خبر مصطفى إبراهيم يكتب : صمت القبور على عقاب غزة

الساعة 07:48 م|08 يوليو 2013

منيرة اخبرتني انها استطاعت مغادرة مصر و العودة الى غزة عبر الانفاق، وانها كانت مستعدة لدفع أي مبلغ مالي للعودة الى غزة، وقالت ان اوضاع مصر سيئة، وان حال الفلسطينيين المقيمين في مصر غير محتمل وصعب، ولم يسال عنهم احد، والسفارة الفلسطينية عاجزة ومقصرة عن تقديم أي معونة لهم خاصة المحتجزين والعالقين بسبب إغلاق معبر رفح في مطار القاهرة، و لا يعلم أحد عدد الفلسطينيين من اهل قطاع غزة المحتجزين في مطار القاهرة، او العالقين في مصر سواء في مدينة رفح او العريش ومدن مصرية اخرى، ويريدون العودة للقطاع بسبب اغلاق معبر رفح ولا يستطيعوا، فهم يعيشوا ايام صعبة من الخوف والقهر والظلم، وإنكار هويتهم الفلسطينية خوفا من الاعتداء عليهم او اعتقالهم في ظل التحريض الشديد ضدهم.

 

فالأيام تمر ثقيلة على الغزيين وتنتابهم الهواجس جراء استمرار اغلاق معبر رفح وسياسة العقاب الجماعي التي تفرض عليهم من قبل الدولة المصرية بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة في سيناء، ولا يعلمون متى سيعاد فتحه، فالأزمة مستمرة وتطل برأسها بين الوقت والآخر، لكن هذه المرة لا نعلم متى ستنتهي الازمة ومتى يفتح المعبر في ظل تبدل الحال بعزل الرئيس محمد مرسي، وما يتم تناقله عبر وسائل الاعلام المصرية من أن اغلاق معبر رفح هو انتقاما من حركة حماس وعلاقتها بجماعة الاخوان المسلمين، والاتهامات التي توجه لها بمشاركتها في ما يجري في مصر.

 

من حق مصر الحفاظ على مصالحها الوطنية واستقرار امنها القومي، واستتباب الامن في سيناء، والكل يعلم ان معبر رفح لا يشكل خطرا على المصريين، ولم يثبت يوما انه شكل خطر، فالخوف ان يكون اغلاق معبر رفح هو عقاب جماعي يدفع ثمنه الناس الذين هم بأمس الحاجة لهذا المنفذ الوحيد وشريان الحياة لهم على العالم الخارجي، وإغلاقه يؤثر بشكل كبير على الاوضاع الانسانية، ويعطل حياة الناس ومصالحهم واحتياجاهم.

 

ومع ذلك مازالت الدولة المصرية وأجهزتها الامنية العارفة بكل تفاصيل الناس وفصائلهم في قطاع غزة، تتعامل مع القطاع من ناحية امنية، وما لهذه العلاقة من ردود افعال سلبية وشعور الناس بالقهر والظلم الواقع عليهم جراء هذه السياسة المتبعة منذ نظام مبارك وامتدت الى عهد الرئيس السابق مرسي، وسياسة العقاب الجماعي التي تفرض عليهم مع كل ازمة تمر بها مصر.

التخفيف عن كاهل الناس العالقين في مصر ومطار القاهرة وعودة المعتمرين الغزيين العالقين في السعودية ولا يعلمون متى سيعودون الى القطاع، مطلب وطني وإنساني وحق من حقوق الانسان الاساسية وليس سياسي.

 

فخيبتنا ثقيلة بالقيادة الفلسطينية، ومؤسساتها خاصة وزارة الخارجية والسفير الفلسطيني الذي من الواضح انه لا يجرؤ على التخفيف عن أي فلسطيني يعاني في مصر، فقيادة المنظمة والفصائل بمجموعها عودتنا دائما على تتركنا وحيدين من دون ظهر ومن دون حتى الدفاع عن ما يجري بحقنا في أي مكان خاصة من اغلاق معبر رفح وحجز الفلسطينيين في المطار ومنعهم من دخول مصر، وأننا دائما ندفع الثمن ونصبح لقمة سائغة للطعن فينا وفي وطنيتنا وعروبتنا وقوميتنا وهويتنا الاسلامية، نتعرض للعقاب الجماعي والحجز في المطارات والمعابر وتهان كرامة الناس وتحجز حريتهم من تدخل أي من المسؤولين لرفع الظلم الواقع على الفلسطينيين.

 

فهذا الصمت المريب هو صمت القبور من القيادة الفلسطينية على استمرار العقاب الجماعي والمعاناة التي يعني منها اهل قطاع غزة، غير مبرر ويجب عدم الاستمرار به وكأنها راضية عن ما يحدث من عقاب جماعي للفلسطينيين، ندرك الوضع الامني والأحداث المتسارعة في مصر، فهي لم تتابع أي من كل تلك الاتهامات ضد الفلسطينيين، ولم تتعب نفسها للبحث فيها مع ان أي من تلك الاتهامات لم تثبت.

 

مطلوب من القيادة التحرك بسرعة لإنقاذ الناس وتغليب المصلحة الوطنية من اجل فلسطين وعدم توجيه اتهامات لأي طرف والتساوق مع التحريض والاتهامات من بعض الكارهين لنا والمحرضين ضدنا من دون اثباتات وأدلة.