خبر ساحات الأقصى تستنفر استعداداً لاستقبال شهر الخير

الساعة 04:16 م|08 يوليو 2013

وكالات

رغم الغيمة الإسرائيلية السوداء التي تظلل مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنها لا تستطع منع الفرح باستقبال شهر الخير، فاقتحامات المستوطنين وعربدة الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك لا يمكن أن تقف عائقا أمام جموع المصلين الذين ينتظرون حلول رمضان بفارغ الصبر كي يقضوه في رحاب هذا المكان.

ورغم منع أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من دخول القدس للصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إلا أن المسجد يتزين فرحا باستقبال من استطاع الوصول إليه والصلاة فيه.

على قدم وساق


وتتنوع استعدادات المقدسيين باستقبال الشهر الكريم في المسجد الأقصى، فمنهم من يعدون لتنظيم الدروس والخطب الدينية وحلقات العلم، ومنهم من يسعون لخدمة المصلين والتخفيف عنهم في ظل اشتداد حرارة الجو.

ويقول مدير مؤسسة عمارة الأقصى حكمت نعامنة: إن مؤسسته "تعمل على قدم وساق لاستقبال شهر رمضان في باحات المسجد الأقصى، حيث يجري الاستعداد لتكثيف حلقات العلم والدروس الدينية للرجال والنساء، وكذلك الاهتمام بالأطفال عبر تنظيم حلقات لحفظ القرآن الكريم وتكثيف ذلك في الشهر الفضيل".

وأكد نعامنة لـ"فلسطين" أن العمل جار لتنظيم مسابقات رمضانية في باحات الأقصى مع جوائز فورية من أجل تعزيز الترابط بين المسجد والمصلين وتعريفهم أكثر بأركانه ومصلياته، إضافة إلى تنظيم الاعتكاف في المسجد ليالي الجمعة من كل أسبوع وفي العشر الأواخر من رمضان.

وأضاف: "نحن نقوم بفعاليات خارج المسجد الأقصى ولكنها كلها تهدف إلى شد الرحال إليه مثل عمل إعلانات وتنظيم دعوات للمشاركة في المسابقات الرمضانية ومصاطب العلم فيه كي نحفز جمهورنا الفلسطيني على التواجد في الأقصى يومياً خلال رمضان".

بدورها، أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بأنها أنهت استعداداتها لاستقبال الشهر الفضيل في رحاب المسجد، حيث أعدت مشروع "إفطار الصائم" في باحات الأقصى عبر تقديم أكثر من 80 ألف وجبة إفطار وسحور طيلة أيام شهر الخير إضافة إلى تجهيز أكثر من 110 آلاف عبوة مياه وثلاثة أطنان من التمور.

وأوضحت في بيان لها وصلت نسخة عنه لـ"فلسطين" أنها تسعى للمساهمة في عمليات التنظيف وحفظ النظام العام وتكثيف تغطيتها الإعلامية لأيام رمضان في الأقصى من خلال الأخبار والتقارير الصحفية.

خطر داهم


وبالتزامن مع استعدادات الفلسطينيين لإحياء الشهر الفضيل في مسجدهم يستعد المستوطنون لتكثيف اقتحاماتهم له في محاولة للتنغيص على أجواء المقدسيين الروحانية.

وقال منسق مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا لـ"فلسطين": إنه "من المتوقع أن تقوم الجمعيات الاستيطانية بالدعوة لاقتحام الأقصى خلال رمضان في محاولة لتثبيط المصلين والتضييق عليهم كما حدث في رمضان العام الماضي".

وأكد أبو عطا بأن شد الرحال إلى الأقصى سيكون مشروعاً ضخماً سيرت له مؤسسة البيارق أكثر من 1700 حافلة من كافة الأراضي المحتلة عام 1948، مبيناً أن الاقتحامات سيتم التصدي لها بالتواجد المكثف للمصلين طيلة أيام الشهر الفضيل.

وأوضح أن الاحتلال لا يوفر جهدا في التضييق على عمل المؤسسات الإسلامية المعنية بشؤون المسجد الأقصى، حيث يقوم بترهيب طلبة العلم يوميا ويصعد تهديداته بحقهم ويحتجز هوياتهم كي يكسر عزائمهم في عدم التواجد بالأقصى في رمضان.

وأضاف: "نتعرض في رمضان عادة إلى التضييق من شرطة الاحتلال عبر منعنا من التصوير أو إدخال الآلات وتأخير الافطارات وحتى منعنا من زيادة عدد المراحيض لتكفي حاجة المصلين، والكثير من الأمور التي يتم التضييق بها علينا ولكننا مصممون على البقاء في المسجد".

نفحات شهر الخير تتوارد تباعا لتضيء محراب الأقصى ومصلياته وصخرته المشرفة، ولا شك أن محاولات الاحتلال لإبعاد رواده عنه تفشل في كل مرة بل تزيد أعدادهم محفوفين بالشوق إليه والصلاة فيه.