خبر الرئيس الايراني الجديد يعد الشباب إلغاء القيود على الانترنت وحرية الرأي والتعبير

الساعة 06:12 م|05 يوليو 2013

وكالات

تناول الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني في حوار مع مجلة "جلجراغ" الشبابية الصادرة في طهران قضايا عديدة منها رؤيته بشأن الحريات المدنية وإلغاء القيود على الانترنت وحرية الرأي والتعبير.

واعتبر روحاني أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ظاهرة مفيدة، في حين عارض الرئيس الإيراني الجديد الفصل بين الجنسين في المجتمع، قائلا انه سيعمل على تخفيف الإجراءات الرقابية، واصفاً سياسة فرض القيود على الشبكة العنكبوتية بأنها غير مجدية.

وتابع رئيس إيران المنتخب إنه "في زمن الثورة الرقمية، لا يتمكن أحد ان يحكم في عزلة عن العالم". وأضاف أنه يعارض حظر وتجميع الصحون اللاقطة الموجودة على سطوح المباني في أرجاء البلاد.

ووعد روحاني بأنه سيعيد مسار السياسة الإيرانية إلى الاعتدال وذلك بعد فترة رئاسة أحمدي نجاد التي دامت لمدة ثماني سنوات.

وأردف: "يخضع الطابع الجمهوري للنظام اليوم لهيمنة تفسير معين من خصوصيته الإسلامية، إذ يتم التأكيد على بعض النصوص الدستورية في حين يجري إهمال قسم آخر منها، ما أدى إلى نوع من عدم التوازن في الأمور. وفيما يتم تجاهل الحقوق والحريات المدنية، يجري التشديد على إيفاء حق الحكام. ولكن فرض القيود على الشعب وعدم وجود أجواء للنقد يؤديان إلى هيمنة الاختناق وعدم الكفاءة في الأمور".

ولفت روحاني إلى فرض القيود على الانترنت، معتبرا أن بعض الإجراءات الحكومية الرقابية على الانترنت لم تتم بحسن نية وشابتها دوافع سياسية وقال: "هم (المتشددون) يخشون الحرية المتداولة في الشبكة العنكبوتية، ويحاولون تشديد القيود على تبادل المعلومات". معتبرا "إن هذه القيود المفروضة على الانترنت لن تتمكن من إيقاف تدفق المعلومات". وتساءل روحاني: "هل حقق المدافعون عن سياسة تقييد الوصول الى مواقع الانترنت، ما كانوا يصبون إليه وهو إيقاف تدفق المعلومات؟ وفيما لم تتمكن فلترة المواقع الالكترونية من الحؤول دون الدخول إلى المواقع الإباحية، بل وأسفرت عن تزايد عدم الثقة بين الشعب والحكومة".

وبينما حظرت الحكومة مئات الآلاف من المواقع الالكترونية منها الفيس بوك وتويتر، فان الملايين من الإيرانيين يستخدمون هذه المواقع عن طريق المواقع الواسطة (البروكسي).

وسجلت حملة روحاني الانتخابية نشاطا متزايدا في موقعي الفيس بوك وتويتر قبيل الانتخابات الرئاسية. ويرى روحاني أن "الفضاء الالكتروني هو أداة قد تكون فرصة أو مصدر تهديد. كما اعتبر أية الله هاشمي رفسنجاني مرة أن شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ظاهرة مباركة". وقال روحاني إنه يؤيد هذا الكلام.

ولاحظ مستخدمو الانترنت في إيران أن الإجراءات الرقابية على المواقع الالكترونية قد جرى تخفيفها بعد فوز روحاني بكرسي الرئاسة الإيرانية. كما وعد روحاني بتخفيف وطأة الرقابة على الأعمال الثقافية والفنية. وقال ان الحكومة ستعمل على توفير الأمن للفنانين والوجوه الثقافية بدلا من التدخل في شؤونهم. ويرى الرئيس الجديد أنه "لا يجدر بنا زيادة الخطوط الحمر، ينبغي علينا أن نظهر للجميع أن فرض القيود والرقابة ليس هدفنا".

وحول الحجاب الاسلامي المفروض على الايرانيات والذي عبرت الملايين منهن عن استيائهن من فرضه عليهن قال روحاني انه يعارض التشدد بشأن الملابس النسائية لكنه لم يتحدث عن عدم فرضه في المستقبل.

وتنزل شرطة الاخلاق عادة خلال الصيف الى الشوارع في المدن الايرانية لمواجهة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب الجيد وفقا لوصف الحكومة الايرانية. وقال روحاني في هذا المجال: "اني اعارض هذه الاعمال قطعا" مضيفا ان "النساء اللواتي لم يرتدين الحجاب لسن بالضروة نساء بلا قيم".

وفي الحقيقة لا وجود لمثل هذه النساء – اللواتي لم يرتدين الحجاب - في ايران الا داخل البيوت.

واضاف: "اذا لم تراع المرأة او الرجل قوانينا بشأن ارتداء الملابس المحتشمة فلا يجب التشكيك في قيمهما.. فبرأيي ان العديد من النساء اللواتي لم يراعين قانون الحجاب في المجتمع الايراني هن نساء قيمات ووجيهات، وعلينا ان نؤكد على القيم".

وقال الرئيس الايراني المنتخب في حواره انه يعارض الفصل الجنسي في المجتمع الايراني بما فيه في الجامعات، منتقدا الساسة الذين يعارضون حضور النساء في الملاعب الرياضية كمشاهدات ومشجعات.

وبشأن القنوات التلفزيونية الحكومية ( وهي الوحيدة المسموح بها حيث لاتوجد قنوات خاصة) قال روحاني: "العديد من شبابنا يهمل التلفزيون الرسمي الحكومي لانهم لم يشاهدوا فيه الصدق والاخلاق والعدالة. عندما يعرض التلفزيون الرسمي ميلاد جرو "باندا" في حديقة للحيوانات في الصين ولا يعرض احتجاجات العمال الذين لم يستلموا رواتبهم لمدة 6 اشهر في ايران، فمن البديهي ان يهمله الشباب والناس. فالحل يكمن في حرية التعبير. فاذا غطت يوما ما قنواتنا الرسمية الاخبار اكثر من قنوات اجنبية مثل بي بي سي، فستتصالح معه الناس انذاك".

وانتقد روحاني مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية الرسمية في اول كلمة له بعد فوزه في الانتخابات قائلا: "ان الدولة التي تأخذ شرعيتها من شعبها لا يجب ان تخشى وسائل الاعلام الحرة".

كما اكد روحاني: "فقدان العدالة هو فقدان العدالة.. فمن المعايير المزدوجة ان نصف شيئا في دولة غير صديقة بانه فاقد للعدالة ولا نصف نفس الشيء في دولة صديقة بفقدان العدالة.. حقوق الانسان في كل العالم شيء واحد".