خبر السفير الأمريكي:نتنياهو لا ينام الليل وقد يهاجم إيران- هآرتس

الساعة 09:20 ص|11 يوليو 2013

بقلم: آري شبيط

كانت السنوات الاربعة والنصف لمايكل أورن سفيرا لاسرائيل في واشنطن سنوات صعبة. وكان رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء اسرائيل يشعلان مرة في كل بضعة اشهر حريقا مغطى اعلاميا كان السفير يحاول اخماده. وكانت اسرائيل القومية – المتدينة تنشيء مرة كل بضعة اشهر حادثة محرجة كان يجب على السفير ان يغطي عليها. وقد اضطر من نشأ في نيوجيرسي وهاجر الى غان شموئيل الى الدفاع بلا توقف عن اسرائيل التي كفت امريكا المتقدمة عن فهمها. واضطر من درس في كولومبيا وبرنستون ان يُبين عن حال اسرائيل في أحرام جامعية يُشك فيها بمشروعية الدولة اليهودية.

وقد مد رجل بيبي في امريكا يده الى تلك الامريكات التي لم يعرفها بيبي (الاسبانية السوداء والمثلية)، في حين مثّل بيبي في بيت ابيض معادٍ ووسائل اعلام معادية. إن مؤرخ حرب الايام الستة قد وجد نفسه يدير نضالا دبلوماسيا حرجا في فترة لا تقل أهميتها في نظره عن الفترة التي سبقت تلك الحرب الحاسمة. ويُشرك أورن الآن، وهو على شفا انهاء عمله وقبل ان يحل محله رون بريمر، يُشرك قراء صحيفة "هآرتس" فيما يراه. وبحسب كلام وداعه فان الدراما الكبرى ليست وراءنا بل هي أمامنا.

أيها السفير أورن، ان براك اوباما وبنيامين نتنياهو زوجان سياسيان غريبان غامضان ولا يؤديان عملهما، وقد عشت بينهما وتوسط بينهما، فماذا كانت المشكلة الأساسية في العلاقات بين الاثنين وهل تم حلها؟

إن اوباما ونتنياهو شخصان ذكيان جدا وقويان جدا وبراغماتيان. وأراد كلاهما الوصول الى الأهداف أنفسها وهي حل الدولتين للشعبين ومنع ايران من الحصول على السلاح الذري ولهذا لم تكن الاختلافات في الرأي بينهما استراتيجية بل تكتيكية. وما جئت لأطمس على الامور. وجدت اختلافات في الرأي ومضت لحظات صعبة لكننا لم نُجرب ازمة حقيقية في السنوات الاربع والنصف الاخيرة. وفي مقابل هذا كان في فترة اوباما – نتنياهو مسلسل ازمات في الظاهر لم يكن شيء منها ازمة حقيقية. فقد كان الجو العام جو توتر لكننا عملنا من وراء الستار مثل حلفاء.

هل تتفق معي على ان الصفقة الصحيحة كانت واضحة وهي فلسطين في مقابل ايران، لكن هذه الصفقة لم تتحقق. فاوباما لم يصد ايران ونتنياهو لم يقم بعمل تاريخي من اجل فلسطين.

هذا صحيح وهذا مُخيب للأمل، لكننا لم نصل بعد الى نهاية الامر. أنظر أين كنا في ربيع 2009 وانظر أين نحن الآن. ليس الحديث اليوم عن احتواء ايران الذرية ولا يطلبون إلينا تجميد المستوطنات. كان حراك للسياسة الامريكية وكان هذا الحراك في اتجاهنا.

