تقرير الاحتلال يرهب الفلسطينيين بـ« الكلاب »

الساعة 02:41 م|29 يونيو 2013

وكالات

 يستخدم الاحتلال الإسرائيلي وسائل عدة لإخضاع الفلسطينيين وترهيبهم على رأسها استخدام الرصاص والقصف الثقيل على أنواعه ضد المدنيين العزل، وإن كان ذلك يشكل الجزء العنف والأشد، إلا أنه لا يمنع من استخدام وسائل أخرى من بينها الكلاب المتوحشة.

هذا ما أكدته مذكرة وجهتها أمس الجمعة لجيش الاحتلال منظمة "بتسيلم للدفاع عن حقوق الإنسان في الأرض المحتلة عام 1967" دعت فيها للوقف الفوري والشامل لظاهرة مهاجمة المدنيين الفلسطينيين بواسطة الكلاب الشرسة.  

ويستدل من تقرير بتسيلم أن الجيش الإسرائيلي لا يتوقف عن استخدام الكلاب الشرسة منذ سنوات. ومنذ بدء العام تم رصد عشرة اعتداءات.

ويرجح الباحث الميداني في بتسيلم موسى أبو هشهش للجزيرة نت أن الظاهرة أوسع مما تم رصده وتوثيقه، لافتا إلى أن الكلاب تستخدم  بهدف الاعتقال داخل المنازل أو خلال عملية تسلل الباحثين عن العمل لأراضي الـ48 إضافة لترهيب الفلسطينيين ومعاقبة المشاركين في المظاهرات ضد الاحتلال.

 

غير أخلاقي


وتؤكد المديرة العامة لـبتسيلم المحامية جيسيكا مونتيل -في مذكرة للجيش الإسرائيلي- أن استخدام الكلاب المتوحشة غير أخلاقي، وتنبه إلى خطورة هذا الإجراء لعدم إمكانية التحكم به، ولأثره في ترهيب جمهور واسع، ولإيقاعه ضحايا كثر.

لكن الجيش الإسرائيلي لا يولي إلا القليل من الاهتمام للاحتجاجات والدعوات لوقف الاعتداءات بالكلاب، إذ اكتفى برسالة جوابية للمؤسسة أمس الجمعة تقول "إن الشكوى بخصوص الحادثة الأخيرة قيد التحقيق".

كما يعتبر الجيش أن الخلل ليس بمبدأ مهاجمة الفلسطينيين بالكلاب الشرسة إنما بطريقة استخدامها وبـ"إخفاقات مهنية" خلال القيام بـ"طريقة عمل شرعية" رغم ما يترتب عليها من إصابات خطيرة، مقصودة أو عرضية.

وتعتبر الناطقة بلسان بتسيلم ساريت ميخائيلي رد الجيش استهتارا بمنظمتها وبالجمهور الفلسطيني وبحقوق الإنسان.

وردا على سؤال الجزيرة نت تشكّك ميخائيلي باحتمال رد الجيش على مذكرة منظمتها بشأن الظاهرة التي تندرج ضمن اعتداءات كثيرة ومتنوعة بحق المدنيين الفلسطينيين.

 

اعتداءات موثقة


ومن بين الاعتداءات الموثقة في تقرير بتسيلم ما تعرض له ثلاثة شباب فلسطينيين من قرية بيت أولا قضاء الخليل حينما حاولوا دخول إسرائيل الشهر الماضي بحثا عن عمل في منتصف مايو/أيار الماضي.

ويقول محمد العملة (28 عاما) للجزيرة نت إن الحادثة وقعت حينما حاول مع قريبه عمر العملة وشخص آخر من قريته بيت أولا دخول أراضي 48 بحثا عن عمل.

العملة (والد لثلاثة أطفال) يستعيد ملابسات الحادثة بانفعال موضحا أن دورية الاحتلال فاجأتهم على بعد عشرين مترا من الجدار المجاور لقريتهم ويذكر صرخات الجنود نحوهم تبعها إطلاق الرصاص عليهم.

ويشير محمد -الذي ما زال جريحا ويعاني من أوجاع شديدة- إلى أنه قد تنبه لكلب يلاحقه خلال هربه ورفيقيه نحو القرية. ويتابع "حاولت الهرب لكن الكلب أدركني وعضني في عنقي وأسقطني أرضا".

ويوضح أن الكلب غرس أنيابه في ظهره متسببا في وجع شديد له دون أن يتمكن من إبعاد الكلب إلا حينما حضر الجنود ونقلوه للمستشفى.

وبعد إخلاء سبيلهم من مستشفى "برزيلاي" في مدينة عسقلان شرعت سلطات الاحتلال بمقاضاتهم فيما لم يحاسب جندي واحد كما تؤكد بتسيلم.

وفي رسالته المذكورة لـبتسيلم بشأن حادثة أخرى وقعت في مارس/آذار الماضي، يدعي جيش الاحتلال أن عملية تخليص متظاهر من قرية كفر قدوم قضاء قلقيلية من بين فكي الكلب العام الماضي استغرقت وقتا طويلا بسبب استمرار إلقاء الحجارة من المتظاهرين.

 المصدر: الرسالة نت