خبر الكساد يخيم على سوق الذهب بغزة رغم الانخفاض الكبير في الأسعار

الساعة 05:54 ص|30 يونيو 2013

غزة

أثار الانخفاض الكبير في أسعار الذهب حفيظة المشترين والبائعين على حد سواء، بينما شهدت سوق الذهب حالة غير معهودة من الهدوء في مثل هذا الوقت من العام.

وتراجع إقبال الراغبين في شراء الذهب على غير العادة من سوق الذهب "القيسارية" في مدينة غزة بشكل حاد، بالرغم من انخفاض سعر جرام الذهب إلى 25 ديناراً أردنياً مقارنة مع 30 ديناراً قبل أسبوع تقريباً، وعكس هذا التراجع انعدام ثقة المواطنين وخصوصاً المشترين بالمعدن الأصفر الذي وصل سعر الجرام الواحد منه قبل نحو عام إلى 38 ديناراً.

وعزا التاجر محمد معين صاحب محل لبيع المجوهرات هذا التراجع إلى خذلان الذهب للمواطنين بانخفاضه الحاد خلال الأيام الأخيرة، ما سبب إرباكاً لدى المواطنين الذين يخشون انخفاضات أخرى خلال الأيام القادمة، وهو ما أكده أكثر من مواطن فضلوا تأجيل شراء الذهب إلى الأيام القادمة لحين استقرار الأسعار.

وقال معين إن الارتباك لم يقتصر على المشترين فقط بل طال التجار الذين أصبحوا يبيعون الذهب على مضض لاسيما بعد صعوده خلال اليومين الأخيرين بواقع دينار للجرام.

ويأمل الشاب سعدي أبو موسى الذي أجل شراء مجموعة من المشغولات الذهبية لخطيبته في انخفاض آخر لأسعار الذهب، مضيفاً أنه قرر عدم شراء الذهب لانخفاضه المستمر والمتواصل طيلة الأسبوع الماضي.

وقال أبو موسى إن عدداً من أصدقائه في العمل نصحوه بتأجيل الشراء لتوقعهم استمرار انخفاض الأسعار.

واعترف التاجر إبراهيم العدنان بأن الكثير من التجار فوجئوا بهذا الانخفاض خصوصاً وأنه تم في أوقات متقاربة أربكت حسابات التجار والمشترين على حد سواء، لكنه لم يستغرب هذا التراجع في أعداد المشترين في مثل هذه الظروف والأوقات التي تشهد في العادة طلباً متزايداً على شراء الذهب بسبب إقبال المواطنين على الزواج في فصل الصيف.

وأعرب الكثير من الفقراء عن فرحتهم الغامرة بانخفاض أسعار الذهب آملين أن تنخفض الأسعار لتعود إلى ما كانت عليه قبل عشر سنوات، حين كان سعر الجرام الواحد لا يتجاوز عشرة دنانير.

وحرم الارتفاع الكبير في الأسعار خلال السنوات السبع الماضية وملامسة سعر الجرام الواحد سقف الأربعين ديناراً الفقراء من شراء الذهب واقتنائه.

ورغم الصعوبة التي تواجه التجار في معرفة ماذا سيحصل غداً في الأسعار إلا أن المواطنة تهاني كامل توقعت أن تنخفض الأسعار، واكتفت بمعرفة أسعار الذهب ومغادرة السوق، معللة تفاؤلها بانخفاض الأسعار إلى ما شهدته الأشهر الأخيرة من انخفاضات متتالية.

ولم تخش كاملة صاحبة الخبرة في شراء الذهب ارتفاع سعر الجرام بمعدل دينار واحد خلال 48 ساعة ووصول الجرام إلى 26 ديناراً، واصفة ذلك بالزيادة الطارئة.

ورفض التاجر حسام النادي توقع ما ستشهده الأيام القادمة على صعيد الأسعار، لصعوبة ذلك على ضوء المعطيات الحالية، مبيناً أن انخفاض سعر الأونصة إلى نحو 1180 ديناراً ومن ثم ارتفاعه إلى 1233 ديناراً في غضون ساعات أمر صعب جداً ومفاجئ.

وقال إن الذهب لعبة عالمية ولا دخل للأسواق الصغيرة بها، مؤكداً أن المصالح الأميركية هي التي تتحكم في الأسعار.

ومن الأسباب التي يبينها النادي التي أدت إلى إحجام المواطنين عن شراء الذهب رغم الانخفاض تردي الأوضاع الاقتصادية والاستحقاقات الكثيرة التي يتعرض لها المواطنون في هذه الأيام، ومنها قرب شهر رمضان والمصروفات العالية وحاجة المواطنين للسيولة النقدية بالإضافة للعام الدراسي الذي يتبع شهر رمضان بعدة أيام.

وأكد النادي أن هذه الأسباب بالإضافة إلى عدم استقرار الأسعار شكلت ضربة موجعة لسوق الذهب التي عاشت في جو المعاناة منذ مطلع العام الجاري.