خبر رفح: الأنفاق تتوقف بصورة شبه كلية

الساعة 05:42 ص|30 يونيو 2013

غزة

في سابقة ربما تكون الأولى منذ أكثر من ست سنوات توقفت عمليات التهريب بين قطاع غزة ومصر بصورة شبه كلية، بعد أن أحكمت السلطات المصرية المدعومة بقوات كبيرة من الجيش سيطرتها على امتداد المنطقة الحدودية ومنعت تدفق البضائع من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة.

وبدت المنطقة الحدودية حيث تنتشر العشرات من الأنفاق على غير ما كانت عليه، فقد خلت من الشاحنات والعمال، في حين خيمت في محيطها حالة من الهدوء القسرية بعد أن توقفت الماكينات داخل الأنفاق عن العمل، ولم تسمع أصوات المولدات التي كانت تملأ بضجيجها المكان.

ووصف العديد من مالكي الأنفاق الوضع على الشريط الحدودي بأنه غير مسبوق، وأشاروا إلى أنه حتى في ذروة الغارات والقصف الإسرائيلي لم تتوقف الأنفاق بهذه الصورة وكانت تنجح وقتذاك في تهريب كميات كبيرة من السلع.

وأكدوا أن انتشارا غير مسبوق للقوات المصرية التي نجحت في تدمير وإغراق عشرات الأنفاق، بينما لا زالت عشرات أخرى تخضع لحراسة مشددة، ولا يستطيع مالكوها أو القائمون عليها توصيل البضائع إلى فتحاتها.

وأشار أحد العاملين في الأنفاق لصحيفة الأيام، إلى أن الحدود باتت أشبه بالثكنات العسكرية، موضحا أن أية محاولة لتوصيل سلع أو بضائع إليه تبوء بالفشل وتتم مصادرتها.

وأوضح يوسف الشيخ أن مالك النفق الذي يعمل فيه سرحه وكافة العمال وطلب منهم عدم العودة للحدود إلا بعد الاتصال بهم، آملا أن تتحسن الأوضاع في الأيام المقبلة وتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقا.

أسواق خالية من السلع

وبدا أثر إغلاق الأنفاق على الأسواق والمتاجر كبيرا، وعانت من نقص كبير في البضائع المصرية خاصة المواد الغذائية ومواد التنظيف والسجائر والأسماك.

كما شهدت أزمتا الوقود ومواد البناء مزيدا من التفاقم، بحيث خلت المحطات كليا من الوقود، كما شهد قطاع البناء حالة شلل غير مسبوقة، بسبب انعدام الاسمنت والمواد الأخرى من الأسواق.

واشتكى العديد من التجار والباعة في سوق رفح الأسبوعية "السبت" من النقص الحاد في البضائع خاصة الرخيصة منها أو التي لا يوجد لها بدائل تدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.

وكانت السجائر من أكثر السلع تأثرا، إذ بدت الكميات المعروضة منها في السوق الأسبوعية قليلة، في حين ارتفعت أسعارها على نحو كبير.

ويقول حازم خليل أحد المشترين من السوق أنه اعتاد شراء كمية كبيرة من السجائر أسبوعيا ليبيعها في بقالته الصغيرة شرق المحافظة، لكنه أصبح عاجزا عن شراء الكمية ذاتها بسبب نقص السجائر وارتفاع أسعارها.

أما التاجر محمد قشطة الذي كان يقف بجانب كمية قليلة من الأجبان والمواد الغذائية المصرية فقد أكد أن هناك شحا شديدا في هذه السلع، التي يزداد الطلب عليها في شهر رمضان، ونوه إلى أنه اجتهد لجلب كميات جديدة منها بعد أن أوشكت الكميات التي بحوزته على النفاد دون جدوى بسبب توقف التهريب.

وعلى غير العادة منذ سنوات، خلت الأسواق من الأسماك المصرية الطازجة التي عادة ما تعرض بكميات كبيرة في أكثر من مكان بالمحافظة، وعاد المواطنون إلى شراء الأسماك المجمدة من جديد.

يذكر أن العديد من مالكي الأنفاق كانوا توقعوا عودة عمليات التهريب إلى سابق عهدها، في حال لم تحدث اضطرابات دراماتيكية في مصر خلال اليوم الأحد، الموعد المقرر لتنظيم المعارضة المصرية تظاهرات كبيرة ضد نظام الحكم.