خبر الشرطة التركية تستخدم مدافع المياه لمنع احتجاجات في حديقة

الساعة 08:30 ص|09 يوليو 2013

استطنبول - رويترز

استخدمت الشرطة التركية قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه يوم الاثنين لتفريق محتجين حاولوا خرق أوامر باغلاق حديقة غازي في اسطنبول التي كانت محور احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء طيب اردوغان.

وفتحت الحديقة لساعات قليلة فقط بعدما سمح محافظ اسطنبول بفتحها في اعقاب احتجاجات الشهر الماضي على خطط الحكومة لتطوير المنطقة شابتها أعمال عنف. وامرت قوات الامن بإغلاق الحديقة مرة ثانية قبل تجمع حاشد كان مزمعا.

واجبر مئات الاشخاص على ترك الحديقة قبل بدء الاحتجاج الذي دعت له مجموعة التضامن مع محتجي تقسيم التي تضم منظمات سياسية وغير حكومية تعارض خطط التطوير.

وتدخلت الشرطة بعدها باستخدام مدافع المياه لتفريق تجمع لعدة الاف كانوا يسيرون في شارع تجاري باتجاه ميدان تقسيم.

واستمرت الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين حتى وقت متأخر من الليل في منطقة تقسيم في حين اطلقت الشرطة وابلا متكررا من قنابل الغاز على جيوب صغيرة من المتظاهرين الذين فروا الى شوارع جانبية.

وقالت قناة (ان.تي.في) التلفزيونية ووسائل اعلام اخرى انه بعد متصف الليل بفترة قصيرة (2100 جمت) اعيد فتح الحديقة مرة اخرى للعامة حتى مع استمرار اشتباكات معزولة في الشوارع القريبة.

وقال متحدث من حركة التضامن مع محتجي تقسيم في مؤتمر صحفي ان الشرطة احتجزت أكثر من 80 شخصا ويعاني شخص أصيب شخص باصابات خطيرة من نزيف في المخ ونقل الى المستشفى للعلاج.

وبعد ان فضت الشرطة مظاهرة صغيرة في 31 من مايو ايار اتسع نطاق احتجاجات المعارضين على ما يعتبرونه أسلوبا استبداديا لحكم اردوغان.

وهدأت الاضطرابات في أواخر يونيو حزيران لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه في تفريق المتظاهرين الذين كانوا يعتزمون القيام بمسيرة في ميدان تقسيم يوم السبت الماضي.

وكانت هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في عهد اردوغان الذي بدأ عام 2002 بعد فوز حزبه العدالة والتنمية بالانتخابات. واجرى اردوغان اصلاحات كبيرة في الاقتصاد وحد من سلطة الجيش الذي اطاح باربع حكومات على مدى 40 عاما.

وقبل ساعات من تدخل الشرطة يوم الاثنين تحدث حسين عوني موتلو محافظ اسطنبول بحماس عن اعادة فتح الحديقة.

وقال موتلو للصحفيين في المتنزه الذي امتلأ بأشجار جديدة ونباتات متنوعة منذ تفريق المتظاهرين يوم 15 من يونيو حزيران “شهدنا في زيارتنا اليوم أن عملنا كله قد استكمل”.

وبعد الفتح مباشرة اجتمع مئات الاشخاص صغار وكبار في المتنزه وكان بعضهم يتجول على طرقاته ويسترخي العديد على المقاعد. وتجمعت مجموعات صغيرة من المؤيدين والمناهضين للحكومة لمناقشة الاحتجاجات وكانت التوترات واضحة.

وقال الطالب الجامعي اوزير ساري (22 عاما) لرويترز “اصبح الناس اخوة هنا وسيكون مزدحما جدا الليلة لاننا جميعا افتقدنا هذه الاخوة. وسيظل هذا المتنزه رمزا لوحدة الشعب والقوة والتناغم”.

لكن عبد الله دوجان وهو رجل متقاعد استبعد فكرة ان الاحتجاجات كانت تهدف الى حماية المتنزه.

وقال “كانت تهدف هذه الاحتجاجات الى الاطاحة بالحكومة التي فعلت واجبها وتبنت المتنزه ونظفته واعادته للشعب في شكل افضل”.

وكانت حركة التضامن مع تقسيم التي تعارض تشييد بنايات على الطراز العثماني في موقع المتنزه قد دعت أنصارها يوم الاحد للتجمع هناك مساء يوم الاثنين.

وقال مسؤول في الشرطة لرويترز ان الحديقة اخليت بسبب وجود جماعات غير قانونية بالداخل كانت تخطط للاحتجاج.

وتشير بيانات رابطة الاطباء التركية إلى أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 7500 شخص آخرين بجروح في حملة الشرطة الشهر الماضي على الاحتجاجات.

وضغط مفوض حقوق الانسان في المجلس الأوروبي على تركيا يوم الاثنين للتحقيق في تقاير تقول ان الشرطة استخدمت القوة المفرطة لاحتواء الاحتجاجات ومعاقبة كل من يثبت انه مذنب.

وفي الأسبوع الماضي الغت محكمة تركية مشروع إعادة تطوير ميدان تقسيم بما في ذلك تشييد بناء على الطراز العثماني في المتنزه لكن مازال من حق سلطات الدولة الطعن بدعوى استئناف في الحكم.

واعتبر الحكم انتصارا للائتلاف المناهض للمشروع وصفعة لاردوغان الذي عارض بشدة الاحتجاجات وأعمال الشغب التي قال أن ارهابيين ولصوصا أشعلوها.

وقال اردوغان انه سينتظر انتهاء العملية القضائية قبل مواصلة خطط تقسيم الذي يعد واحد من المشاريع الضخمة العديدة لاسطنبول والتي تشتمل على مطار ضخم ومسجد كبير وقناة لتخفيف المرور في البسفور.

واذا جاء حكم اعلى محكمة ادارية في تركيا بعد ذلك في صالح التطوير عند الاستئناف فان اردوغان لا يزال متعهدا باجراء استفتاء في اسطنبول على خطط الحكومة. لكنه سيسقط المشروع اذا ما رفضته المحكمة.