خبر بإزاء أربعة أزواج- يديعوت

الساعة 09:14 ص|11 يوليو 2013

 

بقلم: افرايم هليفي

أفضت أحداث الربيع العربي بالجمهور الى ان ينسب وزنا حاسما لجموع المتظاهرين في ميادين مدن الشرق الاوسط. وأن يقلل ضمنا من أهمية زعماء وأفراد يتولون مناصب رئيسة في بلدانهم أو في حركاتهم. ويقترح ألا نتجاهل عددا من أزواج الشخصيات قد يؤدون أدوارا مصيرية في دولهم أو في حركاتهم.

ستكون المواجهة في الفترة القريبة بين جيش مصر والاخوان المسلمين مواجهة شخصية ايضا بين قائد الجيش عبد الفتاح السيسي وزعيم حركة الاخوان المسلمين محمد بديع. وقد أقسم الاول أن ينشيء في مصر نظاما جديدا يعبر عن رغبات تيارات كثيرة قدر المستطاع من السكان. ويحارب الثاني علنا الجيش ويريد ان يعيد ممثل حركته الى قصر الرئاسة ويُمكنه من الاستمرار في سياسة سيطرة الاخوان المسلمين على اجهزة الدولة. ويدرك الاول انه لا مناص له من ان يهزم حركة الاخوان المسلمين هزيمة عامة ساحقة. وأعلن الثاني اجراءا يستعمل القوة ويشتمل على استعمال السلاح الموجه على الجيش. فهي ذروة معركة بين تصورين وشخصين، إما الى حياة وإما الى موت.

وبعيدا عن القاهرة في عاصمة ايران، يستعد الشعب الايراني لليوم الذي سيتولى فيه الرئيس المنتخب روحاني منصبه. إن فوز روحاني الساحق في انتخابات الرئاسة يضعه في موقع قوة يختلف عن ذاك الذي كان من نصيب عدد من أسلافه، وقد انتُخب بخلاف ارادة الزعيم الأعلى خامنئي. بل إنه وجه في معركة الانتخابات نقدا شديدا الى سياسة القيادة الداخلية والخارجية، وأشار الى التأثير الكبير جدا للعقوبات المستعملة على ايران والتي تشل اقتصادها وانتقد السلوك الذي يفضي الى عزلتها السياسية.

واستمر روحاني بعد الانتخابات ايضا في هذا النهج، واعترض على مضايقة الشرطة للنساء ومنع وصول الجماهير الى وسائل الاتصالات الحديثة مثل الفيس بوك، فهذه من الكفر في ايران. وهو ايضا أول من ذكر اسم اسرائيل في كلامه. فهل تكون العلاقة بين قوتي روحاني وخامنئي مشابهة لما كان أم يتجرأ الرئيس الجديد على محاولة تحقيق ما يريد في واقع الامر؟ قد يكون روحاني "ذئبا في جلد نعجة"، لكنه اذا حاول ان يخدعنا ايضا ويخدع الولايات المتحدة والعالم فهل يستطيع ان يخدع شعبه الذي جاء به الى الحكم بصفته مخلصا اقتصاديا؟.

ويوجد زوجان ثالثان يتصارعان على القيادة وعلى المستقبل وهما رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن ومسؤول حماس الكبير خالد مشعل. ضُربت حماس ثلاث مرات في الآونة الاخيرة على يد الجيش الاسرائيلي اولا بعملية عمود السحاب وعلى أيدي الايرانيين وحزب الله بعد ذلك الذين كادوا يقطعون الصلة بها على أثر دخولهم الحرب في سوريا. وعلى يد الجيش المصري آخر الامر الذي أقال الرئيس مرسي رجل حركة الاخوان المسلمين. وفي ضوء كل ذلك قد يكون مشعل أنهى دوره التاريخي، لكن قوة أبو مازن في مقابل ذلك في خفوت – ونحن نستطيع الاختيار بين ان نقف بين رئيس سلطة قدراته محدودة على الحفاظ على التفاهمات وبين حركة الارهاب الضعيفة بعد القتال.

والزوجان الاخيران هما بشار الاسد الذي يذبح شعبه والملك عبد الله السعودي الذي يقود المعركة المضادة للمذبحة. وهو عبد الله الذي سارع في الاسبوع الماضي الى مباركة جيش مصر ورئيسها المؤقت، وحول مليارات الدولارات الى خزينة مصر التي أخذت تفرغ سريعا مدركا ان انقاذ اقتصادها ضروري لوقف التدهور؟ فهل تكون هذه ساعة السعودية العظيمة بانقاذ القاهرة وصوغ مصير دمشق؟.

السيسي بازاء بديع، وروحاني بازاء خامنئي، وأبو مازن بازاء مشعل، وعبد الله بازاء الاسد – هؤلاء هم الازواج الاربعة المهمون على مسرح تاريخ العالم العربي والاسلامي في الشرق الاوسط في هذا الوقت.