بالصور أشبه بالقبر.. عائلة تسكن بمنزل بمشاركة الجرذان والحشرات !

الساعة 11:18 ص|03 يوليو 2013

غزة

ممر ضيق لا تكاد تستطيع المرور به.. أكياس القمامة متناثرة.. رائحة كريهة منبعثة من مواسير المجاري الملاصقة لجدران البيوت.. أزقته  فجاءتني لوجودها بأحد الشوارع الرئيسية بغزة ..ولكن مالفت نظري أكثر ذلك المنزل المتواجد في آخر الزقاق..فهو أشبه "بالمقبرة"  ..

أطفال موزعون في أزقة ذلك المنزل .. لم يسعني دخوله من شدة ضيقه ..وصوت لهلو الأطفال مما دفعي للصراخ حتى استطيع الوصول لرب ذلك المنزل ...خرج الحاج ابو عبد الله ابن الخمسين عاما بملابس بالية..فحاول لملمة نفسه من شدة خجله لكثرة الأطفال في المنزل وهم من الأبناء سبعة وعدم قدرته على استقبالي في البداية حتى يتسنى له توزيع أطفاله ويسمح لي بالدخل في منزله ذو مساحة ال76 متر ...

استطعت الدخول أخيراً ...فوجودت ما هو أصعب على نفسي جدران المنزل متآكلة غرفتين مسقوفتين بـ"الزينكو" المتهالك ...الأطفال يجلسون على بعضهم البعض لتوسعة المكان والحزن مخيم على ملامح وجوههم... في وسط  المنزل ثلاجة ولكنها خاوية لا تجد فيها شيء الا زجاجة المياه في الغرفة الأخرى حمام ومطبخ أشبه بالمغارة.

معاناة لا توصف

عائلة أوجعها الفقر منعتها عزة نفسها من مد اليد وهو في امس الحاجة للمساعدة , فمعيلها لا يقوى إلا على العمل البسيط  بسبب أزمة مرضية يعاني منها منذ عدة سنوات في القلب .. فأصبح الأطفال يشتهون كسرة الخبز ولا يجدونها.

فيقول الحاج الخمسيني ويحاول ان يخفي عينيه من شدة الحزن على نفسه لــ "فلسطين اليوم" "الألم يزداد في قلبي لسوء الحال نحن نعيش ظروف صعبة للغاية ولا يقبل احد ان يعيش في هذا البيت حتى الحيوانات فهو كـ الجحيم " ويمضي بالقول: "البيئة التي نعيش فيها غير صحية فالجرذان والفئران تملأ المنزل من كثرة البعوض ومن تطاير الحشرات باستمرار فيه حتى إننا لا نملك مروحة تخفف عنا حر هذا الصيف".

المنزل قبر

لم تتوقف المعاناة عند هذا الحد ...فيتابع" ابو عبدالله "نعيش في بيت ضيق لا تتجاوز مساحته 76 متراً وطلب منا أبو عبد الله أن نلقي نظرة عامة على جميع زوايا البيت، فأجاب قائلاً: هل تصدق أنه بيت، فهو عبارة عن غرفتين مسقوفتين بـ"الزينكو" المتهالك وأنه لا يصلح للعيش الكريم.

ويوضح ان منزله يتحول في فصل الصيف إلى مقبرة من شدة الحرارة وفي الشتاء لا يختلف كثيراً حيث يصبح بركة من المياه فهو لا يصلح إلا للدواب أن يعيشوا فيه على حد قوله، ويقول: المصيبة أن المجتمع يعتقد أننا نسكن ببيت".

المصدر الوحيد

ويضيف ابو عبدالله والحيرة تملأ عيوني" لا يوجد لي سوى مصدر دخل واحد وزارة الشئون الاجتماعية وأحصل من خلالها على مساعدة تبلغ قيمتها 500 شيكل كل شهر وهذا المبلغ لا يكفي شيئا فلديّ من الأبناء في الجامعة والمدراس إضافة الى دفع فاتورة الكهرباء والمياه واذا لم يتم دفعه سيتم قطعها من قبل شركة الكهرباء وبعض المساعدات البسيطة التي تحصل عليها الأسرة من أهل الخير.

تقصير المسئولين

ويوصل أبو عبد الله حديثه قائلاً لــ "فلسطين اليوم" أعيش ظروفا صعبة جداً ولم يفكر أحد من المسئولين للأسف في زيارته أو مجرد الاطلاع على مأساتي , متمنياً من الحكومة أن تطلع على معاناة أسرته وتوفير فرصة عمل له حتى يتمكن من إعانة أفراد أسرته الفقيرة وناشد الجمعيات الخيرية والمؤسسات في النظر الى معاناة عائلته والعمل على إعادة ترميم منزله المتهالك الذي يفتقر الى أدنى مقومات الحياة الإنسانية.

او يجد من يُسكنها بيتاً يؤويها وابنائه بكرامة الإنسان، فيقول: هذا حالنا فالله معنا ولا ينسانا أبدا لأنه قال:" ورزقكم في السماء وما توعدون"

رمضان

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك تقول الحاجة ام عبدالله والألم يسكن قلبها رحلة العذاب تبدأ عند اقتراب رمضان  حيث معاناة هذا الشهر لا يذوقها إلا من عرفها فهي أصعب أيام تمر علينا في العام ....توقفت الأم فجأةً ثم استأنفت حديثها والدموع تسيل على خديها نشتهي أن تكون السفرة في رمضان ممتلئة عند الإفطار بأشهى أنواع اللحوم ونرى (صينية) الأرز والدجاج بدلا من أن نحضر (الطبخة ) ونأكلها على ثلاثة أو أربعة أيام متتالية  وعند السحور نتمنى أن نأكل (جبنة بيضاء وقمر الدين والمربى ).

 وتمضي في حديثها فتقول: إن ثلاجة المنزل لا تكاد تجد فيها الا زجاجة المياه فهي خاوية لا شيء فيه وتمنت أن تكون في رمضان ممتلئة بالفواكه والخضراوات، وناشدت عبر" فلسطين اليوم "أهل الخير أن ينظروا الى أسرتها نظرة شفق وحنان وأن يقدموا المساعدات لنا حتى يتبدل الحال الى الأحسن.

طفولة عيسى

الطفل عيسى صاحب العشرة أعوام أصر أن يتحدث إلينا والابتسامة تملأ وجهه قائلاً" أتمنى أن يكون عندي غرفة نوم تكون جميلة وموجود فيها ألعاب كي ألعب فيها، وأضاف إن أصحابي الذي ألعب معهم في الحارة يرفضون أن يأتوا للعب معي في البيت لأن بيتنا ليس جميلا وضيق جداً جداً.

وأشار :"بيتنا ضيق وأنا أنام على الأرض ...وصمت وهو يحاول اخفاء دموعه...

فلعل وصف ذلك المنزل اقل من الحقيقة والصور المرفقة اكبر دليل على المأساة في التقرير , وحال العائلة ان يجد أصحاب القلوب الرحيمة حل لهذة العائلة ومساعدتهم للعيش بكرامة ...."


منزلك
منزلك
منزلك
منزلك
منزلك
منزلك
منزلك
منزلك



منزلك