خبر جيش الشعب .. اسرائيل اليوم

الساعة 08:42 ص|02 يوليو 2013

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: إن مصر تبحث اليوم عن زعيم جديد من غير الاسلاميين - المصدر).

يقف الجيش المصري الى جانب الشعب في هذه المرة ايضا كما في الثورة الاولى قبل سنتين. في ذلك الوقت تخلى الجيش – على نحو مفاجيء – عن مبارك. وهو اليوم يتخلى عن مرسي – بصورة طبيعية تقريبا كما يجب ان نقول.

يتصرف الجيش المصري مثل جيش الشعب. ومن جهة اخرى حينما يوجد فيه نصف مليون جندي و17 مليون مواطن غاضب يتظاهرون في الشوارع، لا يبقى للجيش خيار كبير سوى أن يلائم نفسه للواقع.

إن المروحيات الست التي حلقت فوق المتظاهرين وهي تحمل العلم المصري حسمت الصراع مثل استقالة ستة مسؤولين كبار (خمسة وزراء ومستشار) بصورة موازية تقريبا. ويرى الجمهور ستة وستة فيفهم أنه انتصر.

كانت مصر منذ كانت ثورة التحرير تحيا بمعادلة الجيش – العلمانيين – الاخوان المسلمين. في 2011 كان العلمانيون أبطال الثورة هم الذين أخرجهم من اللعبة تحالف غريب بين الجيش والاخوان المسلمين. وفي أول أمس وأمس عاد العلمانيون وصور عبد الناصر بأيديهم الى التحرير لهدف واحد هو الاعتراض على قرار صندوق الاقتراع ولتقسيم أوراق اللعب من جديد. وكما يبدو الامر اليوم، بعد إنذار الجيش، فان العلمانيين – بمساعدة الجيش – في الطريق الى تنحية الاخوان المسلمين عن الحكم. أمس جلس الجنرالات الى اساتذة في القانون الدستوري ليروا كيف يُنحون مرسي دون مس بالمسار الديمقراطي.

يجب ان نعترف بأن الحديث اليوم عن تحالف (بين العلمانيين والجيش) أكثر طبيعية من التحالف السابق. وقد ينشأ عن هذا في نهاية الامر شيء صالح لمصر بل ربما لنا في اسرائيل. فها هي ذي حركة الاخوان المسلمين التي أُنشئت في مصر في 1928 وتولت الحكم في مصر في 2012 تتلقى ضربة قاسية في 2013. وليست الحال حال ديمقراطية الى الآن لكنها قد تصبح بيقين بدء عودة الى الصحة في مصر.

للجيش ما يخسره

أعلن الاخوان المسلمون أمس أنهم يطلبون وقتا لدراسة اعلان الجيش الذي يُريهم في واقع الامر الباب ليخرجوا. في تموز الماضي كان مرسي هو الذي فعل نفس الشيء بالضبط بالجنرالات. في مصر حيث تتخذ القرارات في الميدان لا في مجلس الشعب، كل شيء سيّال. وقد نسي الاخوان المسلمون شيئا واحدا مهما وهو أنه لا يكفي ان تنال الحكم بل يجب عليك الحفاظ عليه.

إن مصر اليوم هي أمة من 85 مليون نسمة تبحث عن الاتجاه والخبز والمال. ولا يوجد لنسبة كبيرة من الـ 17 مليونا الذين نزلوا الى الشوارع في أنحاء مصر ما يخسرونه حقا. ولا تُرى انتخابات في الأفق ومؤسسات الحكم فارغة من المضمون.

للجيش على الخصوص ما يخسره، فهناك العلاقات بالغرب والمنصب الفخم والقوة والأهم – الثروة الاقتصادية التي أُحرزت في عهد مبارك، وكان كل ذلك في خطر في عهد مرسي.

إن الجيش يحتاج الى هدوء صناعي كي يصون نفسه وثروته. وقد أصبح الجيش المصري بعد 2011 هو كاسر التعادل بين العلمانيين والاخوان المسلمين.

إن مصر تواجه اياما صعبة، فالاقتصاد ينهار، وسيصعب على مصر ان تقف على قدميها دون اصلاحات بنيوية يصعب تطبيقها. وسيفضل الجيش ان ينقل العمل الاسود الى حكومة انتقالية علمانية. والجنرال السيسي كذلك أقل طموحا بكثير من الطنطاوي.

قويَ السلفيون

قبل سنة فقط غضب العلمانيون في اثناء مراسم أداء مرسي اليمين الدستورية وزعموا ان الاخوان المسلمين سرقوا ثورتهم. ويزعم الاخوان اليوم بصوت عال ان العلمانيين بمساعدة الجيش سرقوا الانتخابات منهم. وهؤلاء واولئك ايضا على حق.

إن مصر اليوم دولة منقسمة، ومن المنطق ان نفترض ان المتطرفين المتدينين لم يقولوا الكلمة الاخيرة الى الآن. ولا يجوز ان ننسى ان ثورة التحرير قد قوّت السلفيين في الدولة. إن الهجوم المادي على أنصار الاخوان ومؤسساتهم لن يبقى بلا رد، والسؤال الأكبر اليوم هو كيف سينجح الجيش في اخراج الاخوان من الحكم دون صراع عنيف في الشوارع. وهذا متعلق بالاخوان ايضا بالطبع. وفي اثناء ذلك، وعلى حسب الوضع على الارض، يوجد في مقابل كل واحد من الاخوان المسلمين عشرة من الاخوان العلمانيين.

إنتظر الاخوان المسلمون 84 سنة كي ينالوا الحكم وأثبتوا في سنة واحدة أن صيغتهم العجيبة "الاسلام هو الحل" لا تنجح.

إن مصر تبحث اليوم عن زعيم جديد. ويُطلب الى المرشحين ان يأتوا هذه المرة بلا لحية.