خبر بـ« الشورتات » القصيرة .. رجالٌ يهربون من حرّ الصيف إلى نار جهنم!

الساعة 01:49 م|27 يونيو 2013

وكالات_صحيفة فلسطين

كان محمد الحديدي يمشي في أحد الأيام الصيفية الحارة برفقة خطيبته على شاطئ بحر غزة، لكنه نظرَ إليها فجأةً وطلب منها ألا تنظر جهة اليمين والسبب كان أن شاباً في بداية العشرينيات –كما قدّر عمره- كان قد خرج للتوّ من البحر وهو يرتدي سروالاً قصيراً (شورت) يرتفع عن الركبة قرابة العشرة سنتيمترات! وكان مصنوعاً من قماشٍ "مطاط"، الأمر الذي كان سبباً في تفصيل جسده وعورته بشكلٍ بالغ الوضوح.

يعلّق على الأمر قائلاً :"أنا شاب مثلي مثله لكنني والله استحيت لما رأيتُ شكله وهو يخرج من الماء بمنظره هذا، ولهذا طلبت من خطيبتي أن لا تنظر إلى تلك الناحية حرصاً مني على حفظ حيائها".
مقزّزون!

ويعمد كثيرون من شبان قطاع غزة –سيما المراهقين منهم- إلى ارتداء الشورتات القصيرة الضيقة خصوصاً أثناء تواجدهم على شاطئ البحر، دون أن يلقوا بالاً إلى قوله صلى الله عليه وسلم (إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء).

وتوافقه الرأي سلمى السكني التي عبّرت عن استيائها الشديد من منظر بعض الشبّان الذين يرتدون الشورتات القصيرة جدا أو المعروفة بـ "البوكسر" خصوصاً على شاطئ البحر، قائلةً :"هذه الملابس تساعد على افتتان المرأة بالرجل أحياناً، وأعتقد أن الرجل لولا أنه كان يحمل هذا الهدف (أن تفتتن به المرأة) لما ارتدى مثل هذه الملابس أصلاً".

وترفض السكني تماماً فكرة أن الملابس الطويلة تعيق سباحة الرجل في البحر، مضيفة :"لا أقول إن عليه أن يرتدي بنطالاً كاملاً، لكن ليحرص في اختيار ملابسه على أن لا يخدش حياء الموجودين على الشاطئ من نساء ورجال أيضاً، وأعتقد أن الركبة حد مناسب لملابس السباحة".

أما شادي أحمد فلا يقتنع أبداً بفكرة السباحة بالـ "شورت" الطويل، قائلاً :"على العكس الشورتات القصيرة مريحة أكثر بكثير، ولا تعيق السباحة، وأعتقد أننا نحن الرجال لدينا الكثير من الرخص الشرعية التي تبيح لنا كشف أي جزء من أجسادنا إلا العورة أو السوءة"، واصفاً من أسماهم المنادين بـ "تطويل الشورتات" بالرجعية والتخلف.

كشفٌ للعورة


د. ماهر السوسي رئيس دائرة الإفتاء في الجامعة الإسلامية، عدّ ارتداء الرجال "الشورتات" القصيرة – ما فوق الركبتين-التي لا تستر الفخذين وتظهرهما بشكل لافت، أمرا محرّما لأن فاعله كشف عورته وأظهرها، فارتكب "الحرام" مما يوقعه في نار جهنم سيما إن تعمّد ذلك.


د.السوسي: لا ينبغي التوسّع في الركض خلف الموضة وإلا فالفوضى تعمّ


وأوضح أن العلماء انقسموا في تحديد عورة الرجل، فمنهم من قال بأنها من السرّة إلى السوءة –أي القُبل والدبر- والفخذان ليسا عورة، ومنهم من حددها من السرة إلى الركبتين، وهو الرأي الأرجح عنده، معللاً ذلك لعدة أمور.

وحول أسباب تحريمه لبس هذا النوع من "الملابس" قال :"البحر مكان عام ويوجد فيه مئات من الناس، وخاصة في فصل الصيف حيث يهربون من الحر إليه، فمن الحسَن احترام الذوق العام لأن المجتمع الغزيّ محافظ، ويتحلّى بالمروءة" مبيناً أن الأصل أن يحاول المرء احترام مشاعر الغير لأن الكثير يستفزّهم رؤية هذا اللباس ولا يمكنهم ارتداؤه لرفض ثقافته.

الحرية غير مطلقة


وحول ما إن كان ارتداؤه يعد حرية شخصية، أضاف:" الحرية هنا غير مطلقة، ومقيدة لأنها تتعلق بالآخرين الذين يرونه على هذا الحال، وإن تمادى الناس في التوسع في اللباس والسلوك فقد ينقلب حالهم إلى فوضى عارمة لا يمكن الرجوع عنها".

وتابع د.السوسي :"إن دعاوى الحرية التي نسمعها بين الفترة والأخرى ناتجة عن عدم فهم أصحابها لمعنى الحرية بشكل عام، فالحرية لا يمكن أن تكون مطلقة فيما يتعلق بعادات وأعراف المجتمعات"، مستدركاً :" فهذا الأمر يتعلق بالذوق العام، فلنتعلم كيف نحترم بعضنا، ونراعي ثقافة مجتمعنا المحتشم في طبيعته".

وعابَ لباس بعض الشباب الذي يفصل عورتهم، وسوءتهم كأن يلبس الواحد منهم ملابس تستر كل جسده ولكنها تفصل كل عضو فيه "فهذه أشد فتنة من غيره، وتثير الشهوة والغرائز وإن كان لابسها رجل فلا يجوز ارتداؤها.

فليحترم الذوق العام


وعن دواعي لبس "الشورت القصير"، بين أنها متعددة وتعود في أغلبها إلى غياب الوعي الديني عن حياة الناس والجهل بعادات المجتمع وتقاليده، والتهاون فيها، وعدم احترام الذوق العام وعدم احترام شعور الناس واستحكام الشهوة وتملكها للإنسان وحب تقليد الغرب، مبيناً أن هذه الأسباب تعود لسبب رئيسي ويتمثل في أنانية الشخص وحب ذاته.

ويرى بأن البديل يتمثل في الشورت الذي يغطي الركبتين موجود ، مما لا يبرر لبس القصير وغير الساتر، نافياً تبرير لبسه بأنه مريح أكثر من مثيله الطويل لأن الراحة تأتي من كيفية تفصيله ونوع قماشه وليس طوله.