خبر الاسد يبتسم -معاريف

الساعة 09:49 ص|10 يوليو 2013

الاسد يبتسم -معاريف

بقلم: البروفيسور ايتمار رابينوبيتش

        (المضمون: الأحداث في مصر تصرف الانتباه الدولي عن سوريا. في هذا الوضع يمكن للاسد أن يدمر وان يوقع الضحايا بين مواطنيه بينما العالم ووسائل الاعلام تكاد تكون غافلة عن ذلك - المصدر).

        في ميزان الخاسرين والكاسبين من سقوط مرسي في مصر بشار الاسد ونظامه في جانب الكاسبين. فمرسي والاخوان المسلمون في مصر وفي المنطقة بأسرها هم من ألد خصوم الاسد ومنتقديه. وبالنسبة لهم، لا يعتبر العلويين مسلمين، ونظاما الاسد هو نظام غير شرعي يستعبد ويذبح أغلبية اسلامية سنية. ويحاول الاسد ان يصور نفسه في المنطقة وفي العالم كزعيم علماني يدافع عن سوريا وعن العالم العربي ضد الموجة الاصولية التي تهدد باجتياحهما. وفور سقوط مرسي سارع الى الحديث الى وسائل الاعلام السورية في مقابلة طويلة رحب فيها بخطوات الجيش المصري وحاول الاشارة الى وجه الشبه بينه وبين وزير الدفاع المصري. وحتى اذا كان الاسد يبالغ في عرض الانجاز، لا ريب أن الاحداث في مصر تمنحه ريح اسناد. فضلا عن ذلك فان هذه الريح تهب في فترة يتمتع فيها نظام الاسد بزخم وانجازات في صراعها ضد المعارضة. وكان انجاز الاسد الابرز هو احتلال مدينة القصير، التي تقع على مسارات استراتيجية في الطريق من دمشق الى منطقة الشاطىء ومنها الى المنطقة الشيعية في لبنان. وبعد هذا الانجاز شرع الاسد والقوات المقاتلة الى جانبه (سواء القوات السورية أم مقاتلي حزب الله) في هجوم لا يزال تدور رحاه في منطقة مدينة حمص. وتأثير آخر للاحداث في مصر هو ازاحة الانتباه الدولي عن سوريا. وفي هذا الوضع يمكن للاسد أن يحدث دمارا ويوقع ضحايا بين مواطنيه في حمص بينما تكاد وسائل الاعلام والعالم الدبلوماسي لا يرد.

        سلسلة من العوامل تشرح تغيير الميل الذي طرأ على الازمة السورية في الاسابيع الاخيرة. قبل كل شيء، الاعتراف في أن الرئيس اوباما والولايات المتحدة مصممان على عدم الانجرار الى تدخل عميق في سوريا. فمع ان الرئيس اوباما اعلن بان الاسد استخدم بالفعل سلاحا كيميائيا ضد سكان سوريا، وتجاوز بذلك خطا أحمر، ولكنه واصل اطلاق صوت خفيض وامتنع عن الاعلان عن دعم كثيف للمعارضة. وليس حلفاء واشنطن الاوروبيون مستعدين للعمل بدونها. وشددت ايران وسوريا تجرؤهما وتدخلهما، والقت ايران الى المعركة بحزب الله الذي يقاتل الان علنا وبكل قوته الى جانب الاسد. وبقيت المعارضة السورية منقسمة واضطرت مرة اخرى الى تغيير رئيسها. كما أن الصراع بين قطر التي تدعم الاخوان المسلمين في سوريا وبين السعودية التي تمقتهم شدد الانقسام في صفوف الثوار.

        لا يعني الامر ان المعركة في سوريا حسمت. فهذا صراع طويل ومعقد يشهد صعودا وهبوطا، ولكن في المدى القصير انتقل الزخم الى النظام. اسرائيل لا ترحب بهذا الميل للامور. فعلى مدى فترة طويلة حرصت اسرائيل على الا تتخذ موقفا والا تنجر الى الصراع السوري. ومؤخرا ازداد فيها الاعتراف بان انتصار تحالف روسيا، ايران، حزب الله والاسد، المتعلق بهم اكثر من أي وقت مضى، سيضع أمام اسرائيل تحديا خطيرا على حدودها الشمالية.