خبر الرجل في شارع كابلن -يديعوت

الساعة 10:52 ص|26 يونيو 2013

سيد واقع وسيدة إكراه

بقلم: ايتان هابر

المضمون: انتبهوا لما حصل لكل رؤساء الوزراء في اسرائيل منذ يوم الغفران: كلهم غيروا رأيهم وعرش مولدهم واستبدلوا الالوان، الاراء والاحزاب. ولعله ينبغي اجتياز المطحنة في منصب رئيس الوزراء، لفهم الوضع الحقيقي لدولة اسرائيل – المصدر).

في غرفة رئيس الوزراء، في شارع كابلن في القدس، توجد امكانيتان للجلوس: واحدة وأمام طاولة الكتابة، والثانية في زاوية جلوس، على ارائك مريحة. رئيس وزراء يريد ان يشدد القرابة، الزمالة، التعارف يدعو في الغالب ضيوفه الى هذه الزاوية. وهذا هو المكان الذي يرتاح فيه رئيس الوزراء للحظة ويفكر.

يفكر؟ لا يوجد لرئيس الوزراء في اسرائيل وقتا للتفكير، زمنه محدود بالدقائق. لقاء يتبع نقاش. بحثوا فوجدوا ذات مرة، قبل سنين، بان رئيس وزراء في اسرائيل يعنى في احيان قريبة بمواضيع يعنى بهم في دول اخرى، ربما، رئيس قسم القمامة في بلدية نائية.

في الزمن القليل الذي لرئيس الوزراء الحالي للتفكير، الموضوع الاساس هو – هكذا أخمن – انكسار الحلم، وبكلمات أقل رقة: الفارق الهائل بين الحلم والواقع. وبكلمات أقل رقة حتى من ذلك: الفارق الهائل بين ما يفكر به المواطن الاسرائيلي "الصغير"، "رجل الشارع" عن قدرات ومكانة بلاده وبين الواقع العسير.

بعد 65 سنة من قيامها، تعود دولة اسرائيل لتكافح في سبيل حقوقها، ولا سيما حقها في الوجود. "رجل الشارع" لا يشارك قلق رئيس الوزراء. فهو مقتنع باننا الاكثر حكمة والاكثر قوة في العالم، وسنتغلب على كل العوائق والاعداء. في نظره ومن ناحيته الجيش الاسرائيلي هو الحل لكل مشكلة.

وفقط رئيس الوزراء، كل رئيس وزراء، لا ينام. فهو يأكله القلق. وهو يعرف ماذا بالضبط يفكر "رجل الشارع" وهو ايضا يعرف بان عليه أن يلبي رغبة هذا الرجل في حياة مطمئنة وآمنة. وهو يعرف كم هو صغير الفارق بين تلك الحياة المطمئنة وبين الكف عن الوجود، نهاية دولة اليهود.

مثال: مفاجئة الحكام الاسرائيليين في الحكومة وفي الجيش في يوم الغفران 1973 كانت مطلقة. وحتى المصريين، الذين نسبوا فضلا كبيرا للاسرائيليين (مثل الاسرائيليين أنفسهم)، فوجئوا من شدة المفاجأة. يحتمل أنه لو كانوا يعرفون أن هكذا سيكون، لخططوا الحرب بحيث تصل الى بوابات النقب، وربما حتى أقرب من ذلك بكثير من وسط البلاد. المفاجأة فاجأتهم.

لا شيء يشبه ما حصل في حينه؟ حسنا، حقا: وماذا عن منشآت النووي في ايران؟ هل سيحولوها الى مناجم ملح للسياح؟ على ماذا ولماذا يبذر الايرانيون عشرات المليارات؟

في لحظات اليقظة، يوجد لرئيس الوزراء زمن شاغر للتفكير في الفارق الهائل بين الحلم الذي جلبه وجلب حزبه الى الحكم وبين العالم الذي لن يسمح له بتجسيد الحلم، وفي الفارق الذي بين صورة الاسرائيليين وبين الواقع العسير. هذا هو الوقت للتصفيق لقول ليفي اشكول الراحل: "شمشون المسكين". في 2013 نحن لم يعد بوسعن أن نقاتل ضد كل العالم وان ننتصر عليه.

وهذا هو الفرق الكبير والاهم بين رئيس الوزراء الحالي وأسلافه وبين الداني دنونيين والميري ريغفيين. للاخيرين لا توجد فكرة عما يحصل، وهم يمكنهم أن يتمسكوا بنظريات أكل الدهر عليها وشرب، ومحاولة كسب القلوب بالديماغوجيا، والطلب، والمطالبة، والصراخ. مسؤوليتهم تلامس هوامش الصفر. كل المسؤولية تقع على كاهل رئيس الوزراء. حياتنا، وبقدر كبير مماتنا، في يديه.

انتبهوا لما حصل لكل رؤساء الوزراء في اسرائيل منذ يوم الغفران: كلهم غيروا رأيهم وعرش مولدهم واستبدلوا الالوان، الاراء والاحزاب. ولعله ينبغي اجتياز المطحنة في منصب رئيس الوزراء، لفهم الوضع الحقيقي لدولة اسرائيل. في مركز الليكود لا يزال ممكنا الحلم. في مكتب رئيس الوزراء ينبغي اعطاء أجوبة حقيقية لاوضاع عسيرة والتفكير بمستقبل الدولة، وهذا كل الفرق. فارق ليس صغيرا.

والان، تصفيق! تصفيق.