خبر إخوة في الضيق- يديعوت

الساعة 08:38 ص|08 يوليو 2013

بقلم: افرايم سنيه

        (المضمون: تقوم استراتيجية اسرائيل على تسوية الامور على نحو ما مع الجهات المتطرفة في الشرق الاوسط وفي مقدمتها الحركات الاسلامية المتطرفة وعلى عدم مد يد التعاون والتفاهم الى الجهات المعتدلة كي لا تدفع ثمن ذلك وهو التفاهم على حل الصراع مع الفلسطينيين - المصدر).

        ليست "مؤامرة صهيونية" ولا مؤامرة منظمات استخبارات اجنبية هي التي أفضت الى سقوط حكم الاخوان المسلمين بل الشعب المصري بجموعه. إن الاسلام المتطرف السياسي الذي حركة الاخوان المسلمين هي المنظمة الرئيسة التي تمثله ليس مهيأ لحكم ديمقراطي، فهو لا يعرف تقاسم السلطة ولا يريد تقاسم السلطة بل يريد حكما مطلقا. وقد كُشف عن الأساس الاستبدادي وسلوكه السياسي عاجلا كما في مصر أو آجلا كما في تركيا. وغزة تحت حكم حماس ايضا هي مثال على ذلك. فالديمقراطية والاسلام السياسي المتطرف لا يمكن ان يسكنا تحت قبة واحدة.

        إن موجة السيطرة الاسلامية التي أغرقت العالم العربي تم وقفها. وسقوط الاخوان المسلمين في أكبر الدول العربية علامة واضحة على ذلك. لا يعني ذلك ان هذه الموجة قد زالت. فان جزءا كبيرا من المعارضة في سوريا على الأقل معدود من الاخوان المسلمين بل من منظمات أكثر تطرفا منهم لها صلة بالقاعدة. لكن في ميدان التحرير تم وقف الزخم الذي كان يبدو أن لا شيء سيقف في طريقه.

        إن شعار "الاسلام هو الحل"، الذي لوحت به الحركات الاسلامية على اختلافها قد فشل، فلا يستطيع الاسلام باعتباره عقيدة دينية ان يحل المشكلات الاجتماعية الأساسية للعالمين العربي والاسلامي. فقد فشلت الثورة الاسلامية في ايران وكذلك حكم الاخوان المسلمين لمصر مدة سنة. وفي تركيا ايضا حيث أفضى الحكم الاسلامي الى نماء اقتصادي، أفضى الاستبداد والقهر الديني الى موجة احتجاج عظيمة في الشهر الماضي. لقد بدأ تهاوي حكم اردوغان.

        في العالم العربي قوة جماهيرية كبيرة من الباحثين عن الديمقراطية والتقدم تحاول التغلب على كونها غير منظمة وغير ذات تجربة. ولم تقل هذه القوة الى الآن كلمتها الأخيرة.

        الى هذه الدروس والعبر يوجد لسقوط مرسي تأثيرات اقليمية اخرى. فقد قوي الملك عبد الله في الاردن ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن نتيجة فشل الاخوان المسلمين في مصر. وخسرت المعارضة لهما ركيزة عظيمة الأهمية، فلم تعد جزءا من قوة لا تُقهر.

        ينبغي ان نأمل ان تكون الادارة الامريكية التي اتكلت على حكم مرسي وكانت لها علاقات وثيقة كما يبدو ايضا بالاخوان المسلمين في الاردن، قد تنبهت من الوهم الساذج الذي يرى ان الاسلاميين قد يصبحون حليفا ديمقراطيا. فاذا ساعدت الادارة الامريكية في نهاية الامر المعارضة السورية مساعدة حقيقية فيجب عليها ان تفحص جيدا أنها لا تساعد مرسي سورياً أو اسوأ من ذلك لا تساعد منظمات سلفية.

        إن الاحداث في مصر تقدم لاسرائيل ايضا مادة للتفكير. إن استراتيجية حكومة اسرائيل الحقيقية وإن يكن قليلون فقط من متحدثيها سيقولون هذا بصراحة، لا تؤيد مد يد لمعسكر الديمقراطية والتقدم في العالم العربي، وترى هذه الاستراتيجية انه يجب "تسوية الامور" مع المتطرفين وعدم مساعدة المعتدلين. فالفكرة هي إحداث توازن ردع مع الجهات المتطرفة يقوم على تفوق اسرائيل العسكري واحراز فترات هدوء أمني قصيرة بواسطته كما هي الحال مع حزب الله في لبنان ومع حماس في غزة. وليس غريبا ان امتنعت اسرائيل عن اسقاط حكم حماس بل إنها أوحت علنا بتسليم بوجوده. وقد قوّت الحكومة حماس بصفقة شليط على حساب أبو مازن على عمد.

        يوجد ثمن لصلة استراتيجية اقليمية بأعداء الاسلام المتطرف من القاهرة الى أبو ظبي. والثمن هو التوصل الى حل الصراع مع الفلسطينيين بتقسيم الارض، والحكومة غير مستعدة لدفع هذا الثمن. ولذلك لن تستطيع اسرائيل ان تستخرج الطاقة الايجابية العظيمة من سقوط الاخوان المسلمين في مصر.