خبر غزة تشعر بالانقلاب على جلدتها -هآرتس

الساعة 09:47 ص|10 يوليو 2013

غزة تشعر بالانقلاب على جلدتها -هآرتس

بقلم: عميرة هاس

        (المضمون: في غزة بات ملموسا منذ الاحداث في مصر تضييق على حرية الافراد والبضائع مما زاد من ازمة السكان - المصدر).

        تؤثر الاحداث في مصر تأثيرا سلبيا على الوضع الاقتصادي والانساني في قطاع غزة. فحرية حركة سكان قطاع غزة، المقيد على أي حال تضرر جدا بعد أن أعلن الجانب المصري يوم الجمعة الماضي عن اغلاق معبر رفح حتى اشعار آخر بسبب الوضع الامني في سيناء، وبسبب الشبهات المصرية في أن نشطاء من حماس يعتزمون مساعدة الاخوان المسلمون.

        في خطوة فاجأت الفلسطينيين، أعلنت السلطات المصرية عدم السماح بدخول حاملي جوازات السفر الفلسطينية الى مصر بمن في ذلك من لديه تأشيرة دخول أو تأشيرة مكوث في مصر (وكذا الامر بالنسبة للمواطنين السوريين). ولهذا السبب فان بضعة الاف من الفلسطينيين ممن سعوا الى العودة الى قطاع غزة "عالقون" خارجه. اضافة الى نحو 150 يتواجدون في الجانب المصري من معبر رفح، وبسبب اغلاقه يوم الجمعة لا يمكنهم العودة الى بيوتهم. بل ان نحو 2000 غزي سافروا الى العمرة في مكة قبيل شهر رمضان لم يحاولوا مغادرة السعودية. وهم يبلغون عن أزمة مادية بسبب النفقات المالية غير المتوقعة.

        وبسبب اغلاق المعبر فان عددا غير معروف من سكان القطاع ممن يتعلمون أو يعملون في خارج البلاد لا يمكنهم ان يعودوا الى القطاع لقضاء اجازة الصيف. ويتهم الغزيون ممثلتي م.ت.ف في القاهرة وفي الرياض بالاهمال. ونشرت حكومة اسماعيل هنية بيانا يناشد مصر العودة الى فتح المعبر، على الاقل لمن وصل اليه ولكنه لا يمكنه أن يدخل الى رفح. وبالفعل، علم أمس ان المصريين سمحوا بفتح معبر رفح 48 ساعة – لعودة الغزيين الى بيوتهم والمصريين والاجانب الى مصر. كما سيسمح بخروج المرضى.

        في القطاع نفسه يوجد أكثر من 20 ألف شخص سجلوا للسفر في سلطة المعابر التي تديرها حماس، وتشوشت خططهم. هذا ما يفيد به الموقع الالكتروني لجمعية "غيشا"، مركز حماية حق الحركة. 80 منهم  على الاقل هم مرضى يحتاجون الى العلاج الطبي في الخارج. وكفت سلطة المعابر عن مواصلة التسجيل الى طابور المسافرين الى الخارج. وكان الطابور ضروريا من أجل التسهيل من العبء والاكتظاظ الدائمين على معبر رفح في الايام التي يكون فيها مفتوحا. كما أن التسجيل ضروري ايضا لان سلطات حماس ترغب في مراقبة الخروج وأحيانا تمنعهم.

        في قطاع غزة علم بوجود اشخاص عادوا الى القطاع عبر الانفاق مقابل دفع مبلغ من المال. "امد"، الموقع الاخباري المعارض لحماس أفاد بان قوات الامن المصرية ألقت القبض يوم الاثنين على ثلاثة من رجال حماس سافروا الى مصر عبر الانفاق وبدأ المصريون يحققون معهم في سبب دخولهم.

        في الاسابيع الاخيرة – قبل اسقاط مرسي – منع الجيش المصري استيراد الوقود ومواد البناء من مصر الى غزة، عبر الانفاق. وكما يفيد سكان في القطاع، ففي اليومين الاخيرين تظهر تسهيلات ما في وضع الوقود لان الانفاق التي يستورد عبرها عادت الى العمل. وحتى يوم أول أمس، كانت المستشفيات لا تزال تتحدث عن النقص في السولار والمصانع أفادت بتوقف العمل المنتظم وبالضرر الذي لحق بتسويق بضائعها وتوقف الاجيرين عن العمل ونشوء أزمة كبيرة من السيارات امام محطات التزوج بالوقود. اما من بوسعهم أن يسمحوا لانفسهم فقد توجهوا الى محطات الوقود التي تبيع وقودا من اسرائيل. والسعر هو 3.40 شيكل للتر الوقود و 3 شيكل للتر السولار من مصر، مقابل 6 و 5 شيكل على التوالي للوقود والسولار الذي يشترى من اسرائيل.

ومقارنة بالوقود لم يطرأ تسهيل في وضع مواد البناء. فاسرائيل تواصل منع بيع مواد البناء عبر حواجزها مع القطاع، والمصريون لا يزالون لا يسمحون للتجار بنقلها عبر الانفاق. ويفيد موقع "غيشا" بقفزة في اسعار  الاسمنت. وبلغت وزارة التعليم في غزة عن وقف بناء 27 مدرسة.