع لكنهم لا يستحقوا ذلك العبث المستمر في الاساءة لهم ولقضيتهم.