خبر إسقاط مرسي جيد لليهود وللآخرين اسرائيل اليوم

الساعة 09:23 ص|05 يوليو 2013


إسقاط مرسي جيد لليهود وللآخرين

ايضا في الشرق الاوسط

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: إن سقوط نظام الاخوان المسلمين في مصر جيد لاسرائيل ولكل من يعتمد عليها في الشرق الاوسط - المصدر).

إن "الله أكبر" هو شعار هجوم ناجع في كل ميدان قتال في الأصل العربي وفي لغات اخرى ايضا. بيد أن الله في كل دين ليس مؤسسة التأمين الوطني ولا صندوق المرضى. فهو لا يُقدم الخبز والدواء. وقد عرف نحو من 90 مليون مصري ذلك في خلال سنة كاملة واحدة من تموز الى تموز.

نحّى الاخوان المسلمون حسني مبارك، لكنهم تولوا الحكم بلا خطة اقتصادية واجتماعية بديلة. وتوكلوا على الله مثل كل جهة دينية متطرفة اخرى، بيد انه لم ينزل من السماء بالمن والسلوى. لم يُقدم مبارك للمصري العادي السلعة ولم يقدمها له ايضا محمد مرسي، بل إنه أضاف لبنة خيبة أمل اخرى.

إن اسرائيل التي لا تتدخل فيما يجري الآن في ميدان التحرير، بحذر ذكي، تعلمت كيف تُدبر الامور مع ادارة مرسي. قطع كل صلة بها لكن الجهاز الامني لم يتعاون فقط بل حتى عزز التعاون. وقد حاربت مصر تحت قيادة الاخوان المسلمين المنظمات الارهابية التي نجمت في سيناء وكافحت اعمال التهريب الى قطاع غزة بصورة أفضل من نظام مبارك.

ولم يلاحظ ايضا توجه الاخوان المسلمين الى تدبير مواجهة عسكرية مع اسرائيل من النوع الذي قام به جمال عبد الناصر في 1967 وانتهى الى حرب الايام الستة. بالعكس حينما اضطر الجيش الاسرائيلي الى الخروج في عملية "عمود السحاب" التي كانت أنجح من سابقتها وبحثت حماس عن هدنة في غضون ثلاثة ايام – فضلت اسرائيل تجاهلها وانتظرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان تأتي الى المنطقة وتقطف الثمار.

وفي تلك الايام اجتمع قادة الاخوان المسلمين في مصر في غضب على حماس التي تورطهم في مواجهة عسكرية مع اسرائيل. وقيل في واحد من اجتماعات القيادة العليا الحاكمة إن الذيل (حماس) يهز الكلب (مصر)، وأُثيرت هناك قضية هل الجيش قادر على محاربة اسرائيل وأجابوا بـ "لا".

سادت في الحقيقة قطيعة سياسية بين اسرائيل ومصر، بيد ان الحكومتين تعلمتا كيف تعيشان في جوار معقول. ومع كل ذلك لا يوجد سبب طيب لتذرف اسرائيل دمعة على مصير مرسي السيء. إن تعلقه بالمساعدة الامريكية ضاءل قدرته على المداورة الدولية، لكنه كان عاملا مركزيا في صورة الوضع القاتمة التي أخذت تُرسم في المنطقة وهددت الدول المعتدلة واسرائيل ايضا آخر الامر. كيّفت نظم حكم معتدلة كالعائلتين المالكتين في السعودية والاردن على مر السنين أنفسها مع التهديد الذي أخذ يزداد من قبل نظم حكم شيعية أو من يخضعون لتأثيرها. كان المركز في ايران وأُرسلت التوابع الى سوريا وحزب الله. بيد أن أحداث الربيع العربي أضافت قدرا من القلق آخر بجعلها دول شمال افريقيا نظم حكم متآمرة متطرفة بتأثير سني، وكانت مصر هي المركزية بينها. وكان قطاع غزة مثل الحصن الخارجي الذي عمل لها. وظهر التهديد احيانا على صورة تنظيم القاعدة وأشباهه.

إن اسقاط الاخوان المسلمين في مصر جيد اذا لاسرائيل ولكل من يعتمد عليها في الشرق الاوسط. لا لأن مصر خُلصت الى أجل غير معلوم من الجبهة التي تعرض الشرق الاوسط للخطر فقط بل لأن تأثير الدومينو الذي عمل في تعزيز التوجه المتطرف يتجدد الآن لكن باتجاه عكسي.

يجب منذ هذا الصباح أن نردد على ألسننا أسماء جديدة. سيرأس عدلي منصور الحكم. وسيكون الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو الرجل القوي. وبعد ذلك ستجري انتخابات ويأتي مرسي مع اسم آخر ويخرج الجماهير مرة اخرى الى ميدان التحرير وهكذا دواليك. لا لأنهم أناس أخيار أو أشرار بل لأن نظاما متطرفا يصد السياح ويشوش على ايراداته هو نفسه من الغاز الطبيعي وينتظر وجبة طعام من الله لا يستطيع ان يجد حلا لمشكلات مصر الاقتصادية.