اذا كانت الحال جيدة بهذا القدر فلماذا هي سيئة بهذا القدر؟ لماذا كان اوباما في ولايته الاولى يُرى رئيسا معاديا لاسرائيل ولماذا كان نتنياهو يُرى رئيس حكومة اسرائيليا يحاول استبدال رئيس الولايات المتحدة؟

خلفت ادارة بوش وراءها تركة العراق وافغانستان والشعور بالاغتراب بين الولايات المتحدة والعالم العربي والاسلامي. وأراد اوباما ان يسلك سلوكا مختلفا وجرب توجها مختلفا فمد يده الى العالم العربي الاسلامي، ومد يده الى الايرانيين والسوريين وخطب خطبة القاهرة. ولم يُفهم ذلك في اسرائيل لأن كل شيء في اسرائيل يُقاس بحسب الشعور بالأمن وعدم الأمن، وبصفته رئيسا للولايات المتحدة يأتي الى مصر وتركيا ولا يأتي لزيارتنا يسبب شعورا بعدم الأمن. وأحدثت خطبة القاهرة وطلب تجميد البناء في يهودا والسامرة كلهما وفي القدس في البلاد في صيف 2009 شعورا بأن الرئيس لا يلتزم بأمن اسرائيل التزاما كافيا، وأستطيع أن أقول لك بيقين إن هذا الشعور مخطيء فاوباما صديق حقيقي وهو رجل جدي جدا ولا يجوز الاستهانة به وبتصميمه.

ألم يخطيء نتنياهو بأن قام بأعمال كانت تُرى تدخلا في المعركة الانتخابية الامريكية ومحاولة للعمل مع شلدون ادلسون على اسقاط اوباما واستبداله برومني؟

إن ما حدث في 2012 هو ان مسؤولين كبارا في الادارة الامريكية قالوا اقوالا ما تتعلق بالشأن الايراني شعر رئيس الوزراء بواجب عليه ان يرد عليها. وأصبحت أقوال نتنياهو تُرى في الولايات المتحدة خطأ على أنها تدخل في المعركة الانتخابية، وكانت فترة صعبة. وكان عدم تفاهم بين الطرفين. وكان عملي بصفتي سفيرا ان أُبين عن حال امريكا في اسرائيل وأُبين عن حال اسرائيل في امريكا. وانقطعت الاقوال في نهاية الامر، وبعد خطبة نتنياهو في الامم المتحدة دار حديث حار بينه وبين الرئيس. إن التأييد الامريكي لاسرائيل هو من الحزبين ولا يجوز لنا على أي حال من الاحوال ان نعرضه للخطر.

ألا تُبعد اسرائيل المستوطنات وإقصاء النساء وطرد نساء حائط المبكى من باحة حائط المبكى نفسها عن اليسار الامريكي؟ ألا نُبغض أنفسنا الى امريكا المتقدمة التي تشمل اليهود الليبراليين؟

أجد نفسي في السنوات الاخيرة ولا سيما الاشهر الاخيرة أُبين لقادة اسرائيليين ان ما يحدث عند حائط المبكى قد تكون له آثار استراتيجية. يُرى الحائط في البلاد مسألة هامشية تتعلق بالقانون والنظام. حينما تم وقف نساء حائط المبكى قبل بضعة اشهر نُشر نصف نبأ عن ذلك في صحيفة "يديعوت" وفي مقابل ذلك استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الامر في الصفحة الاولى لأن الامريكيين يرون هنا قضية حقوق انسان ومكانة المرأة وحرية العبادة. وهذه موضوعات شديدة الحساسية بالنسبة للامريكيين ويجب عليهم في اسرائيل فهم ذلك. ولا يجوز لنا ان نُرى أننا نمس بحقوق انسان أساسية.

ومع كل ذلك يقف في مركز المسرح المشروع الذري الايراني. فايران خامنئي من وجهة نظر نتنياهو هي المانيا هتلر، وهو نفسه ونستون تشرتشل وبراك اوباما هو فرانكلن روزفلت. إن تحديه التاريخي هو ان يجعل الولايات المتحدة تنضم الى المعركة وتهزم الشر. هل نجح نتنياهو؟ واذا انطلقت ايران في طريقها الى الذرة فهل يصدها اوباما؟

