خبر البيت الثالث... معاريف

الساعة 10:57 ص|12 يوليو 2013

بقلم: اوري اليتسور

(المضمون: عشية التاسع من آب، ذكرى خراب الهيكل، ينبغي أن نبكي ليس على الخطيئة اياها بل على خطيئة عدم بناء الهيكل يوم استعدناه في الايام الستة بل وفي كل يوم يمر دون أن نبنيه – المصدر).

القدس جميلة جدا في السنوات الاخيرة وهي أجمل بكثير في أمسيات الصيف هذه، حين يتدفق سيل من الناس، من حزيران – تموز الى التاسع من آب. وأكاد أجد نفسي كل يوم، على نحو اعتيادي، أنظر الى شارع ما او زقاق سوق او مقطع من سكة القطار الخفيف وأستوعب بانه في نزهة كهذه في الخارج يدفعني مشهد جميل كهذا، بل واقل بكثير من هذا، الى سحب عدستي لالتقاط صورة إثر اخرى. إذن عن اي خراب سأبقي هذا الاسبوع وأصوم من المساء حتى المساء؟

في لحظة الازمة الكبرى في حرب يوم الغفران فقد وزير الدفاع موشيه دايان صوابه واستخدم تعبير "خراب البيت الثالث". وكما هو معروف، فقد أخطأ خطأ جسيما. في الايام العشرة التالية تمكنت اسرائيل بجهود هائلة من انقاذ نفسها من الهزيمة وقلب الامور رأسا على عقب والانتصار في الحرب. شيء واحد بقي مع ذلك من تلك اللحظة المريرة اياها: التعبير المدوي والشديد "البيت الثالث". لا حاجة الى الحجيج الى جبل البيت كي يعرف المرء بان البيت الثالث ببساطة لا يزال بعيدا عن أن يبنى. لا ينبغي للمرء أن يكون مشتركا مع "هآرتس" (البلاد) كي يعرف كم بعيدا بيت الهيكل من حياة ووعي الاسرائيليين اليوم، متدينين وعلمانيين على حد سواء. ولكن في هذا التعبير، البيت الثالث، عبر دايان عن وعي تاريخي ما بل وعن خوف قدسي خفي، مغطى بالف لحاف من التهكم والمرض والجفاف، يخفق فينا جميعا تجاه دولة اسرائيل.

وهذا هو ذات دايان الذي قبل سبع سنوات من ذلك، في لحظة من عدم الوعي التاريخي الصارخ الى السماء، سلم مفاتيح جبل البيت لرجال الاوقاف. والان في حكمة ما بعد الفعل نحن نعرف اي لحظة تاريخية نادرة لا تأتي الا لمرة واحدة قد فوتت هناك. ففي تلك اللحظة اياها من انتهاء حرب الايام الستة كان بوسعنا أن نفعل كل شيء. في مثل هذه اللحظة كان بن غوريون سيصرف رجال الاوفاق ويضع مكانهم حرسا منا لجبل البيت. ولعله كان سيقيم كنيسا على الجبل وبالتأكيد كان سيحدد على الفور علامة تقسيم للجبل الى نطاق يهودي ونطاق اسلامي. العالم كان سيصفق له. من ناحية "العالم" كان بوسعنا في اللحظة اياها حتى ان نزيل قبة الصخرة ولنضع مكانها مذبحا.

ولكن كم في هذه القصة مرت لحظة الخلاص الممكنة كرمشة عين وفوتت. ويخيل أن الوضع البائس والحقير والخائف للشعب اليهودي في جبل البيت اليوم هو عقاب على ذاك التفويت اياه. ومن جهة اخرى، اذا ما سمحنا لانفسنا بان نستخدم تعبير "البيت الثالث" بالنسبة لدولة اسرائيل وجمع الجاليات، فيمكن القول ان بناء البيت الثالث بدأ في اللحظة التي فهم فيها اليهود بان المنفى لم يعد عقابا على خطيئتنا قبل الفي سنة بل خطيئة جديدة كل يوم. وبشكل مشابه ايضا فان بناء البيت على الحرم، بقدر ما يبدو بعيدا في هذه اللحظة، سيبدأ في اللحظة التي يفهم فيها اليهود بان وضعنا البائس على الحرم ايضا لم يعد عقابا على التفويت الذي حصل قبل 47 سنة، بل خطيئة اليوم، خطيئة كل يوم.