خبر رئيس ضعيف ومُجرح -يديعوت

الساعة 09:19 ص|01 يوليو 2013

بقلم: سمدار بيري

        (المضمون: تقول تقديرات المتابعين للأحداث المصرية في اسرائيل إن محمد مرسي سيجتاز الازمة لكنه سيجتازها ضعيفا ومُجرحا - المصدر).

        يُقدر الخبراء عندنا الذين يتابعون الوضع القابل للتفجر في مصر، أن محمد مرسي سينجح في اجتياز موجة الاحتجاج والبقاء في الحكم لكنه سيكون رئيسا ضعيفا ومُجرحا تطارده الشوارع المشتعلة عليه. يجب ان نتناول هذه التقديرات في حذر فهي صالحة لهذه المرحلة التي ما تزال فيها المظاهرات عاصفة لكنها تحت السيطرة.

        قبل ان يخرج الرئيس المصري أمس من المقر المحروس للشرطة السرية في طريقه الى القصر الرئاسي القبة (الذي غادره أمس ايضا) وعد صحيفة "الغارديان" البريطانية بقوله سأبقى في الحكم وأنوي أن أُتم السنوات الثلاث القادمة من ولايتي. وبيّن مرسي لخصومه الذين دعوا الجنرالات الى ان يأخذوا مقاليد الحكم منه ان الجيش لن يتدخل هذه المرة في شؤون مصر السياسية.

        ينبغي ان نفترض ان التقارير الاخبارية عن عشرات الدبلوماسيين الامريكيين الذين سارعوا الى ركوب كل طائرة خرجت من القاهرة، ولا يهم الى أين من اجل الهرب فقط، أثبتوا لمرسي مبلغ خطر الوضع. بل إن قطر التي تبرعت بمليارات لانقاذ الاقتصاد المصري أرسلت طائرة هرب لممثليها في القاهرة.

        كان مرسي يستطيع ان يرى في التلفاز ملايين المواطنين الذين لم يخافوا ان يهتفوا قائلين له "إرحل"، وعائلات تتظاهر عليه مع نعوش وبحر خيام في ميدان التحرير. وكان يستطيع ان يسمع التقارير عن البورصة المتهاوية وخصمه – زعيم المعسكر العلماني حمدين صباحي – الذي نزل الى الميدان ليُحذر قائلا: "إرحل فورا أو نضطرك الى الخروج".

        ليس مرسي بشار الاسد. ففي مصر بخلاف سوريا لا يمكن قصف المتظاهرين وذبحهم. ولكل جندي مصري أقرباء في الميادين. ولن يدخل الجيش الى الصورة إلا اذا تجاوز أحد المعسكرين الخطوط الحمراء. إن الجنرالات على الجدار الى الآن ورؤساء الاستخبارات والاجهزة الامنية يحافظون على خط مفتوح مع واشنطن.

        وافق مرسي على الاعتراف بالأخطاء التي قام بها كما قال حينما تدخل فظاظة في جهاز القضاء الذي نظم لنفسه صلاحيات أكبر منه بعشرة أضعاف، وحينما عزل موظفي حكومة من اجل مقربيه من حركة الاخوان المسلمين. وليس لهؤلاء المقربين قدرات ولا وسائل ايضا لتحسين حياة الجماهير.

        فقدت مصر مرسي مكانتها الرائدة في العالم العربي. وتهدد المصانع في القطاع العام بالانهيار بسبب ثقل الاضرابات. وفي كل يوم يدخل آلاف الشباب في قائمة العاطلين. وأصبح عشرات الملايين في خطر الجوع. ولم نتحدث بعد عن التوتر مع اثيوبيا حول السيطرة على منابع النيل الذي هو شريان حياة مصر. واختفى رجال الشرطة ولا أمن في الشوارع. والديمقراطية وحرية التعبير كلمتان نابيتان في معجم مرسي والاسلاميين.

        ليس عند مرسي حلول سحرية. ومن حسن حظه ايضا انه ليس يوجد بديل عنه في المعسكر الخصم فقد مات عمر سليمان، ومبارك العجوز المريض في السجن. وعمرو موسى مغترب كثيرا ومحمد البرادعي معني بالتثوير فقط. وهرب البديل المحتمل احمد شفيق الى دبي. وما زال حمدين صباحي لم يحشد ما يكفي من القوة.

        ينتظرون في المعسكرين ان يروا من سيضعف أولا. وكما قال لي أمس أحد شباب حركة تمرد في طريقه الى ميدان التحرير: "اذا هاجمنا مرسي فسيخسر، واذا حذر ولم يهاجم فسيخسر ايضا".