في المعركة مع ايران انجاز تاريخي هو العقوبات. ويجب ان ننسب الى رئيس الوزراء فضلا عظيما لهذا الانجاز. بعد 100 سنة سيكتبون عن ذلك ان زعيم دولة صغيرة في الشرق الاوسط نجح في ان يقود مسيرة عالمية ضخمة. وقد كان مثل قطرة ماء تحرك جبل جليد. إن نجاحه ضخم لكنه غير كاف، ولا يمكن الاستراحة على أوراق الغار. إن البرنامج الذري الايراني يتقدم ويزداد قوة واتساعا. ويركب الايرانيون اليوم ثلاثة آلاف آلة طرد مركزي متقدمة تستطيع ان تزيد القدرة على التخصيب خمسة أضعاف. ولذلك فان زمن وصول الايرانيين الى القدرة الذرية يتضاءل من أشهر الى اسابيع، وكما قال نتنياهو في الامم المتحدة ليس السؤال متى ايران ستحرز سلاحا ذريا بل متى لن يمكن منعها من احراز سلاح ذري. وهذه اللحظة تقترب جدا.

أنت تحدد السؤال فقط. هل أقنعنا الامريكيين أم لم نقنعهم آخر الامر؟ اذا انطلق الايرانيون قدما – فهل يهاجم اوباما أم لا يهاجم؟

ليس السؤال أنصدق اوباما أم لم نصدقه. بل السؤال هو ما هي مسؤوليتنا بصفتنا دولة ذات سيادة. لا نستطيع ان ننقل أمننا القومي الى الخارج. والساعة الامريكية ساعة كبيرة بطيئة أما الساعة الاسرائيلية فهي ساعة صغيرة سريعة. ونحن دولة صغيرة ذات قدرات ما تهدد في كل يوم بتهديدات وجودية والولايات المتحدة دولة بعيدة ذات قدرات كبيرة لا تُهدد بالفناء. وأنا في خضم النقاش بين الدولتين، وأقول لك إن النقاش جدي ومهم. لكننا عدنا الى البلاد بعد ألفي سنة جلاء كي لا نكون في الوضع الذي كنا فيه في المحرقة وكي نستطيع الدفاع عن أنفسنا وكي لا نكون متعلقين بالآخرين. يجب ان نستنفد جميع الخيارات الدبلوماسية لكن لا يمكن النهرب من المسؤولية.

هل نتنياهو قادر على مواجهة هذه المهمة؟ أهو الرجل الصحيح في المكان الصحيح وفي اللحظة الصحيحة؟

بيقين. إنني أرى هذا الرجل من قريب. عنده الكثير مما يشغله: مصر والاردن وسوريا ولن نتحدث عن جميع الموضوعات الداخلية المتحدية. لكنه أدرك قبل عشرين سنة كبر التهديد. ونجح بيديه في ان يصرف الانتباه الدولي الى التهديد. وقد حرك مسارا لم يسبق له مثيل هو مسار فرض عقوبات لم يوجد لها مثيل بازاء كوريا الشمالية أو باكستان. ونجح نتنياهو حقا في تحريك العالم لكنه يواجه اليوم معضلة بن غوريونية. إن السؤال الذي يواجهه يشبه السؤال الذي واجهه بن غوريون في أيار 1948 والسؤال الذي واجهه ليفي اشكول في أيار 1967.

هل ترى حقا تشابها بين بن غوريون في 1948 واشكول في 1967 ونتنياهو في 2013؟

أجل. إن هذه المقارنات تصاحبني على الدوام. في 1948 قال قادة الهاغاناة والبلماح لبن غوريون إن عندهم ذخيرة لاسبوع قتال واحد وليست لهم قدرة على الدفاع عن الدولة. وضغط الامريكيون وقال وزير الخارجية الامريكي جورج مارشال لموشيه شريت إن اقامة دولة هي دعوة الى قتل شعب وإن العرب سيذبحون اليهود. وفي 1967 كان في الولايات المتحدة رئيس أحبنا ببساطة لكنه طلب الى اشكول ألا يفعل شيئا. وكانت العقوبات الدولية آنذاك رحلة بحرية دولية كان يفترض ان تخترق مضيق تيران. وكانت الولايات المتحدة متعبة من الحروب – أيبدو هذا مألوفا؟ - لأنها كانت غارقة في فيتنام. ولم ينم اشكول الليل كله خشية الرد الامريكي. لكنه أدرك مثل بن غوريون قبل ذلك بـ 19 سنة المسؤولية الملقاة على رئيس حكومة اسرائيل فانتظر واستنفد المسار الدبلوماسي لكنه اتخذ قرارا في نهاية الامر.

