خبر القطاع على أثر مصر- هآرتس

الساعة 08:43 ص|04 يوليو 2013

بقلم: موشيه العاد

تجلس بروفيسورة السياسة العامة كونداليزا رايس في مكتبها الفخم في جامعة ستانفورد الفخمة وتحك يديها بعضهما ببعض في متعة ظاهرة. "لقد قلت لكم"، تقول لقليلي الايمان الذين كانوا يصاحبونها في رحلاتها إذ كانت وزيرة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط. "قلت لكم إن عصر القوة قد اختفى والحاصل العام لقيوده أكبر من كل زعيم قوي كان دكتاتورا أو شيخ الاخوان المسلمين أو زعيم ارهاب كما في حماس".

كانت رايس مصممة على تحقيق التحول الديمقراطي في العراق وافغانستان بل في المناطق، وفي اثناء ذلك دعت الى انتخابات حرة بمشاركة حماس. وفي جولة محادثاتها في منطقتنا في سنة 2005 وحدّت رايس حتى بين اريئيل شارون وأبو مازن الذي عارض هذه الانتخابات في المناطق بشدة. "ستهزمنا حماس وستضطرونا الى العمل مع خالد مشعل"، هدد أبو مازن. "نستطيع أن نكتب قصيدة رثاء لمسيرة السلام"، اشتكى شارون في حضرتها.

آمنت وزيرة الخارجية آنذاك بشرق اوسط جديد لا مثل الذي آمن به شمعون بيرس بل هو مختلف. وقد تمسكت بتوجه يوجب على أزعر القرية ان يدخل اللعبة الديمقراطية. "إما أن يُطيع القواعد وإما أن ينزل للعمل السري"، تنبأت رايس. وبسطت أمام الزعيمين الخصمين نظريتها فقالت: "لا شك في اننا سنضطر في الأمد القريب الى مُدافعة ازمات غير قليلة بل سيُحتاج الى عمليات مضادة قاسية"، حذرت، "لكن يجدر التعلم من التاريخ. لأنه حينما يستقر حكم حماس في القطاع ستستوعب مقدار مسؤوليتها وتتصرف كالمتوقع من ادارة منظمة".

ينبغي ان نعترف ان حماس تُدير في الثمانية أشهر الاخيرة سياسة مسؤولة وموزونة ومنضبطة. وتفي المنظمة منذ انتهت عملية "عمود السحاب" بالتزاماتها لمصر واسرائيل فهي لا تطلق قذائف صاروخية، بل إنها بخلاف ما كان في الهدنات السابقة لا تعمل في مواجهة قوات الجيش الاسرائيلي. وكفت ايضا خلافا لجميع التكهنات عن تهريب سلاح وذخيرة من سيناء الى القطاع.

تساعد دولة اسرائيل في واقع الامر ادارة حماس على إقرار الوضع، فزادت مقدار السلع الى القطاع ومنها منتوجات كانت ممنوعة في الماضي مثل الاسمنت والحديد. ووسعت مجال الابحار لصيادي غزة ومنحت عدة تسهيلات اخرى في القطاع ترمي الى زيادة التطبيع. هناك من سيقولون ان ادارة حماس في غزة قد ردعها الجيش الاسرائيلي في واقع الامر منذ تشرين الثاني الأخير. وسيُفسر آخرون سلوكها بقلة الاوكسجين الاقتصادي وأموال الدعم الايراني التي اختفت وأموال دعم دول الخليج التي قلّت. ويندد معارضو المنظمة والجهاد الاسلامي والسلفيون بها لأنها جعلت كلمة المقاومة عقيمة، وهم يُسمون خالد مشعل واسماعيل هنية "مقاولي التنفيذ لاسرائيل". وحاولت هاتان المنظمتان في الآونة الاخيرة تصعيد الوضع في القطاع باطلاق الصواريخ على اسرائيل وحظيتا بمعاملة شديدة من "مقاول التنفيذ" على نحو لم يُرَ هناك قبل ذلك.

إن التطورات في مصر وهي إشبينة حماس القديمة – الجديدة يجب ان تكون باعثا على تغيير في القطاع. بيد ان عدم وجود صوت الجمهور في القطاع هادر هنا، فهذا الذي جرب آخر الامر قليلا من الهدوء والسكينة والذي يتمتع ببدء نمو ويبتسم لمحاولات جعل الحياة طبيعية يرى انه توجد ايضا امكانات اخرى عدا "مقاومة" تفضي الى النار والدخان.

ينبغي أن يتعلم سكان القطاع من جيرانهم في الربيع العربي وان يخرجوا الى الشوارع طالبين من حماس هدوءاً آخر ونماءاً آخر وقدرا أكبر من الحرية. هل يبحثون عن شعار للمسيرة؟ "يا مشعل ويا هنية نريد الحرية".