خبر الموافقة على انشاء حديقة وطنية وراء الخط الاخضر -هآرتس

الساعة 08:42 ص|08 يوليو 2013

بقلم: نير حسون

 (المضمون: يزعم سكان قرية الولجة جنوبي القدس ان مصدر عيشهم مُعرض للخطر لأن جدار الفصل الذي يُقام في المنطقة قد يحول بينهم وبين اراضيهم الزراعية - المصدر).

        وافقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس على انشاء حديقة وطنية جديدة جنوبي المدينة، تمتد في جملة ما تمتد فيه في اراضي قرية الولجة وتماس حدودها جدار الفصل الذي يحول بين سكان القرية واراضيهم. إن الحديقة التي ستدعى "متنزه رفائيم"، ستمتد فوق 5700 دونم عند المخرج الجنوبي من القدس وتشتمل على منشآت استجمام ورياضة ومسارات نزهات ودراجات هوائية وتندمج في المتنزه البلدي الكبير الذي سيحيط بالقدس من جهاتها الثلاث. وقد اشتملت الخطة الأصلية ايضا على انشاء مكان رماية في المكان، لكن اللجنة اللوائية أبطلت هذا القسم. يقع نصف الحديقة التي ستمتد على جانبي غدير رفائيم وراء الخط الاخضر، وتقول التقديرات إن نحوا من 1200 دونم من مساحتها هي اراضي زراعية لسكان الولجة. إن الموافقة على الحديقة صدت انشاء مستوطنة كبيرة خُطط لها في المنطقة اسمها "جفعات ياعيل".

        إن أكثر الاراضي الصخرية لقرية الولجة تقع في داخل مساحة القرية، والاراضي الصخرية القديمة التي يفلحها السكان هي أحد الاسباب المهمة لاعلان ان المنطقة حديقة وطنية، وقد وقعت أضرار شديدة بهذه الاراضي الصخرية في السنوات الاخيرة بسبب الاعمال لانشاء الجدار وشق شارع أمني جديد.

        يدعي السكان ان الاراضي الصخرية ومنظر القرية الطبيعي مُعرضان لخطر بسبب جدار الفصل الذي يُبنى في هذه الايام، وقد يفصل القرية عن اراضيها. وعلى أثر معارضة السكان للخطة قضت اللجنة اللوائية بأن أحد أهداف الحديقة الوطنية هو "الحفاظ على منظر طبيعي ثقافي عضوي وعلى مناظر التراث والزراعة التقليدية والاراضي الصخرية الزراعية". وقالت ايضا إن هناك هدفا آخر للخطة وهو "تشجيع الزراعة التقليدية التي تتم فيها ويشمل ذلك اراضي الحديقة الوطنية"، وأنه "ستُصحح أهداف الخطة بحيث يتم التوضيح بأن المتنزه سيخدم الجمهور عامة. لأن من الواضح ان الحديث عن انشاء متنزه لصالح الجمهور بعامة لا لصالح الدولة بصفتها كيانا سياسيا". وتشمل الخطة تعليمات لمنع أضرار بالاراضي الصخرية وبالزراعة قد يُسببها المتنزهون. ويزعم مؤيدوها ان الحديقة الوطنية لن تضر بسكان الولجة بل ستحمي حقهم في الاستمرار في فلاحة اراضيهم.

        مع ذلك سيضطر سكان الولجة الى الاكتفاء بالاراضي الصخرية وزراعة رعي، ولن يمكنهم انشاء مبان زراعية أو زراعة صناعية. ومع إتمام الجدار ستبقى أصلا كل اراضي الحديقة الوطنية وراء الجدار وستكون فلاحتها متعلقة بتمكين السكان من المرور من "الأبواب الزراعية" التي ستقام في الجدار.

        وتشمل الخطة ايضا منع السكن في داخل المتنزه وهو ما يعني اجلاء عائلتين تسكنان ارض الحديقة في كهوف وأكواخ صفيحية. وفي اماكن اخرى في المناطق أُعلن انشاء حدائق وطنية فيها، يعاني السكان من رقابة مضاعفة من الادارة المدنية ومن سلطة الطبيعة والحدائق ويتحدثون عن صعوبات كثيرة. إن سكان الولجة شديدو القلق من الاعلان.

        أخذ ينشأ في السنوات الاخيرة الجدار الذي سيحيط بالقرية الصغيرة من جميع جهاتها ويُبقي منفذا واحدا وحيدا نحو بيت جالا. وقد بُني الجدار على هذا النحو كي يفصل القرية عن مستوطنة هار غيلا. "لا يدعوننا نحيا في هدوء"، قال احمد برغوث وهو أحد سكان القرية يُشمل نحو من 40 دونم من اراضيه ومقبرة عائلية صغيرة دُفن فيها والداه في الحديقة الوطنية الجديدة، "تريد الحكومة ان تحيطنا بجدار. فكان الجدار أولا والحديقة الآن وسينشئون هناك مستوطنة في نهاية الامر".

        يزعمون في جمعية "عير عاميم" ان خطة الحديقة الوطنية تكشف عن الطابع الحقيقي لجدار الفصل. "حُدد مسار جدار الفصل كي يمكن انشاء الحديقة الوطنية لأنه كان يمكن إمرار الجدار على الخط الاخضر وتمكين السكان من الاستمرار في الوصول الى اراضيهم"، قال محقق الجمعية أفيف تتريسكي، "لكن المعنى في واقع الامر هو أخذ الاراضي من سكان الولجة ونقلها الى الاسرائيليين الذين سيأتون للتنزه هناك. إن تغيير طبيعة المنطقة من اراض زراعية لفلسطينيين الى موقع استجمام اسرائيلي يندمج في خطط لانشاء تواصل جغرافي بين المدينة والمستوطنات التي حولها".

        قال نائب رئيس بلدية القدس والمسؤول عن ملف التخطيط والبناء، كوبي كحلون، الذي كان مشاركا كثيرا في دفع الخطة الى الأمام إن دعاوى السكان لا أساس لها. "لا تُغير الخطة الوضع في الاراضي الموجودة بل هي تجمد الوضع"، قال. "ولهذا فان كل زعم كهذا هو زعم غير صادق وينبغي رفضه رفضا باتا. كل ما نريده هو الحفاظ على قيم الطبيعة والاستعمالات القديمة من اجل سكان القدس وما حولها".