هل ترى أنه يوجد تشابه بين الوضع في 1948 وفي 1967 وبين الوضع اليوم؟

توجد فروق كبيرة. ففي 1948 و1967 لم يكن لنا حلف استراتيجي عميق مع الولايات المتحدة، وكانت مكانتنا الدولية أكثر ضعفا وكان الجيش الاسرائيلي أقل قوة. لكن يوجد تشابه كبير في أننا نواجه دولة كبيرة تهدد بالقضاء علينا وتطور وسائل تدمير تستطيع فعل ذلك بواسطتها. إن ايران منكرة للمحرقة تنوي ان تقوم بمحرقة ثانية والتشابه هو في وجود نافذة وقت محدودة. وعلى ذلك فان المسؤولية الملقاة اليوم على رئيس الوزراء هي مسؤولية تاريخية تشبه تلك التي كانت ملقاة على بن غوريون في 1948 وعلى اشكول في 1967.

إن ما تقوله لي هو ان نتنياهو ربما يضطر الى الخروج لحرب ايران برغم الضغط الدولي والداخلي كي لا يفعل ذلك.

إن نتنياهو باعتباره رئيس حكومة دولة ذات سيادة تُلقى عليه مسؤولية الدفاع عن الدولة. وحينما تكون الدولة دولة يهودية ذات تاريخ مؤلم ومأساوي تكون المسؤولية أكبر وأثقل. إن لاسرائيل مصلحة عليا في التوصل الى حل دبلوماسي كالذي حاول اشكول التوصل اليه في 1967. لكن لا يجوز التهرب من المسؤولية اللازمة من تاريخنا وسيادتنا. إن الدفاع عن اسرائيل ليس امكانا بل هو واجب.

هل نتنياهو قادر على الخروج الى حرب؟ هل عنده القوة النفسية؟

اعتقد أن نعم، فهو لا ينام الليل. وهو يحمل على كتفيه مسؤولية ضخمة وعنده ضبط للنفس فهو لا يُجر الى حروب لا داعي لها، لكن ضبط النفس على الخصوص علامة قوة كما كان عند اشكول. ونتنياهو من كبار المعجبين بأشكول. كان يحضر مراسم ذكرى اشكول لأنه يعتقد ان اشكول كان رئيس وزراء عظيما. وأحد اسباب ذلك هو ان اشكول استنفد المسار الدبلوماسي لكنه لم يحجم في نهاية الامر ولم يهرب من المسؤولية واتخذ القرار.

واذا اتخذ نتنياهو حقا قرار الحرب فكيف سيرد اوباما؟ هل يضبط نفسه ويُسلم مثل لندن جونسون في 1967 أم يغضب وينتقم مثل دوايت آيزنهاور في 1956؟

لا أعرف الجواب. أقول لك ما يقوله اوباما علنا وفي داخل الغرف المغلقة ايضا، وهو ان اسرائيل وحدها بصفتها دولة ذات سيادة تستطيع ان تقرر كيف تدافع عن نفسها.

تقول كلاما لم يُفهم في البلاد، فهنا في تل ابيب السماء زرقاء وشواطيء الاستحمام مليئة ولا سحاب في الأفق.

سأروي لك قصة. سألني مستشار اوباما للامن القومي توم دونيلون كيف أُقدر بصفتي مؤرخا وضع اسرائيل الاستراتيجي. فقلت له إنه من جهة جملة التهديدات التي نواجهها فاننا في أحسن الحالات في أيار 1967 وفي اسوئها في أيار 1948. ويصعب علي أن أشير الى نقطة في تاريخنا واجهنا فيها هذا العدد الكبير من التهديدات في نفس الوقت. فثم التقلبات في مصر ومسألة استقرار الاردن وسوريا و70 ألف صاروخ عند حزب الله، وصواريخ حماس البعيدة المدى ومخربون في سيناء – وفوق كل ذلك قمة هيملايا العالية ألا وهي التهديد الذري الايراني الذي يلقي بظله على كل شيء. لكن وضعنا من الجهة الجغرافية السياسية، قلت لدونيلون، أفضل مما كان في كل نقطة في التاريخ. فالحلف مع الولايات المتحدة والعضوية في الـ OECD، والعلاقات بالصين والهند ووضعنا الاقتصادي والعسكري. في 1948 وفي 1967 رأى الجمهور في اسرائيل القوات المعادية تحاصر الحدود. لكن التهديد الايراني في مقابل ذلك مجرد، فما يحدث بعيد وخفي وغير مفهوم، لكنه خطر وجودي حقيقي على الدولة. وهذا ما يجعل الامر صعبا على نتنياهو. إن السكينة التي تصفها بالضبط – والتي تنبع من نجاح اسرائيل وقوتها – تجعل مهمة نتنياهو أصعب حتى من المهمات التي واجهها بن غوريون وأشكول.

تحتاج اسرائيل من اجل مواجهة ايران الذرية والشرق الاوسط العاصف الى حلف وثيق مع الولايات المتحدة. فما هو الوضع في الجبهة الامريكية؟

إن نسب التأييد الامريكي لاسرائيل في الذروة اليوم، لكن لا يجوز لنا ان ندخل في السكينة. أنا مبعوث الانذار السيء. إن وضعنا في النخبة الامريكية غير جيد. وتميل وسائل الاعلام الى ان تكون انتقادية وكذلك ايضا جزء كبير من الاكاديميا. وجماعات السكان الصاعدة في الولايات المتحدة هي جماعات من اللاتينيين والافارقة والمثليين ليست لهم صلة تاريخية باسرائيل. والى ذلك يوجد في امريكا تعب كبير يفضي الى نوع ما من التمايز الجديد. فقد مرت هذه الأمة العظيمة في العقد الاخير بحربين شديدتين وبزعزعة اقتصادية صادمة. ومن هنا جاء التعب والتقليص من ميزانية الدفاع والاحجام عن تدخل وراء البحر. إن الامريكيين متعبون من الشرق الاوسط.

يا مايكل أورن، أنت لست يمينيا. كنت في الكيبوتس وآراؤه مركزية فلماذا وافقت على ان تمثل في واشنطن حكومة اسرائيلية يمينية؟

أدركت قبل كل شيء أن التزام نتنياهو بمسيرة السلام حقيقي، وأقول لك بصدق إن نتنياهو جدي فيما يتعلق بالسلام. فهو يريد حقا دخول المحادثات والتوصل الى حل. ونتنياهو عالم بخطر عدم وجود سلام فيما يتعلق بشرعية اسرائيل والخطر على الدولة اليهودية الديمقراطية. ونتنياهو يلتزم بالسلام حقا والى ذلك فان تحدي ايران هو التحدي الأكبر في هذا الوقت. وقد بذلت في واشنطن كل ما استطعت للمساعدة على مواجهته. لكن يوجد آخر الامر شأن مدني ايضا. أنا اسرائيلي وخدمت ثلاثين سنة في الجيش خدمة نظامية واحتياطية، وبرغم أنني ألبس بدلة هنا كل صباح فان هذه البدلة هي بزة عسكرية في نظري. إن ما فعلته في الولايات المتحدة في اربع سنوات ونصف هو الخدمة الاحتياطية. وقد بذلت أفضل ما استطعت في اثناء هذه الخدمة الاحتياطية مع الادارة ومع الجمهور الامريكي وأنا فخور بما أحرزته. لكن الخدمة الاحتياطية تنتهي الآن. أحزم أنا وزوجتي سالي البزة العسكرية ونعود الى البيت.